حاورتها : حنان علي كابو
إدراكا لأهمية دور المرأة الإعلامية فى عملية تنمية مجتمعها، وإيماناً منها بالأهمية القصوى لتطوير سياسة إعلامية تبرز الدور المحوري للمرأة فى تحقيق نهضة المجتمع ،و تقدم صورة منصفة .ولما للمرأة الإعلامية دورا مهما في الحراك اليومي والعملي ، بعد أن أثبتت جدارتها وتوليها مواقع مهمة تاركة بصمة تلوح في الافق ، أعلن مؤخرا عن إشهار منظمة إعلاميات ليبيا ،صحيفة فسانيا سلطت الضوء عن هذه المنظمة ومعرفة الأهداف والخطط والبرامج التي تسعى لتحقيقها حيث التقت بالدكتورة فاطمة غندور رئيس المنظمة في حوار توضيحي ….
لماذا منظمة إعلاميات ليبيا ؟ كيف بدرت فكرة هذه المنظمة ،كيف تنظرين إليها وأنت تتولين رئاستها ؟
بداية أشكر لأسرة فسانيا المُجتهدة والمُثابرة هذا الاهتمام والمتابعة لكل مستجد وطني ، يُتاح لنا اليوم ما لم يتح منذ عقود عشنا حكما شموليا يُصادر كل حق في تنظيم مدني مستقل ، لذلك وعقب ثورة عسيرة شهدت تحولات كُبرى فيما نعيشه في يومنا هذا إذ نؤسس لبلد ديمقراطي يمارس فيه المواطن كما المواطنة حقوقهم في التعبير والتظاهر والعمل المدني والاهلي ، لذلك جاءت المبادرة بالمنظمة وكنا نخبة اعلاميات بلقاء نظمته ميادين ( وهي جريدة اسبوعية تصدر عن ميادين للصحافة والنشر والتدريب ) في أول احتفال بالذكرى الاولى لثورة فبراير 2012 ، خصصنا فيه جلسة عمل صباحية طرحت فيها زميلات من أكثر من مدينة ليبية واقع عمل المرأة بالاعلام والمتغيرات الحاصلة والصعوبات وجاءت المحصلة أننا أصدرنا بيانا أهديناه الى السيدة الرائدة الاعلامية والصحفية خديجة الجهمي حمل خطوطا عريضا لما نحمله من مباديء وطموحات متعلقة بالمجال ،في ذلك اللقاء جرى الحديث عن تأسيس منظمة وتجاذبنا أراءا متعددة بين كيف سنفصل جندريا من جهة ومن جهة أخرى أن المشهد المنفتح مع انخراط غير مسبوق للأعلاميات يحتاج أحاطة ويحتاج منا ان نوحد جهودنا وننشغل بقضايا تُلامسنا ، مع أواخر سنة 2016 عاد المقترح من جديد مع عرض أراء وتداولها كانت شغلنا الشاغل ومن ضمنها ما حصل من تعسف تجاه اعلاميات مادي ومعنوي ، حضرت فيها مبكرا بالدعوة والتحريض على أطلاق منظمة ومنهن : جيهان الجازوي ، سليمة بن نزهة ، فوزية بلال ، رغده ابراهيم ،انتصار بوراوي ، وهدى صبري ، وغلُب رأي أن ننطلق ونباشر فضرورات المرحلة تتطلب بالدرجة الاولى أن ننطلق ، وكانت مناسبة فبراير السادسة فرصة لأعلان الانطلاق والبدء في مهمتنا التي حان وقتها ،بالنسبة لي تعني أن اتشارك هموم وأسئلة المهنة مع زميلات فاعلات ولهن أدوارهن ، نتعلم من بعضنا البعض، ونتبادل الخبرات ونساند وندعم ونفيد زميلات ولجن المجال حديثا ولهن أمكانيات وقدرات تستحق ان نجتمع لأجلها لطموحات مشتركة تحت مظلة واحدة .
– ما الأهداف التي تسعون لتحقيقها ، والتي أقيمت من أجلها المنظمة ؟
الاهداف متعددة ولعل أولها التوعية الاعلامية وفي ظني أن دائرة تلك التوعية ستشمل المرأة العاملة بمجال الاعلام حيث أننا نمارسه اليوم في مناخ مغاير لما سبق هذا من جهة، والتوعية المنوطة بنا كأعلاميات نمارس دورا تجاه مجتمعنا الذي يسمع أصواتنا ويحدد موقفه منها من جهة أخرى ، وتلك مهمة ليست باليسيرة الاستقبال كما التلقي لمنهجة جرى العمل عليها لا تفتح براحا للرأي والرأي الاخر وأحترام الاختلاف وبالدرجة الاولى لروح المبادرة وحقوق المواطنة كما العالم والناس من حولنا فلسنا الاولين ، وهنا أعرض لأهداف تشاركنا في التوافق بشأنها كمُؤسسات للمنظمة، ومنها خلق مظلة تنضوي تحتها الاعلاميات لأجل توحيد الرؤى ، وأقتراح البرامج التي تقارب هذه المرحلة التي تمر بها بلادنا ، تنظيم عمل المنخرطات بالمجال والتأسيس لقواعد تلتزم اخلاقيات المهنة ،أطلاق مدونة سلوك تسترشد بها العاملات بالمجال وتعتبرها خارطة عمل في هذه المرحلة ( النزاع ، والتوتر ، مكافحة الارهاب، والتشظي الحاصل بين مدن البلاد ) ،وللمرحلة المقبلة استشرافا للدولة المدنية الديمقراطية،العمل على الاهتمام بالتدريب والتطوير والمواكبة لكل مستجد في المجال الاعلامي.، التعاون وخلق أواصر الصلة مع المؤسسات الحكومية ، والمستقلة للأرشاد ، وتقديم الاستشارة في مجال الاعلام،الاضطلاع بمتابعة ورصد أوضاع المرأة الاعلامية في مجالاتها المختلفة ،ودعم ومناصرة كل من يتعرضن لما يمس سلامتهن المهنية داخل مؤسساتهن أو أثناء عملهن بمواقع التغطية المباشرة،اقتراح ما يتدارك ويمحو من الصورة النمطية السائدة لأدائها وعملها ،التواصل مع الفضاء الاعلامي العربي ممثلا في جانبه المهني ( الحرفي والتقني ) لكسب الخبرات وتبادل المقترحات بشأن أوضاع المهنة وتحدياتها .
– هل ثمة خطط إستراتيجية تهدفون لتحقيقها ؟
بالتأكيد أننا مُحملات بطموحات ومشاريع تتعلق بالمرحلة الانية التي نحن فيها والتي تشهد اوضاعا انتقالية صعبة هناك مدن تُحارب الارهاب والتطرف وهناك نزاع وتوتر بمدن أخرى وإن لم نعدم مدنا مستقرة الى حد ما وتحاول أن تنأى بنفسها عن التجاذبات والفتن وما يشق الصف وسط صراعات تُغيب مصلحة الوطن وبناء الدولة المدنية الديمقراطية ، كأعلاميات نرى ضرورة ان نُؤصل للحياد والموضوعية ولالتزام اخلاقي ذاتي و مهني لن ننحاز لمُخطيء ومخالف متقاعس بدءً من مؤسسات الحكومة الى الاحزاب الى المؤسسات الخاصة أو أيا ممن يقدمون خدمة واجبة للجمهور ونضطلع بمسؤلية ايصال رسائلهم ومتابعتها و نقدها اذا ما حادت عن مبتغاها الذي تعاقدت عليه مع الشعب ، بهذا المعنى هي منظمة مدنية مستقلة ، نباشر أيضا في مدونة للسلوك تضبط عملنا وسنشرعها للزملاء والزميلات لمشاركتنا الرأي والمقترحات قبل ان نطلقها ونباشر جمع التوقيعات ، ايضا نخطط لأحاطة و رصد شامل على مستوى البلاد لموقع الاعلامية في المجالات المتعددة نتواصل معهن ونتابع معهن حقوقهن التي يضمنها دستور البلاد ونقف مدافعين عمن يتعرضن للعنف وسندعو الى قضاء ينصف حقهن ولا يضعهن في دائرة الشك أو افلات لطرف يؤذيهن ولا يجري عقابه وفق قانون نقف امامه متساووين كأطراف ، اليوم الاعلاميات منهن مراسلات في مواقع توتر ونزاع ويمارسن مهمات التغطية المباشرة وسط الجمهور وفي مواقع مختلفة ، وسأتذكر هنا ما أظهرتهُ جولة تدريبية قاربت الاعلاميات في بعض مدن البلاد صحافيات ومعدات ومقدمات برامج يملكن الشغف ومحبة العمل ولكن ذلك لا يكفي نفكر في الاضطلاع بمهمة التدريب لتطوير أدائهن مع مواكبة الحاصل من تطور في المجال ، نعد خططا تدريبية تهتم بالدرجة الاولى بالمنخرطات بالاعلام بالمدن الاطراف البعيدة عن المراكز والتي غالبا ما يتم اقصاؤها سنعتمد على كوادنا المحلية التي برزت في عدة مجالات وهم نخبة أساتذة صنعوا تاريخهم المهني باجتهاد ومثابرة ونسد بعض النقص في الاستعانة ببعض من المدربين الخارجين طبعا مشاريعنا تحتاج دعما ماديا ويتنوع ذلك الدعم محليا وهو ما نأمل فيه بالتعاون معنا، ودوليا اذا ما استلزم الامر ذلك بشأن عقود تدريبية طويلة المدى قد نبرمها مع مؤسسات تواكب كل تطور في المجال .
– من الخطط التي تم الإشهار بها إقامة دروات من أجل التطوير ، هل ستستعين المنظمة بمؤسسات ومراكز ومنظمات مختصة في هذا المجال ؟
من خططنا القصيرة والطويلة الأجل ومنها ما سيرتكز على عناصر تدريبية محلية خاصة في المجال الأكاديمي وكنا خضنا ذلك في تدريبنا بمؤسسة ميادين للصحافة والنشر والتدريب على مستوى البلاد ، حيث كنا بمصراته وطرابلس وبنغازي والبيضاء وسبها وأوباري ، أستعنا بأساتذة صحافة وأعلام في المجال المهني والتقني من جامعتي طرابلس وبنغازي ، كما ونقلنا للمتدربين تجربة رواد الصحافة لدينا ومنهم كتاب واعلاميون عملوا بالراديو والتلفزيون ،وسنفتح أفاق التعاون مع مؤسسات اعلامية عربية ودولية باشرت بالتدريب عقب الثورة لأكثر من قطاع ولكن بالنسبة لنا كمنظمة سنركز على طلب التعاون وفق ما يتمخض عنه رصدنا ومسحنا الاولي للأحتياجات التدريبية أي أننا سنضع أولويات للمواضيع التي سيتم بشأنها التدريب تطويرا ومواكبة للتطور الحاصل بالمجال .
– هل تعتقدين أن المنظمة ستحقق النتائج المرجوة منها خاصة وأن البلاد تمر بحالة من تقسيم ونزاعات ؟
تشغلنا الظروف الحالية بالتأكيد ولكنها لن تكون عائقا في سبيل فعل ما نستطيعه خاصة وأننا كعضوات مؤسسات نتوزع في مختلف أنحاء البلاد والتي تتباين أوضاعها بين المُستقرة وبين من تشهد توترا واضطرابات بل نثق في قدرة عضوة هي خارج البلد تمنحنا مقترحات كما و يُتاح لها أن يسمع الناس صوتها داعية للسلام والمصالحة والتوافق ومحاربة الارهاب ، لسنا الوحيدين من يعمل في هكذا واقع سبقتنا منظمات عملت وما تزال ، العمل فيه واجب وطني بل المبادرة والدعم والنهوض بما يمكننا انجازه تصبح مهمة ومسؤلية فكما نطالب بحقوقنا في هذا الراهن علينا أن نقوم بواجباتنا ، نحن محملات بالنوايا بالشغف للعمل المدني التخصصي ونعرف أن ذلك وحده لا يكفي لذلك علينا أن نترجم ذلك فعليا وعمليا ويحسب لنا أننا نبادر ونشرع فيما يتاح لنا أو لعلنا ننتزعه من فم الخطر.
– هل سستواصل المنظمة مع المراكز والمؤسسات الإعلامية والمختصة لدعم حرية التعبير لدى النساء بآرائهن وإهتماماتهن وتطلعاتهن ؟
حرية التعبير كحق من الحقوق التي ضمنها الاعلان الدستوري الجاري العمل به ( صدر أغسطس 2011) مسألة مبدأ ننطلق منها ونتمسك بها كونها مكسب من مكتسبات فبراير ساعة أنطلقت وأتيح للعمل الصحفي والاعلامي أن ينطلق حرا ومستقلا عقب عقود من تأميم الصحافة أو جعلها تابعة وظلا مُعبرا مُروجا لمشروع التوريث الذي وقف عند نقطة لم ينهض بعدها ، صحيح أننا شهدنا نكوصا وتراجعا مع 2014 مقارنة بما أتيح أول الثورة ،وربما لذلك نبادر وننهض اليوم بهذه المنظمة التي جرى اقتراحها منذ أول لقاء لأعلاميات ليبيا بطرابلس 25-26 فبراير 2012 ، سندافع أيضا عن حق منح المعلومة حيث على الحكومات ممارسة دورها في أطلاع المواطنين على ما تقدمه ليجري مسآلتها ومراقبة عملها ، وسيط ذلك الاعلام كناقل للمعلومة ومتابع لها في وسطها بين الجمهور ، وأيضا حماية مصدر المعلومة ،وإنهاء الافلات من العقاب تجاه من يمارسون العنف المعنوي والمادي لمن يقومون بعملهم صحافة وأعلام ، وهو ما انتبهت إليه منظمات تعنى بالمجال كاليونسكو ،ومراسلون بلا حدود ،وهيئات اعلامية لها باعها في المجال ، وما خرج من لوائح ومواثيق دولية تحوي ضمانات لحقوق العاملين بقطاع الصحافة والاعلام ( مادة 19،) وغيرها ستكون مرجعا لنا .
– هل ثمة مشاريع قيد الإنجاز بعد إشهار المنظمة ؟
– نشرع الان في مسارين : المدونة التي سنتوافق فيها على معايير لممارسة مهنتنا وسنفتحها للتداول والنقاش وللتوقيع للزملاء والزميلات بالمهنة قبل أطلاقها واعتمادها ، المسح الشامل الذي نرصد فيه مواقع الاعلاميات على مستوى البلاد لنعد استبيانا يتمخض عنه خارطة لمشروع المواضيع التدريبية وأيضا لمحاولة معرفة ومقاربة المعوقات التي تقلل من فاعلية الاعلامية في ممارسة دورها في هكذا مرحلة .
– تعاني الإعلامية من بعض القيود المفروضة عليها من المجتمع كالضغوطات العائلية ، ومخاطر التهديدات على سلامتها الشخصية ،الإجراءات التي ستتخذونها حيال ذلك ؟
دعيني أٌصارحك حيث في السلم والاستقرار تُسمى مهنتنا مهنة المتاعب ، واليوم ونحن في مرحلة انتقالية صعبة مَكن فيها نظامٌ شمولي انتصر الشعبُ عليه السلاح في كل يد ،حيث يتعرض كل راجل وراجلة وأقصد هنا من بالشارع رجلا او أمرأة او طفلا للخطر ، لذلك نحن بمهنة المتاعب نتساوى في مواجهة الخطر مع أهلنا وناسنا بالشارع أو من ينهضون صباحا لممارسة حياتهم اليومية يصبح من المخجل التحدث عن الخطر الذي نتعرض له ونحن من الناس ونقدم واجبنا المنوط بنا لهم ! ، كما وأنه و عقب الثورة مباشرة ما لفت انتباهي هو هذا الانخراط للاعلاميات بل في مدن لم تكن بها صحافة واعلام مسبقا ، خرجت صحافيات ، مذيعات ،معدات ومقدمات برامج ، مراسلات في مواقع متوترة كما في ميادين مستقرة يتواصلن مع الجمهور ، مُنتجات وفنيات ، وأداريات لمؤسسات أعلامية يقُدن أقساما كرئيسات لها، لدينا رئيسات ومديرات تحرير لجرائد ومجلات ( لاربعة عقود سيدتين فقط رئيس تحرير جريدة 2009، وأخرى مديرة مجلة عائلية )، لدينا مديرة قناة راديو وتلفزيون أيضا ، وسأضيف أيضا ما شهدتهُ ووقفت عليه ففي نقلة كمية ونوعية في الاعلام المحلي بمدننا ستجدين اعلاميات براديو محلي وكذلك محطة تلفزيونية ، مواقع الانترنت تعرفنا من خلالها على كاتبات صحفيات متخصصات في مجالات بعينيها ، هذا الانخراط يعكس تغييرا أجتماعيا في المفاهيم التقليدية التي كانت سائدة ، هذا الشغف والاقدام ينقصه فقط التنشيط والتدريب لكي لا يظل كماً فقط بل أيضا نوعا متطورا ومواكبا ومالك لخطة عمل قصيرة وطويلة المدى حتى لا نظل بالمكان نفسه نراوح ولا نقدم شيئا يذكر غير التكرار واللوك الممجوج بمقابل مُتلقي يُساير الحاصل ويطلع على كل جديد و أمامه الاعلام بمختلف صنوفه لذلك ونحن في هذا المحك علينا أن نعمل على تطوير أنفسنا .