- نجيبة الهمامي
إنّها اللقالق المهاجرة كل عام. أنا أعرفها… أظنّ أنها تعرفني أيضا حيث كل عام ترابط هنا وكل يوم أنا أعبر من هنا… إذن فهي تعرفني. إنها عادات سنوية، عادات عُمْرٍ منّا. لا أعرف إن كانت هي نفسها تأتي كل عام أم وُرَثَاء عادات السلالة، على أية حال هذه اللقالق الأربعة كبيرة الحجم نوعا ما مما يجعلني أقول إنّها هي نفسها تعود كل موسم وترابط هنا. إنها تَسْمَن من موسم هجرة إلى موسم صيد. هل قلت إنها تقول قالق قالق قالق؟! غريب… هي لا تنعق رغم أنّها تُشِعُّ بروح الغربان!! إنّها تُلَقْلِقُ… مثلي. هي تُلَقْلِقُ رغم أن نصف لون أجنحتها أسود. أليست تنعق أحيانا حين تنقضّ على ضفدع لا هَمَّ له إلا البطن وأَسَافِلُه؟ تبدو لي أحيانا كذلك. حامتِ اللقالق الأربع فوق رأسي في دائرة وكأنّها تتفاوض في أمر ما. كان عنقي مشدودا إلى أعلى وعيني شاخصة فيها أتابع صياحها وخَفْق أجنحتها القويّ وتحوُّلَ اللون فيها إلى السواد. اللقالق ارتفعت في السماء ثمّ ارتدّت مسرعة إلى الأرض وأنا بعد أنظر ببلاهة. ….. نقرت عيني اليسرى فَنَطَّ ضفدع من جمجمتي.