الكتاب المدرسي الأزمة و الدرس المستفاد

الكتاب المدرسي الأزمة و الدرس المستفاد

أ.د. خلفية العتيري

لماذا لا يطبع الكتاب المدرسي داخل البلاد ،ما دام يستهلك بصورة سنوية؟! لماذا لم نضع سياسة رشيدة للمبالغ التي تصرف سنويا لطباعة الكتاب المدرسي..؟!.ماذا لو رصدنا تلك الأموال وقمنا بصرفها من خلال انشاء مطابع داخل البلاد بحيث وفرنا الجهد والمال ولربماقمنا بمساعدة غيرنا من الدول المحتاجة …وحيث ان( لو ) من أدوات الشرط غير الجازمة وتفيد الامتناع للامتناع، فإننا نهمس بها فقط من خلال هذه الكلمات للمسؤولين عساها تجد آذانا صاغية ..لقد دابت الدولة على توفير الكتاب المدرسي بالمجان ،ومن خلال طباعته بالخارج بأموال باهضة ولم تضع سياسة رشيدة تحافظ عليه. فلم يشعر الطالب بقيمته حتى صار مثل مناديل الورق ،نشاهد أوراقه المبعثرة هناوهناك مع نهاية كل سنة دراسية .

ولعل امر العبث بالكتاب راجع لعوامل نفسية .فالتلميذ يشعر بثقل الكتاب المصاحب له سنة كاملة لاننا وبكل آسف لم نبني علاقة جيدة بينه وبين الكتاب من خلال مكتبة تفتح أبوابها وتغري الطالب من خلال برامج ثقافية تحبب الطالب في الكتاب والثقافة. فبمجرد أنتهاء العام الدراسي ينتقم التلميذ من كتبه ويتخلص منها ،لأن في تصوره نهاية كل سنة تعني نجاحه واجتيازه لهذه المرحلة ويرجع ذلك لأننا لم نؤسس علاقة وطيدة بين التلميذ والكتاب من خلال المكتبة المدرسية التي تعج بالكراسي وهي خاوية من الكتب ومن يرعاها …

لقد رمى هذا السلوك بظلاله على التلميذ وعلاقته بالكتاب حتى وصل إلى الجامعة التي استبدل بعض اساتذتها الكتاب بمجموعة أوراق يطلق عليها (شيت )وتناسينا المصادر والمراجع وطريقة البحث واختصرنا المعلومة في ورقيات لا تسمن ولا تغني من جوع …واستمرينا في هذا السلوك نطبع سنويا الكتاب ويتم استهلااكه ولم نعمل دراسة دقيقة لهذا الموضوع بحيث يلزم الطالب المحافظة على الكتاب وتسليمه في نهاية السنة في صورة جيدة والا دفع الطالب ثمنه إلى المدرسة.وبالتالي يعرف الطالب قيمة الكتاب ولا يعبث به، ولربما يستفيد غيره منه في مثل الظروف التي تمر بالمدارس هذه الأيام…فالكتاب يحتاج إلى سياسة رشيدة تطبعه داخل البلاد وتوفر ثمن طباعته خارج البلاد في تشغيل العمالة وتحريك الاقتصاد والاستغناء عن الغير حتى نتحرر من الوان مختلفة من التبعية ، فالاستعمار صار اليوم يتلون في صور متعددة ،فالشعوب المتحررة من حيث السيادة مازال بعضها يعاني من لون جديد من الاستعمار المتمثل في الحاجات التي يملكها الغير وهي في حاجة ماسه إليها …فهل نستفيد من هذه الأزمة بتفعيل سياسة رشيدة أم مازلنا نلهث وراء السراب .؟!

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :