الحكام والمحكومون العرب

الحكام والمحكومون العرب

عبدالحق امحمد القريد.

بين الحاكم والمحكوم فى كل أمم الأرض ومنذ أن تكونت جماعات ترتبط بشكل مباشر وتتطور حتى عرف الناس الدولة وحتى الدولة تطورت بتطور الإنسان عبر عصور حياته بحثا عن نمط حياة يتفق ومداركه ويحقق مصالحه عبر العلاقة التكاملية بين الدولة التي يمثلها الحاكم ويكونها المحكومون وفق أنماط حياتية تعارفوا عليها وتكاثفوا لإنجاحها ومن ثم كانت الدول عبر عصور تتقدم وتصنع لنفسها كيانا تعبر عنه بامتلاك مقدراتها وتوظيفها لإسعاد الأفراد الذين ينتمون لها ويشكلون شعبها على مساحة من الأرض رسموها أو رسمت لهم المهم صنعوا مع آخرين يجاورونهم حدودا تمثل انتهاء صلاحيات أوامرهم عندها ومن ثم تجهزت دولة ذات كيان معروف لها مساحة من الأرض وفق حدودها مع الآخرين الذين هم جيرانها على اليابسة وحدود مائية بحارا وأنهارا ومحيطات ومن ثم عرف الناس الدولة حكومة وشعبا وأرضا وصنعوا لها علما والفوا لها أغنية وطنية جعلوا منها نشيدا وطنيا ويوما قوميا يحتفلون به هو يوم تكوين دولتهم هذه أو حرروها من آخرين كانوا يستعمرون الأرض التي يعيشون عليها وهم أيضا تعرضوا للعبودية لعدم قدرتهم على الدفاع عن أرضهم كل هذه المعطيات جعلت من أمة العرب الممتدة من موريتانيا إلى البحرين وهم مجموع الدول التي شكلت كيانا عرف بجامعة الدول العربية هذه الدولة يرتبط حكامها ومحكوموها بعلاقة جبرية وليدة استخدام أدوات قهرية خلقت عداء متأصلا ومتواصلا ومتجذرا بين حكامها ومحكوميها فكل الشعوب العربية تصف حكامها بالتخاذل والخذلان ويتهمونهم بالعمالة والخيانة وأنهم جميعا بكل أنواع خطابهم السياسي هم أشخاص تم تجنيدهم عن طريق أجهزة مخابرات الدول الأوروبية أو روسيا وإسرائيل هذا العداء الكامن في النفوس صنع نوعا من عدم الثقة ومن ثم كان ديدن الحكام التخلص من خصومهم برميهم بذات التهمة العمالة والجوسسة والتآمر وحرم حكام العرب شعوبهم من القراءة بغية حمايتهم من الأفكار الهدامة وتحصينهم من الفكر المعادى للإسلام والعروبة.

هذا النمط من العلاقة جعل هذه الأمة مطية تم تذليلها ليمتطيها كل طامع في غرض من ممتلكات أمتنا العربية فبات يتعاورها الصراع بين الحكومة والمعارضة وهذه المعارضة قد تكون تعريفا غير موجود أو ليس به أعضاء ينتمون له كل مافي الأمر أن بقاء النظام في شخص الحاكم يتطلب وجود عدو يحاربه الناس أو يتكاثفون استعدادا لمحاربته وأول أسلحة هذه الحرب الالتفاف حول الحاكم وتأليهه والهتاف به والدفاع عنه موتا ولو في غير أرضهم ومرة أخرى بدل أن نذهب في تشريح وتحليل الحالة العربية وجدنا أنفسنا أن للحاكم حقا وهو ليس خائنا ولم يأتي به أحد ويحب وطنه وشعبه وكذلك الشعب كل أفراده وطنيون مخلصون يحبون وطنهم ودولتهم فقط مازالوا يتوجسون من الحاكم ويشكون في مصداقية وجوده وكيفية مجيئه.

بالمقابل الحاكم عندنا يتوجس خيفة من شعبه ولا يثق فيهم وكل هذا ليس موضوعنا الموضوع الذي أخذ كل هذه المقدمة المتداخلة هو موقف العرب من غزة والفلسطينيين اليوم موقف الحكام والمحكومين العرب حيال معركة مصيرية لا تخوضها إسرائيل ضد الفلسطينيين ولا تخوضها حماس نيابة عن بقية الشعب الفلسطينى معركة تخوضها أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية كجزء من معركتهم الكبيرة مع روسيا في أوكرانيا ومعركة الدول الصناعية لتأمين طريق الحرير الذي تمثل الصين رأس حربته إنها معركة عالمية يمارس فيها الغرب غباء أول مرة يكون هذا الغباء مفيدا ومجديا وستكون له نتائج باهرة أول بوادر الغباء اتهام حماس من قبل آخرين بأنها تنتمي لحزب الإخوان المسلمين وأنها على علاقة وطيدة بحزب الله في لبنان الذي يرتبط مذهبيا بإيران التي تساند الحوثيين باليمن في حربهم مع السعودية هذه أول بوادر التخوين المتبادل بين الشعوب العربية والإسلامية هذا التخوين المذهبى هو تراكم صراعات قديمة فقدت أدلتها بتطور العصر الحديث وبالتالي أصبح وجودها نوعا من العبث الإعلامى الذي لن يصدقه الغرب والأمريكان ولا حتى الصين وروسيا.

في خضم هذه الحرب الآن الحاكم العربي نعم يرى الصورة بوضوح أكثر ويعرف قوة العدو الصهيوني في توظيف ملفاته القديمة المملوءة بتهم صنعها نظامه للتخلص من معارضيه كما تعرف أمريكا أن رعونة ترامب فضحتهم في كشفه حقيقة 11سبتمبر وأن حاكم كوريا المتهور قد يرتكب حماقة غير محسوبة وأن دولة إسرائيل نمر من ورق وأن الإنفاق ربما تكون بعض مخارجها فى شرم الشيخ وأن الصومال لديها خبرة في القرصنة البحرية قد تصدرها لليمن وأن إيران لم تعد تخشى ما يجري في أفغانستان وأن حركة الناس في العراق تقلق جنود أمريكا وقد يتحرك ساكن درزي يعلن مؤازرته لحماس إذن النتيجة الجميلة أن الحاكم العربى اليوم في حاجة إلى ضغط جماهير شعبه بكل مؤسساته لدفعه لفك الارتباط مع أي قوى سياسية دولية كانت تدعي حمايته من معارضيه وكشف مؤامراتهم وأن الشعب العربي اليوم في حاجة إلى حاكمه الذي يستطيع الجلوس مع أعدائهم وهو يعرف أنهم أعداؤه أيضا وأن وضعهم ضعيف ومحرج وهم في حاجة إلى تهدئة الرأي العام وعدم خروج مظاهرات تندد بموقفهم أو موقف الحكومة العربية إن وجود مصر والسعودية كضابط استقرار بالمنطقة اليوم نحن في أشد الحاجة إليه لنعرف كيف يفاوض الحوثي الأمريكان وكيف يعرف مقاتلو القسام ماذا تريد إسرائيل للحفاظ على الإعلامى وائل الدحدوح لابد أن نشجع أمير قطر على تعامله مع الغرب لأن عصر الاتهام بالخيانة قد انتهى وعلينا أن نسمح لأمير الإمارات العربية المتحدة بالجلوس مع كل أطراف الصراع ليفهم منهم ويفهم الحوثيون وحزب الله وحماس ماذا عليهم أن يقولوا وكيف يتصرفوا نعم ليستمر الحكام في مراوغة أعداء العرب وليستمر الشعب في عداء ظاهري هدفه الضغط الإعلامى وليس الفتنة الداخلية ومن ثم نصل إلى أن نعمل وفق أدوات الحرب الحديثة التحام الجبهة الوطنية حكاما ومحكومين إنهاء كافة الصراعات السياسية والطائفية والالتحام الكامل لنصرة فلسطين وتحريرها لقد بدأت أمريكا تتهاوى فلا تخشوها ليس لدينا حاكم عربي مسلم يحب إسرائيل وليس بيننا محكوم عربي مسلم يكره الفلسطينيين هنا نلتقي وحكامنا نصرة للقضية الفلسطينية وتحرير القدس وهزيمة الغرب وإسرائيل وأمريكا والتحرر من سطوتهم واستعمارهم لنا.

طوفان الأقصى مرحلة جديدة من مراحل الصراع العربي الإسرائيلي بأدوات جديدة وأفكار مختلفة واستراتيجية متميزة ومتقدمة إنه صراع العلم والثقافة والاختراعات والاكتشافات حديثة الإنفاق والطيران المسير والهواتف النقالة ومعرفة أخبار اليهود في كل بقعة من العالم لقد استيقظ الحكام والمحكومون العرب والمسلمون وسنرى بعون الله نتائج إيجابية باهرة صبرا جميلا والله المستعان.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :