الطلبة الليبيون الدارسون بالخارج عالقون بين حيرة العودة للوطن والاستمرار في ظروف معيشية قاهرة

الطلبة الليبيون الدارسون بالخارج عالقون بين حيرة العودة للوطن والاستمرار في ظروف معيشية قاهرة

 تقرير :: إيمان عمر 

تستمر معاناة الطلبة الليبيين الدارسين بالخارج والعالقين في الغربة، في ظل الصراع السياسي الحالي والحكم الفوضوي في البلاد، وتحت أوضاع أمنية واقتصادية غير مستقرة، حيث انخفض إنتاج النفط في الدولة نتيجة الحرب الأهلية ووقوع الحقول النفطية وموانيء التصدير وعائداتها تحت جماعات عدة متحاربة، فهذه الأزمة رمت بظلالها على أوضاع الطلبة الدراسين بالخارج الموفدين والدارسين على حسابهم الخاص حيث طالت كل تفاصيل حياتهم اليومية وعرقلت مسيرتهم الدراسية وزادت من معاناتهم يوما بعد يوم، الطلاب الذين ذهبوا حاملين أحلامهم معهم أصبحوا في حيرة بين الاستمرار وتحمل أعباء مصروفات الدراسة أو العودة للوطن، وبذلك تتلاشى كل الطموحات إلا من أصر منهم على تحمل الديون والبقاء من أجل العودة بأعلى الشهادات وعليه

نعاني ضغوط نفسية كبيرة نتيجة ما تشهده بلادنا من أزمات وحروب

يقول:  أحمد السنوسي، طالب ماجستير، أندونيسيا، أهم العقبات والمشاكل التي يصطدم بها الطالب الليبي في أي دولة في العالم هو العائق المادّي، خاصة أن مجموعة كبيرة من الطلبة لا تتمتع بمنح دراسية، وأيضا العامل النفسي بسبب سوء الأوضاع التي تشهدها بلادنا الحبيبة من انتهاكات وحروب مما يؤثر بشكل سلبي على نفسية المواطن الليبي داخل الوطن وخارجه، ويواجه الطالب الليبي صعوبة بالغة في الحصول على سكن ومتطلباته اليومية من أكل وشرب وكتب وغيرها من مستلزماته اليومية، حيث يعزى ذلك لسوء الأوضاع التي تشهدها البلاد.

مما أودى إلى إيقاف خدمة التحويل المصرفي، الأمر الذي يُصعب على الطالب الليبي الحصول على متطلباته اليومية مثله مثل بقية الطلبة الوافدين من دول أخرى، وحتى وإن كان هذا الوضع يشتت الطالب بين العمل والدراسة إلا أنه ما من خيارات أخرى أمامه.

وبدوره رمضان بشير القلعي، مدينة سمارنج،  أندونيسيا، طالب دراسات عليا يقول من وجهة نظري إن أبرز الصعوبات التي تعترض الطالب الليبي في الخارج يمكن حصرها في أربع نقاط.

  1. توقف أغلب المصارف التجارية وفروعها في ليبيا عن خدمة التحويل وهذا زاد من الأعباء المالية على الطالب الليبي.
  2. صعوبة إصدار جواز السفر حيث لا توجد منظومة لاستخراج جواز السفر في أغلب السفارات الليبية.
  3. يجد الطلبة الليبيون الدارسون بالخارج في طريق ذهابهم أو الإياب صعوبة في السفر فلا وجود لشركات نقل جوي تصل إلى ليبيا مباشرة، مما يضطرهم إلى الانتظار لساعات طويلة في مطارات بعض الدول.
  4. فقر اللغة الإنجليزية للطلبة الليبيين، حيث يستنفذ أغلبهم على الأقل سنة بكاملها في تعلّم اللغة لاكتساب القليل منها، مما لا يؤهلهم لكتابة رسالة ماجستير أو دكتوراة.
  • نواجه صعوبة بالغة في الحصول على سكن وعلى المتطلبات اليومية من أكل وشرب وكتب

ولفت محمد مؤمن، طالب دكتوراة، بمدينة مالانج، أندونيسيا، أن مشاكل الطلبة الليبيين الدارسين بالخارج تتلخص في الأمور المادية، فالتحويلات المالية تعتبر حلما لكل طالب، فهي لا تصل إلا لمن له جاه في المصارف، فكثير من الطلبة لم يدخلوا للدراسة لأكثر من فصلين لأنهم عاجزون عن دفع الرسوم الدراسية للجامعات، ولم نرى أي تدخل من السفارة في هذا الشأن، وحينما صدرت الأوامر بضم الطلبة الدارسين على حسابهم الخاص إلى قائمة المبتعثين وذلك بتحمل إدارة البعثات جانبا من أعبائهم المالية، وبعد شهور من الانتظار والترقب لما سيطرأ على هذا المشروع وبعد أن ظللنا متمسكين بوعود كبار المسؤولين في الضم،إلا أن ما حدث تراجعهم عن القرار وتصريحهم بعدم قدرتهم على المساعدة على دفع الرسوم الدراسية أو حتى رسالة ضمان دفع للجامعة.. كما وتبرز مشاكل ثانوية مثل عدم مبالاة السفارة بالطالب الليبي، بل حتى لا تعلم كم عدد الجالية في الدولة المعنيون بها.. فلا نشاطات ولا متابعات ..

  • مجموعة كبيرة من الطلبة الليبيين الدارسين بالخارج لا تتمتع بمنح دراسية

فتحية عمار طالبة ماجستير بالمملكة المتحدة، تقول، معاناة الطلبة الليبيين في الساحة البريطانية تتثمثل في شيئين، المنحة الدراسية لا تكفي فنحن نبحث عن أرخص الأماكن للسكن والإيجار، وكذلك مدة الدراسة لا تكفي لاستكمال الدراسة الأكاديمية سواء لطلبة الماجستير أو الدكتوراة، وخصوصا بعد اقتطاع مدة برنامج دراسة اللغة الإنجليزية في بداية التحاقك بالجامعة

                   توقف أغلب المصارف التجارية وفروعها في ليبيا عن خدمة التحويل زاد من الأعباء المالية

وهذا ناجي عبدالحميد طالب دكتوراة بالمملكة المتحدة، يوضح لنا بعض المشاكل التي يلاقيها الطالب الليبي بالجامعات الأجنبية فيقول: تبرز عدة مشاكل للطلبة الدارسين بالخارج منذ بداية التحاقهم بالجامعات في الدول المبتعثين لها، فنحن هنا في المملكة المتحدة نعاني من مشاكل أكاديمية تتعلق بالدراسة ابتداء من مدة الدراسة التي لا تكفي وانتهاء بفقر اللغة الإنجليزية لدى الطالب الليبي الأمر الذي يضطره للالتحاق ببرامج تعليم اللغة وحين ينتهي يكون قد استنفذ من المدة المقررة للدراسة حوالي السنة أو أكثر فلا يكون بإمكان الطالب حينها إيفاء دراسته في المدة المتبقية.

كثير من الطلبة لم يدخلوا للدراسة لأكثر من فصلين لأنهم عاجزون عن دفع الرسوم الدراسية للجامعات 

معظم العقبات للطلبة الليبيين الدارسين في الخارج هي مشاكل مادية كما ذكر ذلك سامي عاشور، صحفي، مقيم بمالطا، ففي الأغلب يضطر الطالب الدارس على حساب نفسه العمل إلى جانب الدراسة لتوفير مستحقات الدراسة المرتفعة، وفي الأغلب ينتهي به الأمر إلى ترك الدراسة والاستمرار بالعمل فقط وأما عن الطلبة الدارسين على حساب الدولة ولديهم تفويض مالي فحوالي 70 بالمئة منهم لا يلتحقون بالدراسة ويكتفون بسحب التفويض المالي دون الاستفادة منه في الدراسة أو اكتساب مهارات جديدة أو لغة جديدة، بالإضافة إلى مشكلة الإقامة وأخص هنا الطلبة الدارسين في مالطا بالتحديد.

في المملكة المتحدة تواجهنا مشكلة اللغة والمدة الدراسية التي لا تكفي لاكمال المقرر !!

 حيث أن الدولة المالطية لا توفر إقامة للطلبة الدارسين إلا في حالة طلبهم للجوء، وهذا أرجعه بصورة مباشرة لتلاشي دور ومسؤولية السفارة الليبية في مالطا، فوجودها كعدمه.

حنين عمر طالبة ماجستير بأندونيسيا، صرحت، المشاكل التي صادفتني هناك هي فالأغلب أمور مادية حيث كنت دارسة على حسابي الخاص مع إخوتي، فلم أتمكن من دراسة اللغة الإنجليزية سوى لسنة واحدة وتقريبا بمجهود خاص مني.

وكذلك فإن رسوم الجامعة مرتفعة نسبياً إلى جانب السكن والتنقل وشراء الكتب عبر الشبكة الإلكترونية بالإضافة إلى مصروفاتي اليومية، وفي الحقيقة أعد إحدى الطلبة الذين لم يتواصلوا مع السفارة الليبية بأندونيسيا لأي سبب من قبل، ولكن فوجئت بانتهاء مدة الإقامة في الدولة الأندونيسية مما اضطرني لدفع غرامة مالية كبيرة أرهقتني، وقد كان لمشكلة الإقامة تبعات أخرى حلت بتدخل من السفارة الليبية بأندونيسيا وتحديداً من القنصل الليبي ” زكريا المغربي ” والمراقب المالي بالسفارة ” الأستاذ إبراهيم “.

شباب شقوا طريقهم واجتهدوا لتحقيق أحلامهم لكن ” الأموال ” قد تحطم كل الطموحات، كما لفت لذلك طلال عمر طالب ماجستير، بأندونيسيا. ويضيف: المعاناة في كثرة المصاريف التي قد تعيق مسيرة الدراسة، وبالتالي لا بد أن يكون هناك حل لمشكلة الطلاب المغتربين على حسابهم الخاص.

فوجئت بانتهاء مدة الإقامة في الدولة الاندونيسية مما اضطرني لدفع غرامة مالية كبيرة ارهقتني.

هذا كلــــه، ويستمر صمت الإدارات المسؤولة عن البعثات ووزارة التعليم العالي والسفارات الليبية بالدول، وتخليهم عن المسؤولية الموكلة لهم، فلا تعديل للائحاث الابتعاث بحيث تلائم اللوائح الدراسية بالجامعات المبتعث لها، ولا تقديم للمنح الدراسية في مواعيدها لكي لا يدخل الطلبة في مشاكل مع إدارات الجامعات مما يؤدي بهم إلى استبعادهم وعرقلة دراستهم، ولا وجود لأي تنسيق أو اتصال للسفارات مع الطلبة الدارسين في الدول المتواجدين فيها.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :