المجد للطغاة و الخزي لنا

المجد للطغاة و الخزي لنا

(( قليلون هم أولئك الذين لم يشعروا بالظمأ الى امتلاك السلطة بدرجة ٍ من الدرجات )) سيوران …..
……..
إن جاء طاغية ٌ جديد ٌ , سأحبه حين يأتي أول مرة , أحب الطغاة طازجين , يتفتقون من مشيمة النضال ., يلهجون بما نريد , ويجترون صدى إهوائنا .
فقد أكون أنا أيضا ً مشروع طاغية قيد الإنشاء , غير أن التكلفة فادحة , وما من ممولين . فلربما أكون طاغية ً خائبا ً , لاجدوى من تدشين قواعده , إذ لا أفلح سوى في ممارسة الطغيان على ذاتي .
سيأتي طاغيتي المنتظر ,إني أترقبه , سيأتي مشفوعا ً برشوة ٍ دسمة ٍ من الوعود , يغدقها علينا مع طلب تفويض :-
(( أيها الشعب العظيم , اتقدم اليكم بطلبي هذا راجيا ً فيه منكم تخويلي لأكون طاغية عليكم ,وأعاهدكم وأتعهد لكم أن أتكفل بمصاريف اقامتكم في هذا الوطن – الفندق , سأهتم بأمنكم وطمأنينتكم , بمؤونتكم وتعليمكم , بأعمالكم ولهوكم , سأفعل هذا, أقسم بشرف نياشيني , فقط امنحوني هذا التخويل ))
سنوافق فورا ً , فالرشوة مجزية ٌ .
لكنه سيستردها أضعافا ً بعد إنجاز معاملته تلك , وبالتقسيط المريح . سيستردها دما ً ودموعا ً , عرقا ً وأجيالا ً تلهث ُ في دوامات مطامعها .
أفكر ُ جديا ً أن أنضم للجوقة , أعني جديا ً جدا ً , لكن هل سأظفر بموطيء لسان بين هذه الألسنة المتزاحمة والمتلهفة للعق ِ الأحذية ِ.
لابأس …..لابأس , أظننا فشلنا , وعن جدارة ٍ واستحقاق ٍ وبتفوقٍ ساحق ٍ , في الامتحان الذي دخلناه بحماسة ورعونة ٍ , فعزمنا على ايجاد راع ٍ صارم ٍ يُنظّم ُ ما تناثر من قطيع فراغنا .
لا بأس أيضا ً , سأوصي أحفادي أن يباركوا هيجان َ الدهماء ِالمقبل , بل ويشاركونهم اندفاعهم ذاك عساهم يحققون معدلات أعلى في امتحانهم القادم , وأن يكونوا أقل ابهارا ً للعالم المتعطش للانبهار .
فهل كان لزاما ً أن نختار بين الخوذة والعمامة فقط ؟ وهل تستطيع الرؤوس حينها التحرك ُ بتلقائية ٍ ؟ وهل بوسع ِ الريح ِ أن تصير أمشاطا ً ؟
هل تكون الدبابة أكثر مدنية ً من اللحية ِ , وال ( بوت ) أكثر حداثة ً من النعل ؟
وهل عبد الانسان ُ الحجرَ لأنه أول َ أداة ِ قتل ٍ عرفها ؟؟
لست ُ أجزِم ُ بشيء ٍ , حتى بالفائدة من هذا الهراء الذي أكتب ُ , غير أني من ( غُزية ) وأتمنى لها الرشد َ في غوايتها .
ياااااه …… يا له من درس ٍ …
حسنا ً إذا ً إن كان لابد من طاغية ٍ فمرحبا ً به , ويا حبذا لو كان يتقن الجمباز ولغة الاشارة , ويجيد العزف على القيثار …..

أحمد ناصر قرين

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :