القصة الفائزة بالترتيب الأول

القصة الفائزة بالترتيب الأول

بمسابقة القصة القصيرة
بمنبر الادب الليبي والعربي والعالمي

بعنوان “دمعة”
بقلم الاخت خروف سناء من الجزائر

دمعة……

لم تكن حبات المطر النازلة بخفة ثقيلة …الا تكملة لاحساسه المبتل بالوجع كبلل جسده بالمطر….لقد كان واقفا امام بيتها يلوح بنظرات جامدة في محجر عينه لكنها كانت تنصهر كبركان وتفيض كشلال وتتهادر كسيل عرمرم وتتخبط كموج صاخب ….كل هذا ولم تزغ عيونه الصيفية من امام شرفتها علّه يلمح طيفها او يرى قطعة من ملابسها حتى تهدأ صراعات نفسه الجياشة……….انها تقريبا الواحدة زوالا وهو لايزال قابعا في مكانه الذي لازمه منذ اهاليل الصبح ….وكم زادت الغيوم الرمادية من كآبة نفسه ومن كدرها ولو ان السماء انفرجت بزخات المطر ….لكن نفسه لم تستطع ان تذرف العَبر …..كان ينتظر بياس دونما امل ………يعلم انها سافرت ولتعنته ولكرهه للوداع لم يشأ توديعها ……..رغم الحاحها ….لم يكن جبنا منه بقدر ماهو هرب من دموعها الكاوية لنفسه فهو يحب كل شيئ فيها عدى دموعها ….
مرت ساعات الظهيرة وهو على حاله بدون فعل شيئ سوى التحديق في مكان اقامتها…وكان الندم يتاكله ….ونفسه وكل حاسة داخله تلومه على عدم توديعها ….مالذي فعله بحاله لم يكن يتخيل ان الالم سيتاكله بنهم شديد وببطئ ثقيل يحسه سائر بدنه وتتاوه له روحه فتتكالب عليه الندامة والوجع والشوق والبرد الذي بدأ يتسلل لاوصاله رويدا رويدا…..لما هذا السكون الغريب في شرفتها …رغم علمه بسفرها الا انه ظل ينتظرها تفتح احد النوافذ كي تشرق شمسه وتدفئ قلبه…
وفي غمرة ياسه وكانه كان يقيم جنازة لروحه ويدفنها بمقبرة حنينه …فتسلل العرق حارقا على جبينه وهو المبتل بانهمار المطر وما استعصى عليه الا انه لم يستطع ان يذرف دمعة رغم هول مااصابه …و جعل يلم روحه المتناثرة ويجمع اخر باقات الشوق التى عاثث اشواكها بروحه ….وهمَّ عائدا ادراجه….فاذا بيد تمسك كتفه وجعل يتبين صاحبها…فاذا هي شمس تشرق بعد ظلام بغيض….
اختنق واحتنق ….تبعثر وتخدر…. ترنح وتجونح….ولم يستطع السؤال …
هدأت من روعه بلمس خده وقالت ….رايتك منذ لحظة وصولك فازويت بحيث لاتراني … وظللت اراقبك تراقبني…وابتللت كما ابتللت …..وصبرت كما صبرت …واردت معرفة مدى صبرك على هذا….ووجدت انه عظيم لوهلة كنت اريد توقيف هذا العذاب ….لكن لم استطع كفه لانك كنت تجعلني في كل لحظة تمر اقف اجلالا لحبنا….وماتوقفت الا وقد احست دمعة حارة تدفئ يدها انسلت من محجر عيونه ………

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :