الخيبة الخرساء

الخيبة الخرساء

  • صلاح إبراهيم

 يقال بأن الخيبة تأتي دائماً من الذين قدمنا لهم كل شيء

وفي ليبيا يقال ” يا عقلي ضراتك نيتك شايل هم عرب ناسيتك”

سنوات والجمهور الرياضي لم يتوانَ يوماً عن الدعم والمساندة لاتحاد الكرة في هذه البلاد ، سنوات تغيرت فيها وجوه مسيري اللعبة ،  يصف أحدهم قادة اتحاد الكرة في السنوات الماضية بالنطيحة و المتردية.

وقفنا بجانب الوجوه السابقة والحالية و نحمل في داخلنا أحلاماً كبيرة ولأننا نؤمن بأن الأحلام الكبيرة تواجهها امتحانات كبيرة كنا صابرين على أخطائهم متغاضين عن زلاتهم ولكن “بلغ السيل الزبى “.

فاضت نفوسنا بالنكسات والخيبات و ازدادت حسرتنا و مواجعنا ، بطولة أفريقيا المقامة حالياً في كوت ديفوار هي القشة التى قسمت ظهر البعير ، أحدهم يرى بأننا تحملنا الكثير و الكثير وإن ما حدث في البطولة من تغير في الموازين وتأهل فرق مغمورة و خروج أخرى ماهو إلا بالأمر البسيط و لايمكن أن ينعكس سلباً على مسيرة كرتنا المتراجعة أساساً ، ياهذا نحن فعلاً أشبه بالبعير تحملنا الكثير وصبرنا على جفاف المشاركات و السير خلفهم في رحلات عالم الأوهام حاملين على ظهورنا أطناناً من الآمال و التوقعات ولكن حتى البعير القوي الشديد القادر على أن يحمل على ظهره قدراً كبيراً قد تؤدي زيادة قشة واحدة فوق حمله الثقيل إلى كسر ظهره و هلاكه.

هناك في بلاد المرابطين “موريتانيا” في سنوات غابرة كان لديهم بعير أعياه الحمل الثقيل كسّر ظهره أثناء المسير لم يتوان القوم حينها في وضعه في حفرة كبيرة في قلب الصحراء و قرروا إكمال المسير وسلموا مقاليد الأمور إلى الأصغر سناً والأكثر إرادة و شغافاً “أحمد ولد يحيي” شاب ولد في السادس والسبعين من القرن التاسع عشر 1976 معتمدا في خطته على ما درسه في الجامعات الفرنسية مرتكزا على الحكمه التي تقول: (لا شيء يمكن له أن يحدث مصادفة، إنّه مزيج من التجارب والمعلومات).

اعتلى ولد يحيي اتحاد كرة القدم في بلاده وبحسب أحد المحللين بأن هذا الرجل كان يوصف بالجنون بل إنهم قرروا في إحدى المرات أن يرسلوه إلى مستشفى المجانين وها هو اليوم يكافؤهم ويرسلهم بأفكاره و عزيمته إلى أبعد مما كانوا يتخيلون.

في العقد التاسع عشر من عمر “أحمد ولد يحيي” بالتحديد في العام 1995 وفي مكان غير المكان و زمان يتشابه في التوقيت ويختلف في الإمكانيات كان الشلماني يطلق أول صافرة دولية في مسيرته التحكيمية و يضع على ذراعيه الشارة الدولية ينذر المخالفين و يطرد المشاغبين و يحكم بينهم بالمادة والقوانين.

الشلماني و ولد يحيي خطان متوازيان لا يلتقيان في المكان ولا الزمان بالرغم من كونهما الآن يتزاملان في مقاعد الاتحاد الأفريقي إلا أنهم على النقيض فيما يحصدان لا يستوي الأمران مابين صانع الإنجازات و قائد الخيبات ، من الظلم أن نعلق كل هذا الفشل و البؤس على الشلماني و نستثني الباقين فهم في عرف القانون مشاركون في الجريمة و المتهم بريء حتى تتم إدانته هاتوا دليلكم إن كنتم صادقين..

لن نفتح دفاتر الفساد و نسرد المعلومات فليس هناك ماهو مخفي عن عيون و مسامع الليبيين فلا كلماتي ستردع الفاسدين و لا حروفي ستحرك معاصم الخانعين ،و ألزم على نفسي اتباع قول خليل مطران:

بعض السكوت يفوق كل بلاغة ** في أنفس الفهمين والأرباء

ومن التناهي في الفصاحة تركها ** والوقت وقت الخطبة الخرساء..

لنتمتع الآن بمشاهدة المثابرين و نتذكر تلك الأيام التي كنا فيها نناديهم بالمغمورين ..

ولا داعي لنشغل أنفسنا بالتفكير في مصير اللعبة في حين أن القائمين عليها صامتون ويا عقلي ضراتك نيتك شايل هم عرب ناسيتك..

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :