- ناصر قواسمي
مَن يحشُرنا في زُجاجةٍ شفافةٍ
ويُغلِقُها بِفلّيْنٍ غيْر قابِلٍ لِلفتحِ
ثُمّ يُلقينا في عرضِ البحرِ نبحثُ عن فضاءِ جديد
مَن يُعيد تشكيلنا
ويَصقُلُنا حسب ما نُريد أو يُريد
مَن يُعيد البُكاء إلى أعيننا كأنّنا لم نذرِفه
ويُعيد الصّوْت المصطدم بِجِدارِ الرّيحِ في البعيد
مَن يَصبَّنا في قالِبٍ آخَر
فيَجعلنا عصافير أو حمام برّيّ لا وطنَ لهُ
أو حتّى قوالِب مِن الرُّخامِ الطّائِشِ أوْ قُضبان حديد
تعِبنا مِن آدميّتِنا
من كوننا البشر
نعانق الحُزن كأنّ الحُزن شقيقنا الأصغر
أوْ الأكبر
لا فرقَ في الحُزنِ بين البينين أوْ النّشيد في النّشيد
نحنُ العائِدون مِن خِرقةِ الوُجودِ
لا شيْء يُبشِّر بِالسّعادةِ
أو النّجاة مِن طعنةِ الحُزنِ
لا شيء يوحي بِالفرحِ
ولوْ عن غيْر قصدٍ أو يوحي بالخُروج عنِ الصّعيد
نحنُ الذّاهِبون في الحياةِ
مُنذُ آلافِ القُرونِ لم نصِل
نحنُ الرّسائِل الّتي لا تصِل
ونحنُ ما أبصر الغيب ولم يُبصِر ما بين السُّعاةِ والبريد