• عقيلة محجوب

استكمالا لما كتبته في أكثر من عدد عن مراكز الإيواء والتأهيل وكيفية الإيواء فيها سأكتب في هذا العدد عن وجوب الرعاية الطبية لهؤلاء النزلاء وهذا ما ورد النص عليه في المادة 42 من القانون رقم 5 لسنة 2005 م حيث نصت على : ( يكون في كل مؤسسة طبيب مقيم يعاونه عدد كافٍ من المساعدين توفر له الإمكانيات والمعدات الطبية اللازمة وذلك وفقا لما تحدده اللائحة التنفيذية ) وإذا تبين لطبيب المؤسسة أن هناك ضررا قد يؤثر على صحة النزيل بسبب المدة التي يقضيها في الحجز الانفرادي أو العمل أو غير ذلك من الأسباب وجب عليه عرض الأمر على مدير المؤسسة كتابة ليأمر باتخاذ ما يلزم لدرء الضرر . هذا ما نصت عليه المادة 43 من القانون السالف الذكر , وفي حال هدد حياة النزيل بالخطر جاز المشرّع لوزير العدل بالإفراج عنه حيث نصت المادة 44 من هذا القانون على أنه : ( إذا تبين للطبيب أن النزيل مصاب بمرض يهدد حياته بالخطر أو يعرضه للعجز كليا مما يقتضي الإفراج عنه وجب عرض أمره على لجنة طبية برئاسة أحد الأطباء الشرعيين تتشكل بقرار من وزير العدل وذلك للنظر في أمر الإفراج عن النزيل المصاب ). كما أوجبت الفقرة ( ب ) من المادة ذاتها على أنه وفي جميع الأحوال لا يتم الإفراج عن النزيل المصاب إلا بقرار من وزير العدل , وفي جميع الحالات أوجب المشرع على جهاز الشرطة القضائية مراقبة المفرَج عنه صحيا وفقا لأحكام المادة السابقة وعرضه على طبيب المؤسسة كل ثلاثة أشهر , أو كلما دعت حالته لإجراء الكشف الطبي وتقديم تقرير عن حالته الصحية إلى جهاز الشرطة القضائية فإذا تبين أن الأسباب الصحية التي دعت إلى الإفراج عنه قد زالت أصدر المحامي العام قرارا بإلغاء أمر الإفراج هذا ما أكدته المادة 45 من القانون المشار إليه سابقا , وفي حال بلغت درجة النزيل المريض درجة الخطر وجب إبلاغ ذويه بذلك فورا ويؤذن لهم بزياته , فإذا توفي النزيل وجب تسليم جثته إليهم إذا طلبوا ذلك ولا يسمح بدفن الجثة إلا بإذن النيابة العامة , وتتخذ الإجراءات الصحية اللازمة إذا كانت الوفاة بمرض وبائي , وفي الفقرة ( ب ) من نفس المادة أوجبت إخطار رئيس النيابة المختص , وإذا مضى على وفاة النزيل ثلاثة أيام دون أن يحضر أهله للتسليم جاز دفنها على نفقة الدولة , ويجوز الدفن قبل هذه المدة إذا اقتضت ذلك الضروريات الصحية . هذا ما سمح البراح الفساني بكتابته في هذا العدد على أن أوافيكم في العدد القادم من فسانيا عن الرعاية الاجتماعية للنزلاء وعن كيفية الزيارة والمراسلة وعن آليات منح الإجازات وفي تأديبهم والجزاءات التي توقع عليهم فترقبوا ذلك مني إن بقي في العمر بقية.