الاستقرار الاقتصادي

الاستقرار الاقتصادي

النقيب : إمحمد بن يوسف

منذ فجر التاريخ والإنسان يبحث عن الأمن والأمان ليستقر نفسياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً ، وعلى ضفاف المدن الآمنة المستقرة نشأت أعظم الحضارات البشرية ، شيدت الأبراج العظيمة وناطحات السحاب الضخمة وانتعش اقتصاد دول صارت اليوم عظيمة ، كل ذلك حدث بعد حروب طاحنة بين دول وشعوب وقارات ، ذاك هو النموذج العالمي الكبير فاستتباب الأمن هو البداية لانطلاق الحياة برمتها أما النموذج الوطني القريب فهو ما نشاهده في مدينتنا بأدق التفاصيل ، المدينة التي استوطنها الرعب لسنوات خلت ، فخَمل اقتصادها حتى انعدم وساءت فيه أحوال المواطنين ، حتى تراهم وكأنهم خيالات تتلفت يمنة ويسرة تفتقد للطمأنينة ، أبواب المحلات التجارية تفتح على استحياء بعد العاشرة صباحا وتقفل مع أذان المغرب ولولا أنها أبواب الرزق لما كانت تفتح أصلاً.

حتى هجر التجار المدينة وغادرها أصحاب رؤوس الأموال بعد أن خطف من خطف وقتل على رزقه من أخذ غيلة وغدراً .

كان ذلك قبل عام ونيف ، أما الآن وبعد الاستقرار الأمني الكبير الذي شهدته مدينتنا فإن أول من انتعش بها هو اقتصادها وتجارتها ، فالشوارع مزدحمة حتى أنك تقضي نصف الساعة في مشوار كنت تقضيه في ثلاث دقائق ، المحلات التجارية والمطاعم والمؤسسات العامة والخاصة تفتح أبوابها لاستقبال المواطنين ، بل إن شركات كبرى أصبحت تفتتح فروعها في المدينة ، العائلات التي كانت تتسوق فقط خلال الفترة الصباحية وعلى استحياء خوفاً من السطو المسلح عليها صارت تقضي أوقاتا أطول وهي تتجول بكل أريحية ، انتعشت حركة البيع والشراء ، فصار المواطن الجنوبي يتسوق في سبها بعد أن غاب عنها لفترة طويلة بسبب ما تعرض له من ويلات وانتهاكات حتى رزقه ونفسه.

ما وصلت له المدينة من سكينة كان باهظ الثمن حتى أنه كان مستحيل التحقق ، لكن وبفضل عزيمة الرجال المخلصين الوطنيين المرابطين ليل نهار لأجل هذا الوطن تحققت الأمنيات التي كانت ضرباً من الخيال. ومن هذا المنطق أصبح الحفاظ على أمن المدينة وانتعاشها على كافة الأصعدة واجبا وطنيا مقدساً علينا جميعاً المشاركة فيه والمحافظة عليه ، رجال الجيش والشرطة والمواطنين فنحن نرفل في هذا النعيم الذي منّ علينا به المولى جل في علاه والنعم تزول بالإهمال والجحود والنكران فاللهم اجعلنا من الشاكرين المثابرين على أمن المواطن

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :