ذاكرة على حيطان إمرأة

ذاكرة على حيطان إمرأة

بقلم :: عبد السلام سنان 
مكتوبٌ على حيطان مدينتي ألفُ حكايةٍ ……. ووشاية !!
أنسُجُ قصائدي العذراء، أدُسُ حزمة الدموع، خلف باب شُرفتي المُوارب، تلُوكُنِي أعجاز السؤال، أتلظى في دهاليز الشغف، أرقُبُ شُباك التجاعيد الناتئة من كُوةِ السراب، أرَتِقُ جيوب الملل، أرفُلُ طُهْرَ يقيني، نحو أجيج همجيتي الرعناء، ألْثُمُ غبش الفقد الضرير، أرْعُفُ أوزار الشوق المهيب، المُطِلُ من أغوار العتمة، وحقول الضجر، وعلى أرصفة الهذيان، تتعطّلُ لغة الكلام، خَزّنْتُ صبري كي يُعتقْ، في قبْوِ كياني السحيق، أنْتَعِلُ السراب، وعلى أكتاف الليل الجليل، أخْصُفُ على سوءة غوايتي، من ورق يقيني المارق، أجفّفُ مآقي الفُتُون الضامية، أشْعَلتُ موقد شوقي على جَذْوةِ الحنين، أسْبُلُ إليكِ مُلتحفاً تراتيل القمر، وصولاتي نحو دربُكِ تُدشِّنُ الف جدار، يخذلُني مرار الإنكفاء اللعين، لا مناص … سأشُدُكِ صوب قاع هاويتي السحيقة، أراقِصُكِ على ربوة العُواء، أنتشي من سنابِلُكِ السمراء، وفاكهة الليل تُراودُ محارتي، ظلُكِ المكسور يقرع حدْسِي، تمرّغي على ثقوب النّاي، طفِقَتْ أصابعي تَرْسُمُكِ على جدار البلور، برحيق البوح المغمور، أنشُذُ الكبرياء الحادق، إيماءةٌ على حيطان الشوق، تشي بسر الذاكرة المكتظة بالسؤال، إحذري كُرة ثلجي ..! وعُواء غروري اللاهث ..! صوب كمنجاتُكِ الناشِزَةُ الوتر، أتهجى من لُغة الضاد، ملحُ خاصرة الشطآن، أنتِ … ومن غيرُكِ ..؟ ظامئاً لحرفٍ يُناغي رذاذ العناق، لعلّ في صقيعُكِ يُزهرُ البرتقال، كم يحلُو في فمي الرُطبُ، تسرّب ملحُكِ من مسامات ذاكرة الغيم، ظهيرتُكِ القائضة ….. أنتبذ في عرائها، تهجعُ إليها عصافيري الجائعة، ينثر الضُحى عبقُ العسجد، على ملامحُ مرآتُكِ التي أغْوت رهائد اللقاء، رَفّ رمْشُكِ السحري، كمّمَ الصمتُ صهيل اللقاء، استحال النُكُوص، متى تقطفنا اللحظة المباغثة ..؟
يتقهقر أنينُكِ، يستغيثُ بإزدراء، أُرمِمُ رعشة الإنهيار، وسط مساؤك اللازورديُ، أنهكني حضورك، وموئلي يضُجُ بالخجل المرتجف، وتفضحين حرف كتابتي، على قاموس زلزالي، أدلُقُ عذرية الثلج وسط قِنان اللوعة، ومدفأتي تحفلُ بالتثاءب، تعبث بلحاء السهر، تهمسُ لقيثارتي بموال غجري، أحدّقُ بوشوشة المطر، أحزم أنداء الزهرالغافي، على جديلة التربص، أنكُشُ عن دقائق الشرفات، عصير الحزن، أسامر الضياء في زُقاق الرجاء، أدشّنُ غليوني الفاخر، بتبغٍ من نكهة المساء، ساظلُ أقرؤكِ على حيطان مدينتي، ذاكرة لها يا سيدتي كُلُ الإنحناء ..!!

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :