الهَمَجِيّة وَالتّعَصّب آفَةُ الشّعُوبِ العَرَبِيّة.

الهَمَجِيّة وَالتّعَصّب آفَةُ الشّعُوبِ العَرَبِيّة.

  • د. محمد ضباشة

يقاس تقدم الأمم وازدهارها بسلوك مواطنيها ويكون الحكم بالتقدم أو التخلف انطلاقا من هذا السلوك، وبالطبع السلوك البشري قبل أن نقوم به لابد أن تسبقه تربية وتعليم وتقاليد وأعراف اجتماعية قد تختلف من منطقة إلى أخرى داخل الدولة الواحدة ويختلف أيضا من دولة إلى أخرى حسب البرامج التي تقدمها تلك الدول لمواطنيها. ومن يقرأ الواقع جيدا يجد أن اليابان مثلا دولة متقدمة على كافة المستويات ويكفي أن المواطن الياباني يتصرف بشكل راقٍ يعكس سياسة دولة استطاعت أن تكون قدوة في حسن التعامل والرقي. الناتج عن سلوك منضبط فتجد الشوارع نظيفة وتجد احترام الرأي والرأي الآخر ولا تجد إزعاجا ولا ضوضاء فى الشوارع فالجميع يعبر عن الفرح أو الحزن بطريقة راقية . وعلى صعيد الوطن العربي نجد العكس تماما تطل الظواهر السلبية والهمجية برأسها هنا وهناك وتعكس سلوك المواطن العربي بطريقة لا تليق به ولا بحضارته التي ورثها من أجداده على مر السنين فنجد الهمجية واللامبالاة في تصرفات العرب على كافة المستويات من قاعدة الهرم إلى أعلاه وبالتالي يقال عنا إننا أمم متخلفة وخير شاهد على هذا التقييم تصرفاتنا في المواقف المختلفة بهمجية و تعصب زائد عن الحد . ففي العقيدة الواحدة نجد تعصبا بين المذاهب والملل وفي لعبة كرة القدم نجد التعصب لفريق ما وأحيانا يصل هذا التعصب إلى القتل والتدمير ، وفي اختيار أعضاء البرلمانات يكون التعصب القبلي لأبناء عائلة بعينها هي الفيصل في الاختيار حتى وصل التعصب إلى أنصار رئيس من الرؤساء ضد من يعارضه فى طريقة حكمه ومن هنا ينشأ الخلاف ولا يكون اختلاف في وجهات نظر لا يفسد للود قضية بل يكون همجيا لا يحترم آراء الآخرين، وبالمقارنة بالدول الغربية نجد أننا في ذيل القائمة في الصحة والتعليم وحقوق الإنسان والبحث العلمي وعلى رأس القائمة في الفساد وتدني مستويات المعيشة والفقر فهل يأتي يوما ويعبر سلوكنا عن أمة عربية متحضرة أم أن الأمر بات عسيرا في غياب الشفافية والضمير .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :