في مساء الجمعة 6-5-2016 على عكس الأسابيع الماضية في مظاهرات مساء كل جمعة الذي شهد فيه ميدان الشهداء بطرابلس مظاهرات مؤيدة ورافضة لحكومة الوفاق عقب وصولها للقاعد البحرية بطرابلس نهاية مارس الماضي .
هذه الجمعة غياب لافت لمؤيدي حكومة الوفاق فكانت المظاهرة فقط بالميدان لأصحاب الجمعات المرقمة التي تجاوزت المئة والتي رفعت شعارات رافضة لحكومة الوفاق وتعتبرها حكومة وصاية أجنبية ، مع استمرار لمطالبهم وشعاراتهم التي انطلقت منذ أكثر من سنتان والتي تؤيد المقاتلين في بنغازي ضد مقاتلي حفتر ويعتبرون الأخير مجرم حرب والقتال ضده واجب شرعي بينما يعتبرون مقاتلي بنغازي هم الثوار وهم الذين على حق .
سقف الشعارات أو بالأحرى التنديد والوعيد يرتفع في كل جمعة فبعد أن كان رئيس المجلس الأعلى عبد الرحمن السويحلي على نفس نهجهم وخطهم أصبح اليوم خائن ويصفونه بعبارات نائبة مع مجموعة من أعضاء المؤتمر الوطني الذين اعتبروهم خانوا ليبيا ودماء الشهداء حسب رؤيتهم وتعبيرهم في هتافاتهم وبياناتهم ، ليرتفع بذلك عدد أعدائهم ونسبة الخونة لهم إلى جانب حفتر وغيرهم .
ويعتقد المتظاهرون في هذه الجمعة الذين يتناقص عددهم في كل جمعة أنفسهم هم الثوار وأنهم يدافعون عن مبادئ ومكتسبات ثورة فبراير التي خرجوا من أجلها وضحى خيرة الشباب في سبيلها ضد القذافي عام 2011 والتي هي في الواقع اي مبادئ ومكتسبات ثورة فبراير لم يتحقق منها شيء أصلاً حتى يخرجوا للدفاع عنها إذا استثنينا سقوط القذافي ونظامه .
وتبقى العلامة الأبرز والملفتة للانتباه في ميدان الشهداء أن هناك المئات من المواطنين يتجولون ويمرون بالميدان ولا يعبئون بتلك المظاهرة ولا بمطالبهم إلا لإلقاء نظرة عليهم ويذهبون ! إضافة للمقاهي حول الميدان وكالعادة تعج بزبائنها والحديقة والبحيرة محاذاة الميدان ممتلئة بالعائلات والأطفال وفي أجواء العطلة والفسحة يعيشونها وكأن شيئاً لم يكن .
ويتساءل مراقبون ومحللون ومواطنون عاديون عن الجدوى من هذه المظاهرات وعن هؤلاء المتظاهرين التي انطلقت ـ عقب انتهاء ما يعرف بعمليات فجر ليبيا بعد إحراق وتدمير مطار طرابلس العالمي وخروج كتائب القعقاع والصواعق المحسوبة على مدينة الزنتان والتي زادت من حدت الانقسام والتوتر وتعميق الجراح أكثر مما كانت عليه ـ يتساءلون عن مطالبهم التي هي ضد كل شيء وعن ماهية أهدافهم والمعلنة والتي هي في الأساس مطالب حتى من يعتبرونهم أنه أعداء لهم !!!