النشيدُ الأخيرِ

النشيدُ الأخيرِ

شعر :: المهدي الحمروني

صباحٌ مِنْ وشاحِ لجةٍ متوسطيةٍ
يسألُني عنكِ
يا لدعةِ المطرِ وهو يعطّرُ قلبِي
برسائلكِ
بملاءةٍ فريدةٍ لاعهدَ لهُ بهَا
ينشرُ أثيراً من وسامةِ حرفِكِ
ويضرِمُ منْ هَوَسِ قراءتي لكِ
إبحاراً دونَ مجدافٍ
وتحليقاً دونما جناح
كلُّ لغتي فلولٌ
أمام عمقِ قَطْرِك الشهِيِّ
يَبْسِمُ لكِ بريقُ ظِلالي
ويستمدُّ محيايَ وهجاً من خيالِكِ
السابحُ في نفسِ النبضِ
وفي عمقِ النصِّ
النقاطُ الخفوقةُ على الشاشةِ
تهفو موحيةَ الإملاءِ
كأصابعِ المايسترو وهي تقودُ
عزفاً سيمفونياً
للخلودِ
كتابتُكِ زادُ شعرٍ
وصورتُكِ مؤونةُ تحليقٍ
وصوتكِ وقودُ حياةٍ
وحواركِ منجمُ رؤى
وضحكُكِ نبعُ قَوافٍ
ورضاكِ فجرُ تنزيلٍ
وصباحُ بعثٍ
كيف اتشبّتُ بكِ في وحشةِ مايحيط ؟
سأنداحُ رغمَ قسوةِ صمتِكِ
ياآلهةُ الإلهامِ
ومليكةُ الوحيِّ المغلولِ
إلى جيدكِ عني
أهيبُ به لحُلُمِي
ليمطرني ببارق رأفة،
حينما أصحو دونكِ كرضيعٍ يتيمٍ
وأهيمُ في خلائِي كهجرسٍ شريدٍ
فيأخذُني من فمِي الضارعِ
بظمأ سربِ طيورٍ
لا هُدَى لها دون هجرةٍ إليكِ
تَلُوحين كَكُنهِ الماءِ في يبابِي
وجلاءِ السرابِ عن سفَرِي
سأهذي دونَ فاصلةٍ
وأنتحبُ بلا ربْتٍ
وأبكي جوفَ خُذلانِ البوحِ
وانهزامَ الكلامِ
وسترمِّمين مالفَظْتُّ
من أنفاسِ النشيدِ
الأخيرِ


اللوحة المصاحبة للفنان علي العباني Ali Abani

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :