كانوا بيننا

كانوا بيننا

محبوبة خليفة

-1

كان موصولاً بينهما شفيفاً ولا يُرى، لكنّه ثابتٌ في اتصاله ولم ينقطع، واصلاً ما بين الرحم الذي آوى في الابتداء وبين الجسد الذي اصبح عليه.

لم ينقطع فكأنه آمنٌ داخله متمسك به يستمدُ منه أسباب الحياة وسرّها ، وكأنها هي تخشى عسرات الولادة من جديد فترفض التخلي، والدةٌ ومولود والحبلُ بينهما.

كان للولدِ بذارٌ وللوالدة امتدادٌ،

ثلاثة مؤنسين لرحلة هذه الحياة العجيبة. لكن الحبل ما انقطع،

ظل في اتصالٍ بين الجسدين محيراً من يراه، حتى تلك الليلة عندما التفت ِالساقُ بالساقِ والدةٌ متشبتةً ومولود لم يغادر الرحم الذي آواه حتى آخر نفسٍ لها وله .

وجاءهم موجٌ كالجبال لا عاصم لهما منه ولا مُغيث، وغمرهما معاً فكأنهما من الماء وإلى الماء عادا، وحبل السرة باقٍ وما انقطع ، فحملهما معاً، لم تقطعه الحياة ولا الموت .

مربية الأجيال (رجعة ليَّاس)

المصرفي (غيث الغرياني) إبنها الوحيد

وفي الموكب زوجته وأولاده الثلاثة .

اللهمَّ رحمةً تغشاهم ، اللهمّ صبراً من عندك يا إلهي.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :