النصّ ما قبل الأخير

النصّ ما قبل الأخير

  • أنور الخطيب

سأكتبُ النصّ ما قبلَ الأخيرِ

كي أتجنّبَ الخوضَ في النهاياتْ

أنا البدايةُ التي انطلقتْ قبل موعدِها

لهذا، لن أبشّر بالقيامة..،

كلُّ ما لديّ وعيٌ بدائيٌ

سيمسحُ الرمزَ والأوشامَ عن جسدي،

يشطبُ أولى الأبجدياتِ

ما تَلَتْها، من لغاتٍ تشكّلتْ منذ ضلعيَ الأعوجِ

حتى استقامَتِهِ في الحداثة،

سأجمعُ كلَّ ذاكرتي، وأُشعِلُها وما حوَتْ

من ارتطامِ النجوم بالنجومِ

بعدها، سأقتلُ كل صوفيّ

كي يكفّ عن التأرجح، بين الألوهة والطين

أو، يستمرئَ الظنّ بأنه النصُّ ما قبل الأخير

وأنه، آخِرٌ لأولٍ وأولٌ لآخِرٍ

وأنه الغيمُ، في لغةِ الجفافِ

ورقصُه، سلالمُ ضوءٍ نحو الوضوءِ

ليدخل دائرةً، كلما ضاقتْ اتّسعتْ،

وهو لا يعلمُ، كلّما اتّسعتْ تشعّبت

وكلّما تشعّبتْ ترهّلتْ

وكلّما ترهّلت استَسْلَمَت..

رقصة الصوفيّ شكلٌ للهزيمةِ

انسحابٌ، من مواجهة “العابرين” نحو ذاكرتي

رقصةُ الصوفيّ، دروَشة الغياب عن قداسة الترابِ

هنا، في هذا السياقِ الدقيقِ، سأكتبُ النصَّ ما قبلَ الأخير،

يا إله النصوصِ والدراويشِ

كم أرْهَقَتْني النصوصُ الأخيرةُ

كم أغلَقتْ، بابَ رحمتِها عليّ وهجّرتني

وأهدتْ، وجعي لروّادِ الخرافة والأساطير

بعدها ذبَحَتْني،

وزّعتني على تلالٍ أربعٍ

نادى المنادي فلم يأت أحدْ،

يا إله الجهات،

لست صوفياً لأبْلُغَ متعتي في لذة الدائرة،

دع ما على التلال للتلالِ

سأصعدُ نحو دمي،

أجمعُ الجهاتِ كلَّها بنصٍ واحدٍ

يكونُ ما قبلَ الأخيرْ،

كلُّ ما لديّ روحُ فراشةٍ

ستنقشُ وشْمَ البلادِ على جسدي

لأكونَ غدي.. وأطير

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :