المدينة المنكوبة

المدينة المنكوبة

قصة قصيرة :: اميرة فتحي
ذاتَ ليلةٍ، بعد منتصفِ الليل بساعتينِ بتوقيتِ المدينةِ المنكوبةِ .. على هضبةِ اللاوجودِ أراقبُ المستقبلَ .. لم أرى سِوى بقايا أشخاصٍ .. على ضفةِ الأملِ .. يتنازعونَ على فتاتِ خبزٍ .. و فضلاتِ الأموالِ .. و على الجانب الآخرِ من المدينةِ .
بيتٌ مهجورُ الأرواحِ .. يسكنهُ الفقرُ ونوافذهُ من الصبرِ .. أما سكانهٌ فماتوا أثرَ أنتظارِ الحكوماتِ ..!! و على جانبِ تلك البقالةِ ..
طفلٌ حافي الوطنِ .. يركضُ خلفَ سرابِ الأحلامِ.. ليمسكَ بالواقع ولكن سرعان ماتتلاشى من بينِ يديه الأحلامُ ..
لازلت أراقب من بعيدٍ ومن فوق تلك الهضبةِ .. عصف بأذني صوت نحيبٍ ..بحثتُ عن الصوتُ يميناً وشمالاً ..و إذا بها إمرأةٌ في الخمسين  تنكسُ رأسها على نعشٍ الأمان .. لتصنع من نحيبها أنشودة اللاوطنِ ..و بعد ساعةٍ من وقوفي على الهضبةِ ..
قررتُ العودةَ لغرفةِ اليأسِ .. أخذتُ حبةَ الألم و شربتُ خلفها ماءَ الثكالةِ..
ونمتُ عاريةَ الحلمِ .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :