أ – عيسى رمضان
آية في كتاب الله تعالى لها معنىً كبيرا لو عقلها المسلم : {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ [غافر: 44].
فالله تعالى أمرنا أن نتقيه كما أمر ، وأن نترك الفواحش ماظهر منها ومابطن. كما أمر أن نتوكل عليه نعم التوكل ، والاية السابقة فهي قمة التفويض إلى الله ، وهي الاطمئنان القلبي الذي لا يخالطه شك.
فالثقة الكاملة بالله والتسليم له في كل شيء هي التي شجّعت أم موسى أن ألقت فلذة كبدها سيدنا موسى عليه السلام في البحر ، إذ لولا ثقتها بربها لما ألقت ولدها في تيار البحر تتلاعب به أمواجه.
إذا.المسلم الحق فإن أي خطوة يخطوها في سبيل الله ، وأي صدقه أو حركة يتحركها لعز الإسلام فسيكتب الله له الأجر فقد قال تعالى في كتابه{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }[التوبة:120].
فلن نستطيع أن نُذهب عن أنفسنا الخوف ، ولا القلق ، ولا الضعف النفسي ، ولا الهلع ، ولا الجزع ، إلا إذا اتصلنا بالله عز وجل ،من خلال ما امر به علينا ولم نستطع أن نتصل به ، إلا إذا عرفنا عظمته ، واستقمنا على أمره وأولها الصلاة المفروضة ووجب أن نعظمها كما جعلها الله عظيمة ذات صلة به وذات قيمة عظيمة. والثقة في الله بأنها ستعود علينا بالراحة والسكينة والطمأنينة.
قال الله تعالى في الحديث القدسي( ليس كل مصلٍّ يصلي ، إنما أتقبل صلاة من تواضع لعظمتي ، وكف شهواته عن محارمي ، ولم يصر على معصيتي)أخرجه الامام الديلمي رضي الله عنه.