اعملي لما بعد الحياة….!!

اعملي لما بعد الحياة….!!

سالمة عبد الهادي

انظري – يا رعاك اله – كم مضى من عمرك؟! «16 عامًا» «20عامًا » أو أقل أو أكثر أليس كذلك؟ لكل زرع حصاد، ولكل شجر ثمر، فانظري ماذا حصدت؟ وماذا جنيت؟ أتشعرين الآن أنك عشت عمرك ،لم تشعري. مضت السنون والأعوام وكأنه لم تكن هناك سنوات مضت! فكري بعمق وحاولي أن تسترجعي لحظة من هذه السنوات! لا جدوى.. السنوات ضاعت واندثرت لم يبق فيها إلا طاعة الله تعالى ورسوله، أما الأكل والشرب، والزينة ومتاع الدنيا؛ كلها أصبحت طيف الخيال.. لا يخدعنك الأمل!

اعملي لما بعد الحياة.. اعملي لأول منزل من منازل الآخرة.

فعن عثمان بن عفان t قال: سمعت رسول الله  يقول: «القبر أول منزل من منازل الآخرة؛ فإن نجا منه فما بعده أيسر، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه».

[رواه مسلم].

يا أخيه: السعادة التي نبحث عنها قد أرشدنا الله تعالى إليها، فقال: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} [طه: 123].

وقال: {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 38].

وقال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97].

وقال تعال: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر: 17، 18].

وإن الله تعالى قد وعدنا، ولا يخلف الله وعده، فقال تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآَخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ} [الروم: 16].

يا أيها الأمل: أبشري أبشري بالجنة.

قال الحبيب المصطفى r: «العبادة في الهرج كهجرة إليّ». [رواه مسلم].

وقال r: «إن من ورائكم أيام الصبر، للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم ، قالوا: يا نبي الله أمنهم؟ قال: بل منكم» [صحيح: الترمذي].

وفي هذا فليتنافس المتنافسون!!

ونسأل الله تعالى أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :