الشعب المدير

الشعب المدير

  • عبدالرحمن جماعة
عبدالرحمن جماعة

مما لا شك فيه أن اللغة لها علاقة وطيدة بالطباع والسلوك، ولا أريد الخوض في هذه الجدلية ومن الذي أنشأ الآخر، وهل اللغة هي التي أسست ومهدت للطبع والسلوك أم العكس. لكنني هنا بصدد طرح مثال بسيط قد يصلح لتأسيس دراسة متكاملة في هذا الموضوع، فكلمة (يعمل) في اللغة العربية تشظت إلى مفردات مختلفة في العاميات.. فعلى سبيل المثال تستعمل بعض الشعوب العربية مفردة (يسوي) للدلالة على أي عمل، وهذا دلالة واضحة على أن البيئة التي نشأت فيها مفردة يسوي هي بيئة نزاعات وصراعات قبلية، الأمر الذي ساهم في تعميم المفردة على كل أنواع العمل. أما بقاء كلمة (يعمل) في بعض اللهجات فغالباً ما يكون في بيئة مدنية تكثر فيها الحرف والصناعات.أما كلمة (يدير) والتي لا توجد إلا في ليبيا فقد توحي للوهلة الأولى بأن المفردة هي نتاج بيئة تولي أهمية قصوى للإدارة، لكن الواقع ينفي هذا الإيحاء، وإنما السر يكمن في كلمة (مدير) التي تعكس رغبة جامحة في تولي المناصب والزعامة وتصدر المجالس، ومما يؤكد هذا المنحى مفردة (يشاوخ) في بعض لهجات الجنوب والوسط والتي تعني حرفياً (يتحدث)، وهنا يبدو حب المشيخة والزعامة واضحاً!.الخلاصة.. المهم أن أكون مديراً حتى مع فساد الإدارة.. أو حتى مع عدم وجود إدارة أصلاً….. والله أعلم

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :