الانترنت قد يقضي علي صحة الأطفال العقلية

الانترنت قد يقضي علي صحة الأطفال العقلية

يؤثر الانترنت علي الأطفال تأثيرا كبيرا فقد أصبح الانترنت جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية كما أنه قد أصبح غير مقتصر علي فئة عمرية بعينها ومن هنا يجب توعية الآباء و الأمهات بتأثير استخدام الانترنت علي الأطفال سواء من ناحية ايجابيات الانترنت أو سلبياته ومنذ سنوات طويلة و الأبحاث و الدراسات تحذر من سوء استخدام الأطفال للشبكة العنكبوتية ومن انتشار ادمان الانترنت بين الأبناء الأمر الذي أذى بأبرياء في عمر الزهور الي العزلة الاجتماعية و اضرابات النوم ومشاكل دراسية و نفسية كثيرة والمشكلة الحقيقية ليست في تعريف الأطفال بمدى خطورة تعلقهم بالإنترنت ولكن في مدى معرفة أولياء الأمور أنفسهم بهذا الخطر فوعي الأب والأم بخطورة الإنترنت تتحدد على أساسه كيفية تعاملهم مع الأبناء وحذرت الدراسة من أن تدهور قدرة الأطفال على اللعب وخلق صداقات مع أقرانهم في السنوات الأولى من عمرهم سيجعل من الصعب عليهم تكوين علاقات طويلة المدى مع زملاء العمل في المستقبل ونتج من التطور التكنولوجي الذي يشهده عالمنا المعاصر أجهزة و ألعاب مختلفة مثل الأيباد و الكمبيوتر و ألعاب الليزر و حرصت أسر عديدة علي توفير هذه الألعاب الالكترونية لأبنائهم دون أن تعلم أن الادمان علي هذه الوسائل قد يسبب أمراضا عديدة والآثار الايجابية للأنترنت في القدرة علي البحث عن معلومات في أي مجال و تكوين صداقات من جميع أنحاء العالم عن طريق برامج المحادثة وخاصة الموجودة في الأجهزة الذكية و التعرف علي الثقافات الأخرى و تتركز أهم الاثار السلبية للإنترنت في أنه يضعف شخصية الطفل و يجعله يعاني من غياب الهوية نتيجة تعرضه للعديد من الأفكار و المعتقدات و الثقافات الغريبة علي المجتمع و الاستخدام اليومي للإنترنت يعرض الطفل الي متلازمة الإنهاك المعلوماتي بسبب كترة المعلومات التي يتعرض لها وعدم قدرته علي التأكد من صحتها و يساعد الإنترنت علي زيادة العدوانية في سلوك الأطفال وذلك بسبب ممارسة الألعاب العنيفة أو مشاهدة الصور و الأفلام التي تروج للعنف علي الانترنت و يساهم الانترنت سلبا في تفكير الطفل و شخصيته من خلال انتشار مجموعة من المواقع المعادية للمعتقدات و الاديان التي تؤثر مشاهدتها علي نمو و فكر الطفل و سلوكياته و تصرفاته مع الآخرين ومن أثاره السلبة أيضا أنه يساهم في انطواء الفرد و كآبته و الجلوس أمام الكمبيوتر لفترة طويلة قد يجعل بعض و ضائف الدماغ خاملة بالإضافة الي اجهاد الدماغ و الاستعمال المتزايد للتكنولوجيا قد يزيد من صفات التوحد و الانعزالية و قلة التواصل مع الناس و قد يسبب أمراض عديدة و خطيرة كالسرطان و الأورام الدماغية و الصداع و الإجهاد العصبي و التعب و مرض الرعاش و قد يشكل خطر علي المخ و الكلى و خطر للعينين و التشنج في العضلات نتيجة الجلوس الخاطئ لفترة طويلة ومن جهة أخري كشف العلماء مؤخرا أن الوميض المتقطع بسبب المستويات العالية و المتباينة من الإضاءة في الرسوم المتحركة الموجودة في ألعاب الكمبيوتر قد تسبب في حدوث نوبات من الصرع لدى الأطفال و حدر الأطباء من الاستخدام المستمر و المتزايد لألعاب الكمبيوتر الاهتزازية من قبل الأطفال لاحتمال ارتباطه بمرض ارتعاش الأدرع و أكدت بعض البحوث العلمية أن هذه الألعاب قد تكون أكثر خطرا من أفلام العنف التلفزيونية أو السينمائية لأنها تتصف بصفة التفاعلية بينها وبين الطفل و تتطلب من الطفل أن يتقمص الشخصية العدوانية ليلعبها و يمارسها و أدت هذه الألعاب الالكترونية ببعض الأطفال و المراهقين الي حد الإدمان المفرط و من أعراض هذا الادمان قد يسبب اضطرابات النوم و الفشل علي صعيد الحياة الخاصة أو الدراسة و حدوث الكسل و الخمول و العزلة الاجتماعية لدي الأطفال بالإضافة الي التوتر الاجتماعي و فقدان المقدرة علي التفكير الحر و نقص العزيمة و الإرادة لدى الفرد و ضعف النظر و الرؤية الضبابية و ألم و دموع في العينين و ضعف التحصيل العلمي و رسوب و فشل في الدراسة و علامات منخفضة و إيذاء الأخوة بعضهم بعضا من خلال تقليد ألعاب المصارعات و تطبيقها في الواقع ولحماية الطفل من مخاطر استخدام الانترنت فان الاسرة هي مفتاح وقاية الطفل من هذه المخاطر وذلك من خلال فرض قيود و ضوابط علي استعمال الطفل للإنترنت و مراقبة سلوك الطفل و تفكيره أثناء استخدام الانترنت مع ضرورة تواجد أحد الأبوين أثناء استخدام الطفل للإنترنت و توفير الوعي الديني و التربية السليمة للطفل بحيث يكون هو الرقيب علي نفسه عندما يتصفح مواقع الانترنت و تشجيع الطفل علي ممارسة بعض الهوايات مثل الرسم أو ممارسة الرياضة التي يحبها وتنمية العلاقات الاجتماعية للطفل من خلال تشجيعه علي تكوين صداقات حقيقية و الخروج مع الأصدقاء تحت اشراف الأب أو الأم و في الختام نود أن نوضح أن للتقدم التكنولوجي فوائده الجمة التي يجب أن نستفيد منها بشكل إيجابي في مسيرة حياتنا ومواكبة لروح العصر ولكن علينا ألا ننسى أن له سلبيات خطيرة على الطبيعة البشرية والتواصل الطبيعي والإبداع الإنساني هذا فضلا عن إساءة الاستخدام لمفهوم الحرية واخلاقيات المجتمعات وهى أمور يجب أن نتفاداها حتى لا تتأثر البشرية بإضرار هذا التقدم ونحافظ على مجتمع رائد أنساني ونفسي وليس فقط تكنولوجي

ليلي أبودربالة

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :