السيد رئيس الحكومة سلاما واحترما

السيد رئيس الحكومة سلاما واحترما

حدود فزان مع دول الجزائر والنيجر وتشاد حوالي 5000 كم ، أربعة أضعاف طول إيطاليا .. فزان ، أكثر من 700،000 كيلومتر مربع .. صحراء شاسعة .. بوابة أفريقيا جنوب الصحراء ، الآلاف من المهاجرين يعبرون الحدود لهتا وراء الحلم الاوروبي .. أصبحت فزان الحدود الجديدة لأوروبا .. أكثر من 000 160 شخص عبروا من هنا الى أوروبا عام 2016.
الحدود مع النيجر المعبر الرئيسي للهجرة القادمة من ” أغاديز ” .. جنوب ليبيا هو مشكلة مهملة منذ زمن طويل بالنسبة لصانعي القرار في روما وباريس وبروكسل التي تعتزم كبح تدفق المهاجرين .. حكومتكم الموقرة ، المعترف بها من قبل الأمم المتحدة ، لديها القليل من هامش المناورة بالمنطقة .. فيما الفصائل العسكرية .. الجماعات القبلية المسلحة مجتمعات بأكملها تستفيد اقتصاديا من حركة المهاجرين .. من الصعب اقامة جهاز امني لصد حركة المهاجرين دون حل الازمة الاقتصادية .. ففي فزان ، حيث يعيش 000 900 شخص ، ارتفعت معدلات التهريب – من الوقود إلى الناس – ارتفاعا هائلا منذ عام 2011 .. تستنزف 1.5 بليون دولار سنويا .
المفقود هو شريك ليبي يسيطر على المنطقة .. هناك وعي بأن فرنسا وحدها لا تستطيع ان تفعل ذلك .. وانه يجب إيجاد صيغة متعدد الأطراف من الشركاء الأوروبيين .. في أبريل ، كان اجتماع روما الضامن لتفاهم قبائل فزان .
يجب على المرء أن لا يفاجأ .. مساحة الصحراء الشاسعة بجنوب ليبيا .. يجتازها المتاجرين بالبشر بيسر .. الحدود الجنوبية مع النيجر وتشاد غير منضبطة .. المجتمعات المحلية متواطئة مع ظاهرة الاتجار بالبشر .. لكونها تعود بالفائدة الاقتصادية .. وارباح وفيرة .. سنويا ما بين مليار ونصف المليار دولار موزعة على قبائل التي تمتهن التهريب .. والامر ليس بجديد .. ففي العهد العهد السابق كان التهريب يستنفذ 40 في المائة من الاقتصاد الوطني .. وهواليوم يستنفذ 90 في المائة .. التهريب هنا عمل وليس جريمة ، ولهذا السبب .. يجب على إيطاليا وأوروبا مساعدة هؤلاء السكان من خلال تقديم تنمية اقتصادية بديلة.
الطرق الصحراوية بعيدا .. وما ان تتوارى مدنية ” أغاديز” خلف الانظار .. مركز انطلاقة الرحلة شمالا نحو ليبيا .. يتخلى المهربون عن المئات من المهاجرين .. ثمة هنا في شمال افريقيا .. حالة طوارئ دولية كبرى تتكشف .. ولم يلقي العالم حتى الآن اهتمامه بما يحدث .. المهربون يتخلون عن مئات المهاجرين وهم يحاولون عبور الرمال .. تلفحهم حرارة الصحراء التي لا ترحم . الموت من العطش في عزلة صحارى مقفرة .
اتسعت مصيدة الموت من البحر الأبيض المتوسط إلى الصحراء .. وازدادت مخاطر عبور الصحراء .. بل تفاقمت بسبب سياسة الاتحاد الأوروبي التي دفعت بتلك المخاطر بعيدا عنها .. وبعيدا عن وسائل الإعلام والاهتمام العالمي.
لقد ثبت فشل جهود الاتحاد الأوروبي لوقف موجات المهاجرين الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط .. وصار الامر أكثر تعقيدا .. وانجاز ما كان متوقعا صار بعيد المنال .. لقد فشلوا في وقف وصول القوارب .. والشراكة مع النيجر والدعم المالي واللوجستي لها من اجل سد الطرق والمعابر لم يثمر .. ..ولا استخدام القوات العسكرية لدول جنوب الصحراء .
منذ عام 2016، ألقت النيجر القبض على أكثر من 100 من المتاجرين بالبشر وصادرت أكثر من 95 مركبة .. وفي الوقت نفسه ، اعترضت أكثر من 000 2 مهاجر على الحدود بين النيجر وليبيا وأرسلتهم إلى بلدانهم الأصلية. وقد انخفض عدد المهاجرين من النيجر إلى ليبيا .. انخفاضا حادا منذ سبتمبر 2016 عندما دخلت التدابير الجديدة حيز التنفيذ.
من المعروف .. الطرق تتغير وأصبحت أكثر خطورة ، مما يعرض المهاجرين لمزيد من المخاطر .
د . عابد الفيتوري
منسق اللجنة التحضيرية
الجمعية الوطنية فزان

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :