الدبلوماسية الموازية (Paradéplomacy)

الدبلوماسية الموازية (Paradéplomacy)

كتب :: حسن الوافي :: رابطة الدبلوماسيين الليبيين

”الدبلوماسية الموازية”هي تلك الجهود غير الرسمية المبذولة في المجال الدبلوماسي والتي تُعنى بها الفواعل غير الرسمية من منظمات غير حكومية وهيئات المجتمع المدني ووسائل الإعلام و جماعات الضغط، والذين يتمتعون بدرجة معينة من التخصص في مجالات مختلفة و ذلك بهدف تنفيذ السياسة الخارجية عن طريق الاتصال والتعاون والحوار الدولي.

     علاقة الدبلوماسية الموازية بالدبلوماسية الرسمية:

الدبلوماسية الرسمية تتميز عن الدبلوماسية الموازية ليس فقط من جانب المشاركين في الأنشطة بل و أيضا من خلال الأنشطة المنجزة حيث نجد أن الدبلوماسية الرسمية تنحصر أنشطتها على الساحة الدولية و السعي إلى المصالح الوطنية في حين أن الدبلوماسية الموازية تولي اهتمامها للمدنيين و أفراد المجتمع و ذلك من أجل البحت عن تطوير العلاقات بما يوفر المصلحة لجميع أفراد المجتمع كما أنهما تختلفان أيضا على مستوى أسلوب التدخل في العلاقات الدولية.

و رغم كل هذه الاختلافات فالدبلوماسية الموازية ليست بديلا عن الدبلوماسية الرسمية وإنما صيغة مكملة و أسلوب آخر يضاف إليها من أجل الوصول إلى تحقيق التعايش الدولي بين الأمم.

      أشكال الدبلوماسية الموازية:

 

  1. الدبلوماسية الشعبية:(people-to-people diplomacy)

الدبلوماسية الشعبية هي تلك النشاطات الدبلوماسية التي تتجه إلى مخاطبة الجماهير الشعبية بعيدا عن الأنشطة الحكومية الرسمية  بوسائل شعبية لإيجاد علاقات مباشرة بين الشعوب وهي أيضا  تمثل صورة التطور الذي طرأ على الدبلوماسية في القرن العشرين الذي نجم عن التقدم التكنولوجي من جهة و علنية الدبلوماسية من جهة أخرى .

و الدبلوماسية الشعبية تركز في جوهرها على أساس إقامة علاقات مباشرة مع الشعوب بصرف النظر عن الوسائل المتبعة و ذلك من خلال الأنشطة  التي  تبثها الدولة الممثلة  في شعبها لكسب الرأي  العام خارج نشاط السفارات و البعثات وتعتمد على وسائل رئيسية لبلوغ أهدافها منها:الاتحادات و الروابط والجمعيات المهنية و العلمية ,المبعوثين الى الخارج , وسائل الإعلام و الاتصال.

 

  1. الدبلوماسية البرلمانية:

تعتبر البعثات البرلمانية من القنوات التي أصبحت تباشر الدبلوماسية الموازية، حيث أصبحت تلعب دورا كبيرا وفعالا في الدبلوماسية الحديثة سواء عبر الملتقيات والمؤتمرات البرلمانية الدولية والجهوية أو عبر الزيارات المتبادلة بين مختلف البرلمانات في العالم، وبعرف هذا الشكل من الدبلوماسية أيضا بالدبلوماسية البرلمانية.

 

  1. الدبلوماسية الثقافية:

الدبلوماسية الثقافية، هي عملية تبادل للقيم والأهداف والتقاليد والأفكار على تنوعها، بهدف تعزيز التفاهم والتعاون والحوار المتبادل بين الشعوب. بصفة عامة، تحتاج جميع الدول لمد جسور التواصل ونشر قيم التعاون وتعزيز التقارب بينها. تزداد هذه الحاجة لدولة ما عندما تكثر الحملات العدائية ضدها، مما يؤدي لنشر المغالطات حولها وتشويه سمعتها، وهذا يلزم التحرك السريع، وهنا تحديدا تأتي أهمية الحوار الثقافي بين الشعوب.

إن مفهوم الدبلوماسية الثقافية، هو تقديم ثقافة الوطن وإبداعات أبنائه، وقيم المجتمع وتراثه الإنساني وصناعاته الثقافية إلى جمهور خارجي، بهدف تعزيز قوة الدولة ومكانتها، وبناء صورة ثقافية جذابة ومقنعة وممتعة ونافعة في أذهان المجتمعات الأخرى.

وعندما نفهم عناصر الثقافات الأخرى، ننظر إلى أهل هذه الثقافات على أنهم بشر مثلنا، لهم تراثهم وحضارتهم وإبداعاتهم المعاصرة، فتتحول الصور النمطية السلبية، إلى صور إيجابية لا تقف أمامها عقبات أو انطباعات مسبقة.. مثل تلك التي تقف في وجه السياسة والإيديولوجيا.

تتيح الدبلوماسية الثقافية، الفرصة لأفراد من المجتمع غير رسميين، لأداء أدوار فاعلة في دبلوماسية شعبية ثقافية، كما تتيح للمرأة أن تلعب دوراً مؤثراً في نشر الثقافة الوطنية في العالم. وفي الوقت نفسه، فإن الدبلوماسية الثقافية، تستدعي جهوداً لتجويد المنتج الثقافي، وبلورة قيم وفنون لها جدارتها الفنية.

إن كثيراً من دول العالم أخذت في السنوات الأخيرة خطوات متقدمة في العناية بالدبلوماسية الثقافية، ورصدت إمكانات مادية وفنية كبيرة ومستدامة، باعتبار أن هذه الدبلوماسية هي القوة الناعمة للدولة الوطنية.

الدبلوماسية الثقافية، هي الأكثر تأثيراً في الرأي العام، إذا ما أحسنت صناعتها وتقديمها، وهي قادرة في هذه الحالة، على تغيير قواعد الانخراط والتعامل المؤثر إيجابياً في المجتمعات الخارجية.

وتشمل الدبلوماسية الثقافية (الفنون البصرية والاستعراضية، والكتب والمؤلفات، والموسيقى، والسينما والمتاحف والرياضة وغيرها).

 

 

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :