بقلم :: إبراهيم فرج
كتبت فيما مضى وعلى صفحات فسانيا .. سلسلة الجنوب واستراحة المحارب وكنت قد تناولت تشخيصا وتحليلا وفق رؤيتي للأحداث التي جرت في 2012 و 2014 .. وكنت احاول ابراز الاخطار المحيطة بالجنوب وان الحرب الحقيقية على الجنوب هي ما يدار في الخفاء وما يحاك له وقد قصدت بالعنوان ان الحرب على الجنوب لم ولن تتوقف وانما هي استراحة المحارب … اليوم ..تغير العنوان بعد ماتكشف الكثير من خبايا ما يحاك للجنوب فاخترت العنوان .. الجنوب ولعبة الورقة الرابحة … ان كل ما يحاك للجنوب هو لعبة للورقة الرابحة وان السلبية والشحناء وقصر النظر في بحث وتناول قضايا الجنوب ساعد اللاعبين على امتطاؤه ليكون الورقة الرابحة في الوقت المناسب … لقد استغل اللاعبون الشحناء والتوتر السائد في الجنوب بين ابناؤه وقصر نظرهم وطيبتهم وبركتهم اضافة الى استخدام الجزرة دون العصاة للنفعيين من ابناء الجنوب وشراء الذمم الى أشعال حرب ظاهرها قبلي وباطنها اجندة اللاعبين ولكن ما لفت انتباهي هذه المرة ان نسبة الوعي بما يحاك للجنوب قد زادت وإن لم تكن في مستوى مواكبة الحدث … واصبح ورق اللاعبين ينكشف ورقة تلو الاخرى .. ولنعود قليلا الى ما يعانيه الجنوب فخلال فترة الهدنة التي امتدت سنتان تقريبا دون حدوث حرب كان اللاعبين يقومون بشن حرب لجعل الجنوب يعاني ظنك العيش والتضييق على ابناؤه بحرب اقتصادية وخدمية وجعل المواطن في هذه البقعة لاينفك الخروج من ازمة للدخول في أخرى وكان الجنوب خلالها مستباح لكل من هب ودب ليستوطنه الغرباء ويهرب من خلاله كل ما يخطر على بال فمن الهجرة الغير شرعية الى تهريب المخذرات والخمور والسيارات والوقود والسلع الى دخول افواج من تشكيلات المعارضة في الدول المجاورة … وغيرها الكثير مما لا يتسع المقام لسرده .. وفي الداخل حرم المواطن الجنوبي من ابسط حقوقه في العيش والخدمات في الصحة والبنى التحتية والكهرباء و.. و .. و .. وكان الكثير من ابناء الجنوب يلقي باللوم على من هم في سدة الحكم وبالأخص من ينتمون الى الجنوب ..ولكن من وجهة وليس دفاعا فأن اولئك لم يكن لهم من الامر شيئ ليفعلوه .. فمثلا محطة كهرباء اوباري وما حدث لها ما هي الا دليل على ما اقول .. وكأنهم يقولون لنا لا تحلموا بعيش كباقي شركاءكم في الوطن .. في نظري ان ماحدث في محطة اوباري ما هي الا احد اوراق اللعب ..وكل ما نعانيه هي اوراق لعب … واخيرا وضحت الرؤية لمن يريد أن يلقي السمع وهو شهيد .. فلعبوا لعبتهم التي نراها اليوم لأشعال حرب جديدة في الجنوب مستفيدين من الشحناء التي هي كالجمر تحت الرماد فليس لهم مدخل يقنع بنشوب الحرب الا وضع الطابع القبلي عليها لتكون شماعة يحقق من وراءها مآرب اخرى خفية لمن لم يراها فقتل رجل من هنا ورجل من هناك كان كافي لاشعال حرب وراءها ماوراءها وعندما وقف الرجال فداء ومنعة عن الوطن شخصت الحرب على انها حرب قبلية ليتوه ابناء الجنوب في حقيقتها .. وما يبرز للشاهد الآن أن ما يحدث هو تغيير ديموغرافي لواقع الجنوب يجب إدراكه … والاوراق التي تلعب الآن هي بسط النفوذ للمتصارعين على السلطة من جانب ومن جانب آخر تلاعب الدول الطامعة بفرض نفوذها على هذه الرقعة من الأرض .. ويؤسفني ان أقول أن ابناء الجنوب هم من يدفعون الثمن كما في كل مرة … وهنا وجب علي أن أقول للأسود المرابطين والمدافعين عن الجنوب لا تسمحوا مجددا ان تستغل طيبتكم وبركتكم وحاجتكم فانتم اهل حق فلا تفرطوا في حقوقكم وكونوا أنتم الورقة الرابحة .. واكشفوا اوراق العابثين بدماءكم وكونوا على سدة المشهد .. فان ضيعتم هذه الفرصة كسابقاتها فربما لم يعد لكم في المشهد مكان … فهل ياترى استوعبتم الدرس المستفاد أم سنبقى على الشقاق والعناد .. وعندها سنقول ولبئس المهاد …. حفظ الله ليبيا وابناؤها الشرفاء .. وحفظ الله جنوبنا من كيد الكائدين .. الى ملتقى استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه