المواطن الليبي بين المرتب الغائب والغلاء المفرط

المواطن الليبي بين المرتب الغائب والغلاء المفرط

تقرير : بية فتحي :: صور سوق الجديد

تشهد ليبيا موجة غلاء أسعار مفاجئة، مع اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا وخاصة في السلع التموينية في ظل شح السيولة وتأخر صرف الرواتب، بدون رقابة إدارية، مما أثر سلبا على حياة المواطنين.

وظل ارتفاع الأسعار يرهق المواطن البسيط وتخيب آماله في البحث عن لقمة العيش وسداد قوت يومه. فسانيا رصدت بعض آراء المواطنين خلال استعدادهم لشهر رمضان المبارك في ظل أزمة الأسعار.

غلاء الأسعار استغلال من التجار

تقول المواطنة سعيدة عمر: ارتفاع الأسعار لا دخل له في الخلافات السياسية بين الدول الأوروبية ولكنه استغلال ممنهج من قبل التجار في ظل غياب الدولة وعدم فرض سلطتها.

وتابعت سعيدة أن الأمر أصبح مبالغا فيه وارتفاع الأسعار جنوني وعلى الحكومة وقف سير الاستغلال.

غلاء الأسعار أشد فتكا من المتحور

وأعربت المواطنة مروة أحمد: هذه الموجه أشد فتكا وقسوة من جائحة كورونا وموجة أوميكرون المتحور، مناشدة الحكومة الليبية باتخاذ الإجراءات لمحاربة الاستغلال المحلي وفرض بسطها.

وافترضت مروة: لو قمنا بحسبة بسيطة واقتصادية جدا خلال الشهر الكريم لأسرة صغيرة بالأسعار الحالية يبلغ الإجمالي (2465دينار ليبي) فما بالك المواطن الذي تفوق عائلته 7 أفراد ودخله الشهري (700 دينار ليبي) كيف له أن يتصرف ومن المسؤول في هذه الحالة؟

المواطن الليبي يعاني الأمرَين

وتضيف المواطنة فاطمة حسن: المواطن الليبي أصبح يعاني الأمرًين وبات يفكر في قوت يوم أسرته، والحكومات الليبية منشغلة في شن الحروب على بعضها البعض وأصبح شغلها الشاغل من يبقى في السلطة دون الالتفات إلى المواطن الكادح ومتطلباته المعيشية. إجبار التجار على البيع بأسعار حقيقية.

وتقول المواطنة هنية الحسناوي: المواطنون بالدول الأخرى مدخولهم الشهري كبير يغطي كافة احتياجاتهم الأساسية وبعض من الاحتياجات الترفيهية، وعندما يمرون بموجة ازدياد الأسعار يحتجون ولا يقبلون باستغلال التجار، عل عكس المواطن الليبي الذي مدخوله لا يكفي حتى للأشياء الأساسية، ومع ذلك يسنح لأصحاب السلع والمحال التجارية باستغلاله ويرضخ للأمر الواقع ولا يحرك ساكنا سوى التعبير بمواقع التواصل الاجتماعي.

وتساءلت مريم مختار: لماذا قمنا بالثورة إذا كان الاستغلال والاستهزاء بالليبيين فاق لما كان علية في السابق.

وتناشد مريم كافة المواطنين بالاحتجاج ومقاطعة السلع والمحال التجارية وعدم السماح للتجار بازدياد العبء على أرباب الأسر وإجبارهم على البيع بالسلع الحقيقية.

ويضيف أحمد عبد الواحد: أصبح المواطن الليبي يتنازل شيئا فشيئا عن ضرورات الحياة اليومية بسبب عدم قدرته على ملاحقة الأسعار الخيالية الذي يستحيل لمواطن يكسب (800دينار ليبي) كل نهاية شهر تسديدها

ويتابع أحمد: لابد من إيجاد حل جذري وفوري قبل بداية الشهر الفضيل ليستطيع المواطن سد حاجته من مأكل وملبس ومشرب.

ارتفاع الأسعار لا علاقة له بالحرب الدولية

وتعتبر المواطنة لطفية الشريف: أن السبب الأساسي في ارتفاع الأسعار لا علاقة له بحرب روسيا مع أوكرانيا ولو افترضنا أن الحرب هي السبب في الغلاء فليبيا لها مخزون احتياطي من السلع متوفرة في المخازن يفترض أن تباع بالسعر السابق، وإنما السبب الأول هو الحكومة الليبية، لم تتصرف بحكمة ظلت تفاجئ بعض القطاعات بازدياد مدخولهم الشهري ونسيت أمرا هاما كان الأجدر بها أن توازن الأسعار في السوق. ضرورة العمل على موازنة سوق الأسعار وتطالب الشريف الحكومة الليبية: بزيادة رواتب كل القطاعات العامة وألا تعمل على موازنة الأسعار في السوق المحلي، بالإضافة إلى دعم السلع التموينية واسترجاع الجمعيات كما كانت في سابق عهدها.

وأضاف علي فتحي: المواطن في صراع قوي بينه وبين أموره الحياتية، وفي حيرة من أمره بين المرتب الغائب والغلاء المبرح، والدولة لا تعيره أي اهتمام. إجمالي الرواتب لا يكفي متطلبات الحياة في ليبيا

وأعرب صالح عمر: حتى وإن لم يتأخر صرف الرواتب، فهي لا تكفي لسد متطلبات الحياة الأساسية فكيف لمواطن يقطن ببيت إيجار وقيمة راتبه لا تصل للألف دينار على مجاراة الأسعار.

هبوط الأسعار في الأيام القادمة

ويضيف محمد مفتاح: مازالت عناية الرحمة الإلهية رغم كل الصعوبات، وارتفاع المواد الأساسية وانعدام الرحمة من قلوب التجار المتحجرة، إلا أننا لم نسمع بأحد مات من الجوع فما بالنا بشهر الرحمة والمغفرة.

واستبشر محمد أنه سنشاهد في الأيام القليلة القادمة هبوط أسعار السلع التموينية.

وتساءل محمد إدريس: كيف لدولة نفطية أن يشتكي شعبها جوعا وقهرا؟

وكيف لنا ألا ننتفض على هذه المهازل؟

غلاء الأسعار مبالغ فيه ويضيف عبد الله مفتاح محمد: أنا مواطن معاصر للحصار الذي فرض على ليبيا في فترة التسعينات لم تصل الأسعار وخاصة في السلع التموينية إلى هذا الغلاء المبالغ فيه، فالحكومة السابقة كانت تعمل على موازنة الأسعار رغم قلة المدخول الشهري الذي كان يقدر ب (350 دينارا ليبيا) ضرورة تفعيل المصانع المنتجة في البلاد ويضيف عبد الله: يجب أن تعمل الدولة على تفعيل المصانع المنتجة داخل البلاد، وكفانا الاعتماد على الدول لتصدير احتياجاتنا فلدينا كل ما يجعلنا دولة غنية ومصانع ذات جودة عالية

. مع قدوم رمضان يزداد العبء على المواطنين وأعرب صلاح عبد الله: أصبح شهر رمضان مقترنا بازدياد معاناة البعض ليشعروا بضنك العيش وخاصة مع انعدام شبه كلي في السيولة النقدية، ليقتصر المواطن على شراء رغيف الخبز الذي يبدو شيئا مهما وأساسيا في كل بيت ليبي. وتشتكي المواطنة مريم صالح بكونها ربة بيت أرملة تعيل خمسة أطفال وتعمل ممرضة بمستوصف حكومي راتبها لا يتعدى (630 دينارا ليبيا) لا يكفيها لشراء سلع أساسية، فمعدل إنفاقها الشهري يتعدى الألفي دينار ليبي في ظل غياب تام للأجهزة الرقابية.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :