قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: «إياكم والظلم، فإن الظلمَ ظُلماتٌ يوم القيامة، واتَّقوا الشُّحَّ فإن الشُّحَّ أهلكَ من كان قبلَكم، حملَهم على أن سفَكوا دماءَهم، واستحلُّوا محارِمهم»؛ رواه مسلم من حديث جابر بن عبد الله.
وإذا تأمَّل العاقلُ الفتنَ العامَّة والخاصَّة في العالَم، وجدَ أن من أعظم أسبابها الشُّحَّ والطمع.
عن أبي هريرة – رضي الله عنه -، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «يتقاربُ الزمان، وينقُص العمل، ويُلقَى الشُّحُّ، وتظهرُ الفتن، ويكثُر الهرْج». قالوا: يا نبيَّ الله! أيُّ هو؟ قال: «القتل، القتل»؛ رواه البخاري.
فالشُّحُّ هو الحِرصُ على الدنيا؛ قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: «فو اللهِ ما الفقرَ أخشَى عليكم، ولكن أخشَى عليكم أن تُبسطَ عليكم الدنيا فتنافَسُوها كما تنافسَها من كان قبلَكم، فتُهلِكَكم كما أهلكَتهم»؛ رواه البخاري ومسلم من حديث أبي عُبيدة.
فإذا عرفتَ معنى الشُّحِّ توقَّيتَه وعرفتَ فتنتَه التي تُصيبُ القلبَ في مقتل.
الشُّحُّ تفسيرُه هو الطمعُ والحرصُ على ما في يدِ الغير، والسعيُ بشتَّى الطرق لحيازته في يدِه، ومنعُ ما في اليدِ من الحقوق الواجِبة عليك.
فالشُّحُّ يندرِجُ تحت البُخل، وهو منعُ الحقوق الواجِبة، وهو من أقبَح الصفات المذمومة، فالشُّحُّ أشدُّ من البُخل، وهو من أسباب قطيعة الأرحام، ومن أسباب الاعتِداء على الحقوق والدماء، ومنع الواجِبات عن مُستحقِّيها.
كما قال النبي – عليه الصلاة والسلام -: «إياكم والشُّحَّ؛ فإنه أهلكَ من كان قبلَكم، أمرَهم بالظلم فظلَموا، وأمرَهم بالفُجور ففجَروا، وأمرَهم بالقطيعة فقطَعوا»؛ رواه أحمد