فسانيا :: وكالات
طلب المشتبه به الرئيسي في التحقيق في اغتيال الصحفية المالطية دافني كاروانا غاليزيا، التي أجرت تحقيقات قبل وفاتها عن تهريب النفط الليبي، الحصانة مقابل كشف ما يعرفه عن هذه القضية، بحسب ما قالت مصادر قريبة من الملف لـ«فرانس برس».
وطلب المشتبه به يورغن فينيش، وهو رجل أعمال، الحصول على حصانة قضائية في وقت تواصل الشرطة المالطية استجوابه في مقرها بشأن ضلوعه المفترض في عملية الاغتيال. وبحسب مصادر في الشرطة، اشتكى رجل الأعمال بعد ذلك من آلام ونُقل إلى المستشفى للمعالجة. ولم يُعرف وضعه الصحي، حتى يوم السبت.
تهريب النفط
وذكرت تقارير إن الصحفية القتيلة كانت قد نشرت تحقيقات بشأن تورط جهات إيطالية ومالطية مع قادة «ميليشيات» ليبية في تهريب النفط الليبي من غرب البلاد إلى إيطاليا عبر مالطا، وهي عمليات تدر عشرات ملايين اليوروهات، إلى جنب تزوير ملفات الجرحى الليبيين.
وتمكن نجل الصحفية المقتولة، ماثيو، من فك تشفير الكمبيوتر الشخصي لوالدته فور اغتيالها، وأكد للمحققين وجود ثوابت تتعلق بملفات التهرب الضريبي وتهريب النفط والإتجار بالمخدرات، وتورط عدد من السياسيين في فضائح جنسية.
تقول «فرانس برس» إن الوسيط المفترض الذي كان السبب في توقف المشتبه به فينيش، هو سائق سيارة أجرة يبلغ 41 عاما ويُدعى ملفين تهوما، ونُقل أيضاً إلى المستشفى الجمعة الماضي بعدما اشتكى من آلام. وبعد بضع ساعات، خرج من المستشفى واقتيد إلى المقر العام للشرطة لاستجوابه.
وأوقف المشتبه به يورغن فينيش الأربعاء الماضي على يخته أثناء محاولته الفرار من الأرخبيل الواقع في البحر المتوسط. ويُعتبر رسمياً بمثابة شخص يملك معلومات عن القضية، علماً أن بعض وسائل الإعلام وعائلة الصحفية تعتبر أنه المدبّر المحتمل للجريمة.
حصانة مطلوبة
وفي الوقت الراهن، يطلب فينيش الحصانة القضائية أو نوعاً من الترتيب للقول للشرطة ما يعرفه عن الجريمة ما قد يؤدي الى كشف أشخاص آخرين متورطين في القضية. ويعود قرار قبول أو رفض الطلب إلى رئيس الوزراء المالطي جوزف موسكات الذي كان قد منح الحصانة لملفين تهوما مقابل تقديمه معلومات عن الجريمة.
وقُتلت دافني كاروانا غاليزيا جراء انفجار عبوة مفخخة وضعت تحت سيارتها في 16 أكتوبر 2017. وكانت قد كشفت جوانب غامضة من الحياة السياسية في مالطا وهاجمت بعنف رئيس الوزراء متهمة اياه بأنه جعل من مالطا «جزيرة مافيا».
صفقة الجرحى
وفور اغتيالها، ذكرت جريدة «كوريري ديلا سيرا» الإيطالية، أن من بين الملفات المثيرة التي تم العثور عليها في أوراق الصحفية القتيلة ما يعرف بفضيحة صفقة «الجرحى» في ليبيا، وتم ذلك من خلال وسطاء مالطيين، إذ كان يتم تسديد الملايين إلى مستشفيات وهمية، وعيادات غير موجودة في أوروبا وكذلك في روما. وتوصلت الصحفية المالطية إلى أن عددًا من المالطيين والسياسيين والمحققيين الدوليين وجدوا الطريق لكسب المال على حساب الحرب الأهلية في ليبيا.
وقالت «كوريري ديلا سيرا»، إن الصحفية اكتشفت آليات تمويل الميليشيات الليبية، وكذلك تمكين بعض الأشخاص وبعضهم من المجرمين الحقيقيين من تسهيلات ومزايا كبيرة. وأضافت أن عناصر «الميليشيات» قضوا أشهرًا من الراحة في كرواتيا أو إيطاليا، لكن أيضًا في تركيا ولبنان وتونس، ويقدمون حسابات طائلة عن علاج لم يتلقوه وتسددها الحكومة الليبية.