الليبيات

الليبيات

محبوبة خليفة

في أوقات الفرح وفي أوقات الكَدر

تجدهنَّ. البانيات لبيوتِ عزٍّ ما ذَبُلَ غُصنٌ فيها، الواقفات على أطراف قلوبهن يسمعنَ دقات قلوب قلوبهنَّ ويحصين كل خفقة علَّ خفقة تفلت هنا أو هناك دون إنتباهاتهن.. الطيبات ما احتملن من عَوزٍ وقلة حيلة..تعلمنَ وعَلَّمَنَ وعَمِلْن بلا مِنَّة، فقط ليساهِمنَ في بناء بيوتٍ عانت الحاجة رغم آبار النفط التي تحت الأقدام.. يسمعن ضجيج آلات الحفر في الأرجاء ،وسعره من الأخبار، ويخجلن من حالهن حينما يُصنَفُ الليبيون ضمن الشعوب المترفة المستريحة.

لهنَّ لسيدات وملكات بيوتنا وللعاملات في كل مكان وللمُلهِمات في كل صوبٍ ومعتَرَك، نقتفي دروبهن نحاول ما حاولن، ننجحُ مرة، ونتعثّرُ مرات، ونشكرُ الأثرَ ونتْبَعه ففيه من نسمات بركاتهنَّ ما يدلُنا عليهن ..لكل صاحبة قلمٍ كتبَتْ المحبة ومنحتها واقتسمتها معنا لعل طاقة من نور تبددُ ظلمة هنا وتقوِّمُ عثرات هناك ..لكل صاحبة ريشة تنشر الجمال وتعلِّمه وتدقُ أبوابَ الدنيا أنني أنا الليبية هنا وهناك وفي كل مكان..

لكل مبدعة وهبت روح الإبداع عندها

لتقدم للناس منهجاً مختلفاً للحياة فيه من المحبة وفيه من تخفيف الوجع الكثير.

لكل هذا وكثيرٌ غيره أقدم محبتي واحترامي لنساء الأرض جميعهن وأخص نساء بلادي وأعلمُ ما عانينَه ويعانينَه دون أن تلوح بادرة خجل من المتصارعين على الكراسي على حقيقة أنه لا شرعية لمن يحكم اذا لم يوفر للناس حياة آدمية باشتراطاتها الحقيقة..

كتبتُ هذه المشاعر عندما وصلني هذا

(الكليم)*الذي أنجَزَتَه-يدوياً بالكامل- سيدة ليبية من مدينة مصراتة تواصل حمل تراثها وإرثها العزيز فتضيف وتبدع وتسترزق من هذه الفنون الكبيرة والنادرة. . لا أملك إلا الذهول لهذا العمل الكبير الذي لا يقدر بثمن.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :