المنتحبة

المنتحبة

شعر :: عمر نصر 

في الشكِ ألفُ خطيئةٍ
مُغلفةْ … ومشرِقةْ
عفيفةٌ … وسافِرةْ
وفي العِطرِ سرُ وردةٍ
أصيلةٌ … ومُزيفةْ
في النبضِ دفقُ رعشةٍ
مؤمنةٌ … وكافِرةْ
دودةٌ تلِدُ الحريرْ
فراشةٌ … وشرنقةْ
في الروحِ حرفُ فجيعةٍ
من أمسِها يُطلُ
في حُزنِها مُتلبِسةْ
بِجُرحِها مُلتبِسةْ
بِقيدِها موُثقةْ
…………………
في الحرفِ ألفُ قصيدةِ
بِرغمِ عُسرِ مخاضِها
وشتمها للقابِلةْ
وكسرِها للقافيةْ
جنينُها ليس لها ؟!
وواثِقةٌ كُلَ الثِقةْ …
…………………
في الوهمِ محضُ فكرةٍ
ساديةٌ … ونافِرةْ
راسخةٌ ومتعمقةٌ
وحقيقةٌ لا صِدقَ فيها
لِوهمِها مُصدِقةْ
نرجسيٌ عِطرُها
في ذاتِها مُحدِقةْ
في الصوتْ تغمِسُ انفَها
وفي كُلِ شيءٍ تغمِسه
……………..
لفظُها سمٌ زُعافْ
تشتهيه خدرها
وتستلذُ لسعها
عاريةٌ بلا خريف
مملؤةٌ بالثقوب
لِريشِها مُنتِفة
بِخيالِها مُحلِقةْ
يروقُها أن تستترْ
بثيابها المُرتقة
يفوحُ منها الشبقْ
وعطرُها ما أعبقهْ …
………………
غيظاً تعُظُ بنانها
عبثاً لِتكتُمَ غيظها
بِرجفةٍ مُتوتِرةْ
بها رغبةٌ مُكدسةْ
وثورةٌ مُعتقةْ
بِشعبِها مُغرورِقةْ
………………
نُطفةُ مُتحرِشة
لِفكرةٍ موسوسة
لِنشوةٍ مُخزنة
وذاكرةٍ مُهلوِسة
النارُ في ملمسِها
من لامستهُ تُحرقهْ
………………..
في الزوايا ركنتْ
مُشتتةٌ ومُضيعة
من حكايا عن حِكاية
أو رواية لرواية
مٌزيفةٌ ومُحرفهْ
في الجهالة من حماقة
عن صفاقة
للخطيئة مُصفِقة
……………..
بعضُ فرحة
أيُ فرحة ؟!
لنزيفٍ من جراح
تلك حفنة من صباح
لبقية من مساء
وبداية من بداية
وطيُ صفحة …
حروفها مُبعثرة
وكلماتُها مُمزقة
………………
داك وجهٌ لاحتمال
أن يكون أو لا يكون
على أي وجهٍ
أو حذوُ وِجهة
بِدموعٍ مُجدفة
وخُطىً مُلفقة
…………….
في كلامٍ لِملامحْ
أو تعابيرٍ لِطفلٍ
بهِ غيظٌ من دلال
وأشاحَ عنك وجهه
بِبعضِ حلوى
هل تُنصِفهُ
بِكذبةٍ مُقنِعة
………………
لِخُطىً فوق تُرابْ
حرُهُ يكويك لفحهْ
ويداكَ مُكتفه
هل تُطيقُ المحرقةْ
……………..
غصةٌ في حلقِ أُنثى
لا يُطاوعها الكلام
مخنوقةٌ بِعبرةٍ
مستوحشة….
……………..
في الروحِ صرخة
أو مقالٍ لمقامٍ
عاجزٌ للبوحِ شرحهْ
حينَ تلَهُ للجبينْ
لم يُطعهُ الموتُ سراً
حينما أرادَ ذبحه
لم يشأ أن يذبحه
…………….
أبصرَ الشوقَ بِلمحة
وحنيناً يعتريه
يريدُ فضحهْ
محضُ بوحٍ
وكُنهُ لهفة …
قد هواهُ بالخفاء
فلم يشأ أن يستره
متعمداً بالحبِ فضحه
……………….
طعنةٌ بالخصرِ عِشقاً
داكَ نبضي في يدي
داكَ جُرحي
اِمسحْ عليهِ …
كي لا يُفيقْ
بيداك يطيبُ مسحهْ
………………
ملامحي مفضوحةٌ
تسمرتْ قافيتي
مذهولةٌ كُلَ الذُهولْ
وحرفٌ عصاني
كيف لي؟!
أن انطقه .
تجمعت حولي الحروف
ولم انبِسْ ….
بِبنتِ شفهْ
………………
أتضيقُ ذرعاً
بالفِراقْ …
تباً لهُ
ما افجعه …
أتُطيقُ دفعاً
للحنين …
أن تصرعهْ
قد كادَ شوقي
يصرعهْ…
هذا الوداعْ
مُرُ المذاقْ
لا خيرّ فيهْ
ما أوجعهْ …
……………
وتنهدتْ لتسترِدّ
نبضها …..
أنفاسُها مُشوقة
لموتِها مُتعطِشة
تشمُهُ كي تستفيقْ
كالورد إن تتنفسه
مصحوبةٌ بِرعشةٍ
أكفانُها مُعطره
تقرؤها بحالتين
كوردةٍ مُغمضة
ووردةٍ مُتفتِحة
…………….
ألفيتُها تُشيُر لي
ضممتُها شممتُها
قد كِدتُ …
أو قابَ قوسين
نحيبها
أن اعشقهْ.
……………
رمقتُها في يدها
تُخفيهِ خلفَ ظهرِها
سكينها لتقتُله
وعبأت حِزامها
مُتمنطقة بِحقدِها
لِتُفجِره ….
………………
بِنظرةٍ مُتوجِسة
من خوفٍ يعتريها
تحبِسُ أنفاسها
وتعُدُ عليهِ تنفُسهْ
تكتبُ لهُ سراً
على نبضةٍ مُسربة
يخطُرُ لها أحياناً
بِحُلمِها أن تحمِلهْ
يعبُرُ في رؤاها
تحتارُ أن تُفسِره
تحتاجُ من يُعبِرهْ
قصيدةٌ وخاطِرة
……………….
تمضي إلي القصيدْ
والشعرُ والقِرطاسْ
تُصِيغُهُ كلاماً
ونزيفها لتدونه
……………..
توجسٌ من خاطرة
تنهيدةٌ مُشوقة
قد حانَ وقتُ نومِها
أخذتهُ كي تُهدهِده
ألقى عليها رأسهُ
ضجَ من طرقِ نبضِها
نحيبها وحُزنها
وعاد يجسُ نبضها
فوجدَ فيهِ دندنة
باكيةُ ومولولة
فنام في سباتْ
محاولاً أن يحلُمهْ
ودنما حِراكْ
أو صحواً من شتاتْ
عن مقصدٍ
وعن إدراكْ
قد كادَ أن
يوقِظهْ …
……………..
قطَعتْ وريدها
من شوقِها لتبلُغهْ
حدَ الجُنونِ بكتْ
لِحُبٍ قدْ تاهَ مِنها
على رصيفِ العاطفة
ونبضةٌ مُسافِرة.
أوغلتْ في النحيبْ
كزائِرٍ غريبْ
توارتْ مع المغيِبْ
لا تثريبَ عليها
عاشِقةٌ …..
مُنتحِبةْ……

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :