اختتام أعمال المؤتمر الدولي الثاني لرعاية الطفولة المبكرة

اختتام أعمال المؤتمر الدولي الثاني لرعاية الطفولة المبكرة

(فسانيا/عائشة التواتي)…

اختتمت في عاصمة أوزباكستان طشقند فعاليات المؤتمر الدولي الثاني لرعاية الطفولة المبكرة والتعليم برعاية منظمة اليونسكو ووزارة التعليم قبل الابتدائي بجمهورية أوزباكستان والذي أقيم ليوميين متتاليين بنوفمبر الجاري، وشاركت ليبيا عبر المنصة الافتراضية (الزوم) برئاسة السيد وزير التربية والتعليم رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم وعدد من الخبراء والمختصين، إلى جانب مشاركة  نحو 2500 مشارك من 150 دولة حول العالم .

إذ تعتبر فترة الطفولة المبكرة مرحلة تنموية حرجة لأنها تمثل أسرع فترة نمو جسدي ومعرفي واجتماعي وعاطفي في عمر الإنسان، حيث تتطلب هذه السنوات التكوينية الأولى بإلحاح مزيجًا من الرعاية والتعليم للأطفال، بدعم وثيق من الآباء والأسر ومقدمي الرعاية الآخرين والمجتمعات الأوسع، فهي بحد ذاتها مرحلة مهمة ولبنة الأساس، وبالتالي، فإن للرعاية والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة التي يختبر فيها الأطفال، منذ الطفولة المبكرة وحتى الانتقال إلى التعليم الابتدائي الرسمي، تأثير مباشر على حياة الأطفال وفهمهم للعالم، ومدى قدرتهم على تحقيق أقصى استفادة من الفرص المستقبلية.

كما تُظهر الأبحاث حول الرعاية  والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة أهميتها في معالجة العوائق المتعلقة بالنوع الاجتماعي وغيرها من المعيقات التي تحول دون الوصول إلى المدرسة الابتدائية، وتزيد من المشاركة والتحصيل في المدرسة، وخفض معدلات الرسوب والتسرب – وبالتالي تقليل الهدر في نظام التعليم، كما أنها تساهم في الحد من عدم المساواة بين الجنسين وتعميم الفوائد المجتمعية الأوسع مثل تعزيز التماسك الاجتماعي، وانخفاض معدل العنف والجريمة في المستقبل وزيادة الدخل الفردي وتعزيز التنمية الاقتصادية الوطنية وتعزيز الهوية الثقافية وتقليل التكاليف الصحية، وتقلل ايضا من استمرارية الفقر عبر الأجيال.

 واعتمد المشاركون في ختام المؤتمر ” إعلان طشقند الذي تضمن تعهدات والتزامات بالعمل من أجل تحويل الرعاية والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، كما أكدوا أن الوصول إلى رعاية الطفولة المبكرة والتربية الشاملة والجيدة يعد عاملاً مهماً لتمكين التنمية الشاملة والمستدامة والتعلم الأساسي والتعلم مدى الحياة والعدالة الاجتماعية.

وأشار الإعلان الختامي للمؤتمر أيضا إلى أن ارتفاع حالات الطوارئ والأزمات وجائحة كورونا وآثار تغير المناخ تضعف المجتمعات المحلية والأسر في دول العالم، وتهدد رفاه الأطفال الصغار، وتحد من توفير رعاية الطفولة المبكرة ونوعيتها، وتحد من الالتحاق ببرامجها، موضحين أن الطفولة المبكرة تشمل الفترة من الولادة وحتى سن الثامنة وتهدف إلى رعاية هذه الفئة لتعزيز تطورهم المعرفي والاجتماعي المبكر.

ولفت المشاركون إلى ضرورة دمج تدريب موظفي رعاية الطفولة المبكرة والتعليم في إطار تعليم عالي الجودة للمعلمين وتطوير مهني مستمر لهم وتضمين المناهج وطرق التدريس أحدث التطورات في علوم التربية وجعل الوصول إلى التكنولوجيا الرقمية عادلاً وشاملاً وآمناً وأخلاقياً وضمان حماية حقوق الأطفال في البيئة الرقمية.

والتزم المشاركون في إعلانهم  بمجموعة من الإجراءات لرعاية الطفولة المبكرة والتعليم ،منها ضمان المزيد من التحسينات وتنفيذ السياسات والأطر القانونية لضمان حق كل طفل في رعاية شاملة وعالية الجودة والتعليم قبل الابتدائي، وتعزيز أنظمة رعاية الطفولة المبكرة والتربية عبر توظيف صحيح للمؤهلات وتحقيق ظروف عمل مناسبة للعاملين في هذا المجال،  وزيادة الوصول إلى برامج دعم الأبوة والأمومة القائمة على الأدلة لجميع الآباء ومقدمي الرعاية ،وضمان جودة التعلم لجميع الأطفال بما في ذلك معرفة القراءة والكتابة والحساب والمهارات الاجتماعية.

وشدد إعلان طشقند على أهمية التركيز على دور المجتمع الدولي لدعم الأنظمة الوطنية لرعاية الطفولة المبكرة وتطوير القدرات والأدوات والمبادئ التوجيهية للبلدان التي تحتاج إلى الدعم، وتسهيل ودعم المنصات والشبكات الدولية والإقليمية والوطنية المخصصة لرعاية الطفولة المبكرة.

والجدير بالذكر أن المؤتمر سعى إلى اكتشاف آليات لوضع مؤشرات مرجعية وأهداف للعمل، وتذليل العقبات التي تعرقل تطوير خدمات الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة، إضافة إلى رصد التقدم المحرز نحو أداء الخدمات.

من خلال ثلاثة أهداف رئيسة وهي:

1-تطوير سياسات طموحة وذات صلة ومناسبة ثقافياً للطفولة المبكرة.

2-وضع أنظمة فعالة وشراكات متعددة لأصحاب المصلحة وتحسين الخدمات المتعلقة بهذه الشريحة من الأطفال.

3-زيادة وتحسين الاستثمار في مجال الطفولة المبكرة ضمن استراتيجيات البلدان لتحقيق مجتمعات التعلم مدى الحياة والتنمية المستدامة.

كما من المهم الإشارة إلى أنه شارك في المؤتمر رؤساء حكومات ووزراء ومختصين ومهتمين من الأعضاء بالمنظمة، وممثلو وكالات الأمم المتحدة ووكالات التعاون الإنمائي ومنظمات المجتمع المدني ووكلاء وخبراء التعليم.

والجدير بالذكر أن اليونسكو عقدت المؤتمر الأول حول الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة، بالتعاون مع الحكومة الروسية، بحضور شخصيات سياسية وخبراء من مختلف دول العالم في  سبتمبر 2010 بمدينة موسكو.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :