د :: أسامة نور الدين
كيف تتعامل المجتمعات المقلوبة مع المرض؟ المجتمع المقلوب مجتمع يؤمن بفكر العامة والتي تشكل (قاعدة المثلث ) ولا يؤمن بالهرم (رأس المثلث وهو الطبيب) إلاّ بعد ضياع الوقت! تلك المجتمعات تلجأ لموروثها البدائي، وتصطنع الحلول باجتهادها الضيق لمعالجة جل أمورها، حتى الأمور ذات الطابع الفني المحض والتي يتواجد فنيوها في كل رقعة في العالم ! حين يمرض الطفل في العائلة ، إليك ما يلي: 1 تجتهد الأم فتفشل. 2 ثم تجتهد الجارة فتفشل. 3 ثم تجتهد الجدة (حفظها الله ) ثم تفشل. 4 ثم يجتهد العطار بأعشابه فيفشل. 5 ثم يجتهد الصيدلي الفهلوي فيفشل. 6 ثم أخيراً ، يأتي دور ما يسمى ب(طبيب الأطفال )! يأتي دور الطبيب المختص بعد أن أنهكت البكتيريا أو الفيروس مناعة الطفل البسيطة، ليطلب الأبوان المعجزة وهي (شفاء طفلهم في يوم واحد )! بل يتحايل الأب في الكشف عن حالة ابنه في مستشفى عام (مجاني) والذي قد لا يتوفر فيه طبيب أطفال بالمرة ! الخمس مراحل التي سبقت دور الطبيب كانت رحبة، وأتيح لها الزمن ، وصُرف عليها المال ، بل وتعرض فيها الطفل حتى للكي بالنار! نحن نساهم (بإخلاص وتفانٍ ) في تعذيب أطفالنا تحت شعار ( ولدي، وفلذة كبدي)! دون أن ندري . لا أدري متى ينتهي هذا الحمق؟