هناك أربع ثوابت للسلطة وهي، التدخل بالقوة ووجود النظم ووجود الملعب والمكافأة.
كل من هذه الثوابت يجب أن يستعملها من يريد السلطة وهي متشعبة ومتشابكة وتحتاج الى فريق عمل.
يتم تطبيق هذه الثوابت بعدة طرق ويكون الإكراه والتسلط عن طريق استعمال القوة والقانون والالتزام بالوعود والعهود أوعن طريق التحايل على الشعب.
التقاليد والأقناع يستعملان عندما تكون اللعبة السياسية والملعب جاهزين وأخيرا، استعمال المكافأة من خلال زيادة الرواتب وتنقيص الاسعار كجزء من المكافأة للشعب ومحاولة ابعاده عن التظاهر ضد الحكومة أو الملك أو أي من السطلة التشريعية والتنفيذية والقضائية والتي لا يمكن أن ينفذها اللاعبين الجدد على الساحة الليبية.
هذه هي السلطة والتي يتصارع عليها الجميع بليبيا ومنهم من لديه ذكاء ويستعمل في ثوابتها ومنهم من هو يريد السلطة فقط ويستعمل في القوة والسلاح .
كلما تقرأ وتشاهد وتستمع عن الصراع على السلطة في ليبيا ستجده محصور في اشخاص وفي ايديولوجيات معينة وللأسف جميعهم يستعمل في الدين كغطاء لهم.
من البديهي وبعد 42 سنة من حكم الفرد وتسلط مجموعة وقبيلة معينة على الليبيين والليبيات، تكون ردة الفعل بهذه الطريقة.
حيث يري كل واحد نفسه انه هو الراعي للثورة وانه ضحي من اجل نجاح هذه الثورة وساهم ودفع مالا من اجل الثورة….اللاعبين الجدد هم سبب مشاكل ليبيا وفي غياب الجيش والشرطة أصبحوا مثل المجرمين.
هنالك من حاول عدة مرات وفشل للوصول للكرسي لنيل السلطة والتي يحلم بها طوال حياته.
لنأخذ عبرة من جبهة التحرير الجزائرية والتي مازالت أثرها الى اليوم وكيف ان هذه تسيطر على مقاليد الحكم بالجزائر الى اليوم بحكم أنهم ثوار وقادوا معركة التحرير ضد الفرنسين..
الصراع على السلطة ظاهرة حضارية ولكن تكون من خلال القنوات الصحيحة مثل الانتخابات ومنابر التحدث للناس وليس باستعمال القوة او القبلية الزائلة او الجهوية الجاهلة.
يكون من خلال برامج واطروحات تعود بالمنفعة على الشعب الليبي وتصل بليبيا الى بر الامان.
يكون صراع متكافئ وتعطي فيه الفرصة للجميع .
الاستيلاء على السلطة والانفراد بها لصالح أفراد أم مجموعة أو مدينة معينة، في ليبيا أصبح صعب هذه الأيام لوجود عدد كبير من المتنازعين عليها.
أسلم وانسب شيء هو وجود حكومة الوفاق الوطني كوسيط بين الجميع واستمرارية الحوار بين هذه الاطرافإلى أن يصلوا الي صيغة معينة من أجل الوطن.
مساعدة لجنة الدستور لاستكماله ووضعه أمام الشعب الليبي للاستفتاء عليه ومن بعدها يتم التنافس على السلطة بين هؤلاء جميعا من خلال صناديق الاقتراع والتداول السلمي للسلطة.
يجب على الحكومة أن تشتغل على تخفيف معاناة المواطن اليومية من النواحي الاقتصادية والمالية والاهم هي الأمنية وكيفية التخلص من السلاح والمليشيات وهو أهم شيء يعاني منه المواطن.
هذا يحتاج الى مساعدة دولية وخبرات دولية ومحلية وحتى شيوخ القبائل يجب أن يساعدوا في هذا.
ما هي المخارج؟
- احتمال استعمال القوة ولو بالإكراه في فرض السلطة من قبل هذه الحكومة مهم جداً في هذا الوقت.
- هناك التزام أخلاقي وتقليدي من الجميع بأن هذه الحكومة هي الوسيط لاستمرارية إيجاد حلول مناسبة والحد من الصراع على السلطة في ليبيا.
- وجود البيئة والملاعب المتهيئة لهذه الحكومة هو ما اقتنع به جميع الليبيين وهو أنسب وقت لسد الصدع واستمرارية هذه الحكومة الى ما يطمح له كل ليبي وليبية وهو الأمن والأمان والحد من معاناته.
- وأخيرا هذه الحكومة يجب أن تستعمل مبدا المكافأة للجميع، الى طالبي السلطة بإشراكهم ومحاورتهم في العملية القادمة للسلطة والى الشعب بتوفير احتياجاته اليومية وأهمها نزع فتيل العنف والبداء في المصالحة الوطنية مروراً بالعدالة الانتقالية.
السلطة هي شراكة بين الجميع وليست كما قبل وهو أن ينفرد بها شخص أو اشخاص.
وجود عدد من اللاعبين الجدد من الشباب المثقف والشركات الكبيرة والمؤسسات العريقة، يجعل تقاسم السلطة مفروض ولا مفر منه وتكون حكومة الوفاق وسيط بين الجميع من أجل بقاء ليبيا دولة واحدة وشعب واحد.
د ناجي جمعه بركات
وزير الصحة سابقا
المكتب التنفيذي