الكتابة مهنة ورسالة وصناعة

الكتابة مهنة ورسالة وصناعة

بقلم :: نيفين الهوني

ان الإعلام الثقافي المتخصِّص هو الإعلام الذي يعالج الأحداث والظواهر والتطورات الحاصلة في الحياة الثقافية، ويتوجه أساساً إلى جمهور نوعي مَعْني ومهتم بالشأن الثقافي. يظهر الإعلام الثقافي في مرحلة معينة من تطور الحياة الثقافية، ويسعى لمواكبة هذه الحياة، والتفاعل معها، كما أن الإعلام الثقافي يعكس مستوى تطور، ونضج الحياة الثقافية ذاتها.[4]

ومن هنا فإن المنتوج الثقافي بكل صوره وأشكاله يتداخل مع الإعلام في ترابط وثيق، وتداخل مستمرٍّ، ذلك أن هذا المنتوج يفترض أن يجد الدعم من وسائل الإعلام في الترويج له، وتوسيع دائرة المتلقّين والمستفيدين منه ممّا يسمح بحركية ثقافية إعلامية، ونهوض متوازٍ لكليهما لترابط بنيتهما التحتية.

التثقيف الصحفي عبر نظرية الغرس الثقافي وهو نوع نادر  الاستخدام  جدا في صحفنا اليوم يعمل وينشط  حسب السياسة التحريرية. للصحيفة وهي ذو تأثير كبير في جماهير المتلقين المختلفين، المتباينين في اهتماماتهم وتوجهاتهم ومستوياتهم الفكرية والأكاديمية والاجتماعية. وهذا ما يكسبه أهمية في عملية بناء المجتمعات، ويمكن الزعم بأنها احد العناصر الأساسية في المساهِمة في تشكيل ملامح المجتمعات. لتأثيرها الكبير  في المجتمع إذا وجد هدف، ووضوح رؤية ووسيلة أو اداة تساعد على تحقيق الهدف، والقائمون علي هذا النوع النادر من الأهداف الصحافية عادة  لا يتحركون خبط عشواء ويعتمدون الجانب التثقيفي التوعوي للشباب سواء للتعريف بفكرة أو منتوج أو تغيير وجهة نظر..

واقعيا أصابع الاتهام موجهة لهذه الصحافة المكتوبة سيّما المعروفة ذات السحب المرتفع التي إن اكتفت بالخبر المقتضب لعملٍ ثقافي، أو الإشارة لإصدار حديث فإن الأمر لا يتعدّى الإشارة السريعة التي لا تشبع القارئ، ولا تقنعه بما يحفّزه كي يتفاعل مع الحدث الثقافي، أو الإصدار ممّا يجعله يتوجه إلى التظاهرة الثقافية، أو يتحمّس لاقتناء الإصدار. وخاصة بين فئة الشباب ورغم أن الصحافة المكتوبة  وظيفتها الاساسية هي زيادة الاندماج الاجتماعي ونشر التقاليد والقيم التي تحقق التواصل والاتصال والانفتاح على كل الثقافات للاستفادة منها الا انه الغير متوقع من هذه الوظيفة ان يتم التقليل من دور الثقافات الفرعية أو المحلية أو الشعبية لحساب الثقافة العالمية الجماهيرية. مثال( قد تركز وسائل الاعلام على اطارات ثقافية عالمية مثل كتاب وشعراء ومفكرين وهذا الامر ينعكس سلبا على معرفة الناس لشعرائهم وأدباءهم ومفكريهم على الصعيد المحلي).

وايضا من الوظائف المفترض توفرها في الصحف المكتوبة وخاصة الصفحات الثقافية المتخصصة  تحقيق الاسترخاء والراحة وقضاء الاوقات الممتعة وتحقيق رغبات نفسية واجتماعية لإشباع حاجة الشباب  على اساس أن هذه الوظيفة تتيح السيطرة بشكل كبير على ثقافة الشباب وتوجهاتهم.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :