وصل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني السيد فائز السراج ظهر اليوم الأحد إلى الخرطوم في زيارة رسمية للسودان تستغرق يومين. وكان في استقبال سيادته لدى وصوله إلى مطار الخرطوم الدولي فخامة الرئيس عمر البشير، وجرى لسيادته والوفد المرافق له استقبال رسمي حيث عزفت فرقة موسيقى الجيش النشيدين الوطنيين الليبي والسوداني واستعرض الرئيسين حرس الشرف .
وعقد رئيس المجلس الرئاسي فور وصوله جلسة مباحثات مشتركة مع الرئيس البشير بالقصر الجمهوري.
ورحب الرئيس عمر البشير في بداية الاجتماع بالرئيس السراج والوفد المرافق له شاكرا قبوله الدعوة لزيارة السودان ، مؤكدا على العلاقة المتميزة بين السودان وليبيا وما يربط الشعبين الشقيقين من أواصر الأخوة والجوار والتعاون . وجدد الرئيس البشير دعم السودان لحكومة الوفاق الوطني مشيداً بما يبذله الرئيس فائز السراج من جهود لتحقيق المصالحة الوطنية ، مؤكدا على وحدة وسيادة ليبيا مشيرا إلى أن الحوار هو الطريق الوحيد نحو الوفاق الشامل على أساس الاتفاق السياسي الذي أقره الليبيون .
وأكد الرئيس البشير على حرص السودان على أمن ووحدة ليبيا مشيرا إلى الدور المحوري لدول الجوار في تحقيق الاستقرار في البلد الشقيق ، وأكد الرئيس السوداني على أهمية التكامل بين البلدين الشقيقين معتبراً إن ذلك يمثل أحد المعالم المهمة في مسيرة التعاون المشترك ، كما دعا إلى تعزيز التعاون فيما يخص أمن الحدود ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والتهريب بمختلف أشكاله .
من جانبه عبر الرئيس السراج عن شكره للرئيس السوداني على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال ، مؤكدا على عمق العلاقات التي تربط بين البلدين الشقيقين وأعلن عن تطلعه لتطوير هذه العلاقات وتفعيل برامج التعاون الثنائي بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين .
وعرض السيد الرئيس تطورات الوضع السياسي في ليبيا ، موضحاً التحديات التي تواجه ليبيا سياسيا واقتصاديا وأمنيا ، وسبل حل الأزمة الراهنة التي تعتمد على تحقيق مصالحة وطنية تنهي حالة الانقسام وتوحد مؤسسات الدولة وتصل بالبلاد إلى انتخابات تشريعية ورئاسية .
وأكد سيادته على أهمية التعاون المشترك وتفعيل اتفاقيات التكامل وتشجيع الاستثمار المشترك بين البلدين الشقيقين .
كما أكد على أهمية التعاون والتنسيق لتأمين الحدود المشتركة والتصدي للإرهاب ومكافحة الهجرة غير الشرعية والشبكات الإجرامية التي تقف وراءها.
هذا وتم التوقيع على اتفاقية تخص التشاور السياسي على مستوى وزيري الخارجية في البلدين والأخرى للتعاون في مجال التعليم . وعقد الرئيسان اثر انتهاء المحادثات مؤتمرا صحفيا حيث أوجز الرئيسان ما تم خلال المحادثات من وضع آليات التنسيق السياسي والأمني بين البلدين الشقيقين .
وأشار السيد الرئيس أن السودان يشكل عمقا استراتيجيا لليبيا وقال “لقد مرت العلاقات بين البلدين خلال العقود الماضية بفترات مد وجزر إلا ان العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين لم تتأثر وبقت والحمد لله بمنأى عن تقلبات السياسة. وسنعمل بإذن الله على الاستفادة من أخطاء الماضي. وهدفنا بناء علاقات قوية وإستراتيجية تخدم حاضر ومستقبل البلدين الشقيقين .”
هذا وقد استقبل السيد الرئيس بمقر إقامته لاحقاً رئيس مجلس الوزراء النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق ركن بكري حسن صالح . حيث جرت جلسة مباحثات موسعة شملت العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك ، واتفق الجانبان على انشاء اللجان الفنية المشتركة لمراجعة وتفعيل الاتفاقيات الثنائية بين البلدين.
وفِي الختام التقى السيد رئيس المجلس الرئاسي مساء اليوم بالجالية الليبية والطلبة للدارسين في السودان حيث بحث معهم ظروف إقامتهم والدراسة وسبل دعمهم ، محيياً الدور الذي تلعبه الجالية الليبية في توطيد العلاقات بين ليبيا والسودان .
هذا ويرافق رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني خلال زيارته للسودان وفدا يضم كل من وزير الخارجية المفوض السيد محمد سيالة ووزير التعليم الدكتور عثمان عبد الجليل والمستشار السياسي للرئيس السيد طاهر السني.