المخرج عبد العزيز الحسناوي : برنامج ( آسيــــــــــهار ) تجسيدُ للأصالة و التراث التارقي

المخرج عبد العزيز الحسناوي : برنامج ( آسيــــــــــهار ) تجسيدُ للأصالة و التراث التارقي

حاوره : أحمد التواتي

في أجواء تراثية بهية جمعت الماضي مع الحاضر ، نجح برنامج(اسيهار) في نقل الموروث الثقافي التارقي بسلاسة إلى الجمهور المتلقي، عبر شاشة خمس قنوات فضائية ليبية، و استطاع البرنامج من خلال أربع حلقات أن يجسد الموروث الثقافي الذي يعتبر أسلوب حياة تعبر عن ثقافة وهوية الطوارق بأبهى صورها

  تحاول صحيفة “فسانيا” في سياق اللقاء التعرف أكثر على البرنامج للمخرج عبد العزيز الحسناوي ،وأهم المراحل التي خاضها المخرج والتحديات التي واجهته.

وبين الحسناوي أنه قدم فكرة برنامج ( آسيهار) والذي تم بثه على حلقات أربعة، وعبر خمس قنوات فضائية، متزامنا مع عيد الفطر المبارك، لمجلس شيوخ قبائل الطوارق في ليبيا، وكان الهدف محاولة لتوثيق وجمع مايمكن جمعه من الموروث والتراث، وأنه وجد كل التجاوب من قبل مجلس شيوخ قبائل الطوارق في ليبيا، رئيس المجلس ونائبه ومن مسؤولة العلاقات الخارجية بالمجلس وبين الحسناوي أن إطلاق اسم ” أسيهار” على البرنامج لان الاسم يعني بلغة الطوارق الملتقى أو مكان اللقاء، وأحيانا تعني الموعد أو الميعاد ، فكان الاسم له دلالة كبيرة ومعان تحمل رمزية للعودة للأصالة، وأن يكون اللقاء أو الملتقى محاولة لإعادة إحياء وتجسيد تلك العادات والقيم الجميلة والنبيلة والتي اضمحل الكثير منها الآن مع المد الثقافي الوافد ومع العولمة الثقافية.

وأفاد الحسناوي بأن تنفيذ عمل فني بهذا الحجم بما سيحتويه من مجاميع وفرق فنية كان سيحتاج لإمكانات كبيرة من حيث المواقع، وأيضا الفرق الفنية الإمكانات الفنية، ومعدات الصوت والإضاءة وأيضا الطواقم البشرية المدربة، فكانت الأمور غاية في الصعوبة وفي منطقة نائية مثل غات ، لكن بعزيمة وإصرار مجلس شيوخ طوارق ليبيا تم تذليل الكثير من العقبات التقنية كتوفير معدات الإضاءة والصوت والكاميرات .

وأشار إلى صعوبة أخرى واجهتهم ، وهي صعوبة التصوير في أكثر من موقع، نظراً لأن التصوير تزامن مع شهر رمضان ، فتم اللجوء إلى حل مبتكر ومقنع وهو نصب خيمة تارقية مصنوعة من الجلد ( ايهكيت ) بكامل زينتها ومكملاتها و حاولنا أن يكتمل المشهد بأن أضفنا عالة الشاي وبعض الصناعات التقليدية والحرفية

. تابع ” و كان التحدي الكبير بعد نهاية التصوير حيث عمليات المونتاج وتصحيح الإضاءة والألوان فكانت تحدياً كبيراً الحقيقة، ولكن بعزيمة المشاركين والفريق الفني استطعنا أن نخرج بصورة نقية وجيدة وصوت مقبول، وموقع تراثي جميل وبمشاركات فنية متنوعة وبلقاءات مميزة، واستطعنا بتلك الإمكانات المتواضعة أن نكون ضيوفا على بيوت الكثير من الليبيين وأيضاً بعض الشعوب التي تتابع الفضائيات الليبية وأن ننقل ذلك التراث إلى بقاع بعيدة وأن نرسم البهجة على الكثيرين من عشاق التراث .

موروث متنوع

وأكد على أن مجتمع الطوارق غني بثقافته وموروثه المتنوع ، وأن مجتمعات انصهرت فيها عديد الثقافات ومنها غات التي اشتهرت كإحدى أهم محطات القوافل التجارية في شمال القارة الأفريقية.

وقال :” فتجد العديد من الطبوع الفنية هنا وقد حاولت بقدر الإمكان جمع تلك الفنون والأهازيج ، و حاولنا جمع أكبر عدد من الفاعلين في فنون الطوارق من شعراء وشيوخ قبائل وذوي الخبرة في مجالات الأزياء والمأكولات والحرف التقليدية وأيضا في مجال الأغنية والموسيقا التارقية والأهازيج والأحاجي وكذلك الأساطير ، وأيضا في المهتمين بتاريخ الطوارق عبر العصور .

و نوه إلى أن ظروف و عامل التوقيت حتم عليهم استضافة من هم الأقرب جغرافيا إلى مكان التنفيذ، أي من مناطق العوينات وتهالا وغات والبركت والفيوت وايسين.

وأشار إلى أن المجتمع التارقي يمتد إلى دول كثيرة وفي نطاق جغرافي كبير، وربما سنجد بعض الاختلافات البسيطة في الموروث، ولكنه حتماً سيلتقي في خطوط كثيرة وعديدة.

مبيناً أن البرنامج حاول تغطية الكثير من الجوانب سالفة الذكر في حيز زمني أربعة حلقات مرئية ، حوالي ساعة للحلقة.

مساحة محدودة وبين أن المساحة الزمنية المحدودة لا تستطيع أن تغطي ذلك الموروث التارقي الكبير، لكن جرت المحاولة على لملمة بعض تلك القصص والأحاديث والأهازيج والأغاني والرقصات، وأن الأمل كبير في استمرار مثل هذه البرامج لتسليط الضوء على هذا الموروث سواء عبر برامج مرئية أو ندوات أو أعمال درامية.

وعبر عن أمله أن يخوض في أعمال درامية أو عبر توثيق الرقصات والأغاني التارقية إن وجدت الجهات الممولة والداعمة

وبين أن المتلقي الليبي يحاول التعرف على كل ثقافات وطنه ليبيا وخاصة البعيدة والنائية، وأن الأشياء التي استطاعت الثقافة التارقية أن تأسر بها المتلقي الليبي هي التنوع الزاخر في الفنون ،و الأزياء والألوان، و الصناعات التقليدية المميزة والرقصات التعبيرية . تجارب وأفاد بأنه نفذ عديد الأعمال المرئية فيما سبق فقد كانت له تجربة مع تنفيذ وإخراج أربعة كليبات، وكان أحد تلك الكليبات باللغة التارقية بعنوان ( اسليغ ياوال ) وكان يذاع في قناة توماست الفضائية لعدة مرات في اليوم وقد تغنى به الفنان المثابر ابن مدينة البركت محمد موتاتيك .

وأشار إلى خوضه تجربة مع الدراما حيث أخرج شريطا دراميا قصيرا لمصلحة مدرسة التلميذ المتفوق بمدينة غات والمتحدث عن الهجرة إلى المدينة ، حيث نفذ أطفال المدرسة الأدوار باقتدار ولاقى العمل إعجاب المشاهد.

وبين أن لديه كثير الأفلام الوثائقية القصيرة ، ويصبو لتنفيذ وثائقيات خاصة بالمواقع الأثرية والتاريخية وأخرى تنقل الصحراء وتاريخها للعالم

بداية المخرج

وعن بداية عمل المخرج الحسناوي قال :”كانت بداياتي من خلال مدرسة غات المركزية حيث ظهرت بوادر الميول الفنية وحظيت برعاية من قبل معلم التربية الفنية آنذاك ومن ثم كانت مدرسة أسامة بن زيد الإعدادية أكثر نضوجاَ، وفي المرحلة الثانوية، كان الاعتماد

علي كبيراً في إعداد الصحف الحائطية وكتابة اللافتات والمشاركة في المعارض المدرسية، وأتذكر أنني اشتركت في معرض للمواهب الفنية على مستوى ليبيا، وكنت الوحيد من غات.

وأضاف:” كي أتفادى التوجيه الإجباري للكليات العسكرية ولرغبتي العارمة في الدراسة في كلية الفنون درست في معهد المعلمين بغات، ثم اتجهت بعدها لكلية الفنون والإعلام بقرجي وتخصصت في هندسة الديكور.

وتابع:” بداياتي كانت في المراحل الأولى للدراسة حيث بدأت تظهر تلك الملكات من رسم وخط فكان لتشجيع المعلمين والبيت دافعا كبيرا للاستمرار، ومع السنوات تشعبت وتوزعت تلك المواهب والاهتمامات، فرأيت أن التصوير يكمل حلقة الاهتمامات، فاقتنيت كاميرات بسيطة، ثم كاميرات احترافية وأيضا لاحقا ولجت عالم التصميم الجرافيكي ورأيته مكملا لعملي وحاولت بقدر الإمكان التطرق إلى كل مايخص العملية الفنية بكل جوانبها ولدي محاولات للكتابة ولتوثيق التراث .

وتابع :”عملت منفذا ومقدما بإذاعة غات المحلية ومارست المونتاج وأيضا قمت بإخراج وتنفيذ بعض الأغاني المصورة وقد لاقت استحسان الجمهور وأذكر منها أغنية ( اسليغ ياوال ) للفنان الشاب محمد موتاتيك وأيضا آخر أعمالي أغنية مصورة للمرحوم الفنان خالد سالم بعنوان ( خبروها ) والتي تم تصويرها وإخراجها بالكامل في منطقة غات ، وقمت بتصميم وإخراج عديد المطبوعات، وكنت مصمم مطبوعة مهرجان غات السياحي الدولي لعدة أعوام ،وتقلدت منصب مدير مكتب الثقافة بغات لعدة أعوام ، والآن أنا مفتش لمادة التربية الفنية بمنطقة غات ، ولازال في جعبتي الكثير من الأفكار والتي إن سخر الله سترى النور قريبا ومنها أشرطة قصيرة وأغان مصورة.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :