ليبيا المستقبل – القاهرة -: أحيت الجالية الليبية في القاهرة مساء الخميس الماضي الذكرى السنوية الأولى للمستشار سمير أحمد الشارف، حضرها لفيف من أقارب الراحل ومحبيه وأصدقائه لتقديم كلمات في حق الفقيه الدستوري الراحل. وقال مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة العربية عاشور بوراشد “افتقدت ليبيا رجلا وطنيا مخلصا، نتذكره اليوم بعد عام من رحيله ونحن في أشد الحاجة إلى مثل هذه النماذج التي من شأنها بناء البلاد وإنهاء الدماء التي لازالت تراق”. في حين، أوضح الكاتب والمؤرخ شكري السنكي عن جانب آخر من حياة الراحل، حيث ذكر أن سمير الشارف “كان يأخذ معه إلى ليبيا منشورات المعارضة ونسخ من كتيب “الدستور” خلال حكم معمر القذافي وكان لايخاف أحدا، مقداما شجاعا حسبما ذكر لي الأمير محمد الحسن الرضا”، مضيفا: “سمير الشارف معارضا طيلة حياته وكان يكتب مقالاته المعارضة على موقع “ليبيا المستقبل” تحت إسم مستعار هو (محمد أحمد العيساوي) وكانت مقالاته مرجعا للمعارضة، كما ساهم في تأسيس (الجمعية الليبية للدفاع عن دستور الاستقلال)، وكان رافضا بشدة نظام انقلاب سبتمبر”.
وفي لفتة طيبة عن والد الراحل سمير وهو المناضل أحمد الشارف، ألقى الشاعر والروائي عبد المولى البغدادي قصيدة في حق الشارف الجد متذكرا أيامهم في زليتن والأسمرية، وقال معقبا: “وسمير خير خلف لخير سلف وسيستمر النضال في أهله”.
ومن أقارب الراحل، تحدث محمود عبد العزيز -ابن عمة الشارف- الذي تذكر أيام النشأة والصبا في حياة سمير الشارف وأنه كان رفيقه وملاصقا له، وذكر أن سمير الشارف كان معروفا في العائلة باسم “المفتي”، أي المستشار للحصول على أي معلومة، وان جده الكبير “الشارف” كان دائما ما يقول: “إن سمير سيكون لها شأنا كبيرا”.
وتابع: “كان سمير الشارف معجبا بثلاثة شخصيات ليبية تاريخية، هم: عبد الحميد العبار، بشير السعداوي، محمود المنتصر وأنه كان دائم الحديث عنهم وعن نضالهم، وكانت (الوطنية) حاضرة في كل أحاديثه معنا، وكان دائما يوصينا بالانتماء للوطن وفقط”. واستطرد عبد العزيز: “وفي ثورة السابع عشر من فبراير كان سمير مشاركا منذ البداية، ولكنه ترك الساحة بعدما انقض (الاسلاميين) على الثورة والسلطة وبعدما وقعت الاغتيالات للرموز الوطنية مثل: عبد السلام المسماري ومفتاح بوزيد وسلوى بوقيقيعيص وغيرهم، وقال لي يوم 25 أغسطس 2014 :”لقد سرقت ثورة فبراير من قبل الاسلاميين”.
واختتم كلامه: “لقد فقدت عائلتنا من كان سندا لها ومن كان مستشارا لها في كل شيء، فرغم صغر سنه كان يستشيره الآباء والأجداد لثقافته وحرصه على قضية الوطن، لتأتي مبادرته التي طرحها في منتصف 2012 في عهد حكومة الكيب للمطالبة بالعودة إلى الشرعية الدستورية المتمثلة في دستور 51 ولكن لم يستجب له أحدا، لقد رحل سمير لكن تراثه سيظل باقيا”.
وحصل المرحوم سمير أحمد الشارف على ليسانس حقوق عام 1979 من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء بالمملكة المغربية، وعمل، عقب تخرجه، مستشارًا قانونيًا بشركة ليبيا للتأمين خلال الفترة من 1979 إلى 1984 ثم مستشارا قانونيا بديوان المحاسبة. وزيادة على درجته الأكاديمية يعد المرحوم أحد المناضلين والصادحين بالحق، وكان من كتاب “ليبيا المستقبل”، حيث نشر، لسنوات، زمن النظام السابق باسم (محمد العيساوي). وبعد الثورة تبنى المرحوم مطلب (العودة للشرعية الدستورية)، قبل أن يلتحق بالرفيق الأعلى، بعد صراع مع المرض، في أحد مستشفيات العاصمة التونسية.