الْـمُـلْـتـَقَـى الأوّلُ الجَازِية للْحِكَـايَـة الشّـعْـبِـيّـة نِـبْـرَاس ثَـقَـافِـيّ عَـرَبِـيّ فِـي سُـطَـيـف الجَـزَائِـر

الْـمُـلْـتـَقَـى الأوّلُ الجَازِية للْحِكَـايَـة الشّـعْـبِـيّـة نِـبْـرَاس ثَـقَـافِـيّ عَـرَبِـيّ فِـي سُـطَـيـف الجَـزَائِـر

الجزائر :: خاص فسانيا

إن الحديث عن الدورة التأسيسية الأولى للملتقى العربي الأول جازية للحكاية الشعبية تحت شعار (نحكي نستلهم نستشرف) وبرعاية وزارة الثقافة الجزائرية يحتاج إلى أكثر من الصفحة في صحيفة أو في موقع إلكتروني فهو عمل مؤسساتي كبير رغم أن من قامت به هي جمعية أهلية وفريق متميز من الشباب، الدكتور علاوة كوسة والشاعر قيس راهم والمحامي الروائي سفيان زغيد والمصور المحترف تحت إشراف رئيس الجمعية الأستاذ نبيل غندوسي رئيس جمعية النبراس الثقافي لولاية سطيف هو ملتقى محلي عربي ثقافي سياحي اجتماعي تطوعي ضم باقة من نشطاء المجتمع المدني والشعراء والمثقفين في الجزائر من كافة ولاياتها واحتضنته مدينة سطيف فكان كوّة من ألوان قوس قزح أطل منها جمال الملتقى الثقافي العلمي وتضمنت هذه الدورة عديد المحطات الثقافية والإبداعية المتنوعة بين أوراق بحثية وقراءات شعرية شعبية وحكايات وحكّائين وبدأ الملتقى باستقبال الأخ وزير الثقافة الجزائري عزالدين الميهوبي والإخوة ضيوف الملتقى من ليبيا والمغرب وتونس والأخ والي ولاية سطيف والأخ مدير الثقافة بالولاية والأخ مدير دار الثقافة هواري بومدين بسطيف والأخ رئيس الاتحاد الوطني للشعراء الشعبيين الأخ مدير مخبر أطلس للحكاية الشعبية باستعراضات فلكلورية وفروسية قدمتها جمعية الشهيد بوزيد قوماش على إثر الاستقبال تم تدشين معرض للصور والوثائق التاريخية الخاصة بالذكرى السابعة والخمسين للاحتفال باليوم الوطني للهجرة ثم النشيد الوطني الذي على إثره بدأت الكلمات الترحيبية من الأخ وزير الثقافة عزالدين الميهوبي الذي ذكر في كلمته الترحيبية أن الملتقى يعد خطوة هامة ودعوة للاهتمام بالتراث غير المادي، كونه يشكل عنصرا من ذاكرة وهوية المجتمع خاصة وأن الدستور الجزائري نص على هذه النقطة وهي المحافظة على التراث الذي تعد الحكاية الشعبية من أهم ركائزه وأيضا حث المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والمثقفين والمهتمين وكل من لديهم صلة بهذا الموضوع أن يعملوا جميعا لأن الأمر متعلق بحفظ الذاكرة الشعبية الجزائرية وسوف يتناول الملتقى العربي الأول الجازية للحكاية الشعبية جوانب من الموروث الشفوي وكيفية دراسته والحفاظ عليه وسيشارك في هذا الملتقى باحثون عرب إلى جانب مهتمين وأكاديميين جزائريين أما الأخ والي سطيف فقد ألقى كلمات ترحيبية ثم توالت المداخلات البحثية والعلمية في الجلسة العلمية الأولى تحت عناوين مختلفة بحضور شعراء وأدباء ومحاضرين وباحثين وإعلاميين من الجزائر ومن تونس وليبيا والمغرب.

الافْـتِـتاَحُ كَـلِـمَـات وَوَرقَـات وعُـرُوض للْـحِـكَـايَـة وتَـكْـرِيـمَـات

احتضن حفل الافتتاح عديد الفعاليات مداخلة تحت عنوان (من أرشيف التراث الشعبي اللامادي الجزائري نص فرنسي عن أبرز حملة التراث الشعبي في منطقة سطيف الجزائر في النصف الأول من القرن العشرين ) تقديم الدكتور عبدالحميد بورايو من جامعة الجزائر و عرضين مهمين للإعلامية والحكواتية سهام كنوش من الجزائر وعرض للحكواتي العالمي ماحي الصديق من سيدي بلعباس وعلى إثرهما توالت التكريمات لمن شارك في الحفل وللشاعر والإعلامي رضوان رشدي بمناسبة حصوله على جائزة السيناريو الذهبي في العراق.

المَـغْـرِبُ الوَاحِدُ عَـنَـاوِينُ مُـتَـنَـوّعـَة ومَـضَـامِـيـنُ مُـشْـتَـرَكـَة

ضمت ورقات العمل خلال الجلسات العلمية والبحثية الثلاث على مدى يومين عديد العناوين التي تتناول في هذا الملتقى جوانب من الموروث الشفوي وكيفية دراسته والحفاظ عليه.كما أن الملتقى يهدف إلى الاهتمام بالتراث غير المادي، كونه يشكل عنصرا من ذاكرة وهوية المجتمع وهي ( الحكاية الشعبية الليبية تاريخ وحضارة أخلاق وقيم بدأت في الاندثار ) تقديم الأستاذة نيفين الهوني من ليبيا (التراث اللامادي من التدوين إلى التثمين) تقديم الأستاذ سامي بوجلال من الجزائر (التلقي الحكائي قراءة في تجربة ماحي الصديق) تقديم الأستاذ محمد بويش من جامعة باتنة (البطولة في القصة الشعبية التراث الديني وبعث النبي) تقديم الدكتور مبروك دريدي من جامعة سطيف (الدلالات الإيحائية في النصوص القصصية الشعبية دراسة في تكرار علامة الثعبان ) تقديم البروفسور محمد عزوي من جامعة محمد لمين دباغين سطيف ( الحكاية الشعبية عند الطوارق ) تقديم الدكتور خالد سعسع من ولاية تمنراست (البطل الإشكالي في الحكاية الشعبية حكاية نصيص عبد أنموذجا) تقديم بوضياف غنية من جامعة بسكرة (البنية بنية القصة الشعبية البطولية وصلتها بالبنية الاجتماعية قراءة في مقاربة د.عبدالحميد بورايو لقصة غزوة الخندق) تقديم الأستاذ حمزة بسو من جامعة خنشلة (قصة الجازية بين الحقيقة والخيال )تقديم الأستاذ زوبير ذويبي (الحكاية الشعبية بمنطقة الأوراس ) تقديم الدكتور طارق ثابت من جامعة باتنة.

الأصْـوَاتُ الشّـعْْْـرِيّـة الشّـعْـبِـيّـة تَـنَـوّعُ الوِلَايَـاتِ وثَـرَاءُ التّـجْـرِبَـة

الشاعر لخضر بغدادي الشاعر الطيب قتال الشاعر قيس راهم الشاعر محمد جادور ولاية الأغواط الشاعر نبيل النوى ولاية سيدي بلعباس الأستاذ عبدالقادر قماز الشاعر عبدالحميد شبيح الشاعر فاتح بلكبير الشاعر مصباح بلعيفة الشاعرة سنية طبال الشاعر أحمد مخلوفي الشاعر عبدالله هرباجي الشاعر عاشور دبشون الشاعر عبدالرحمن سرحان الشاعر جمال الدين الواحدي

بَـادِرَة ولَـفْــتَـة رَائِـعَـة تُـوَثّـقُ الحَـدَثَ

قامت جمعية النبراس الثقافي بطبع كل المداخلات الجزائرية والعربية والتي شارك بها البحاث في أعمال الملتقى في مؤلف مشترك، تم توزيعه خلال هذه المناسبة الثقافية، ليكون في الوقت ذاته مرجعا علميا يستعين به الطلبة والباحثون في إعداد مختلف أطروحاتهم الجامعية بالإضافة إلى أن الملتقى انفرد بلفتة نادرة في الجزائر حيث يجمع بين وجوه حكواتية معروفة وطنيا وعربيا وباحثين أكاديميين متخصصين في التراث الشعبي؛ من أجل إماطة الغبار وإبراز تجليات ومظاهر الحكاية الشعبية في الجزائر والوطن العربي.

الاخْـتِـتَـامُ تَـوْصِـيَـات مُـهِـمّـة وتَـكْـرِيـم قَـيّـم لِـلـضّـيُـوفِ

اختتم الملتقى العربي الأول جازية للحكاية الشعبية على مسرح دار الثقافة هواري بومدين بحضور زاخر وفقرات حافلة ضمت توزيع شهادات المشاركة على المشاركين والضيوف ودروع التكريم التي حملت أسماء المكرمين وهدايا رمزية تعبر عن مدينة سطيف ورمزها عين الفوارة التي تقول الأسطورة إن من شرب من مائها عاد إليها مشتاقا وظمئا قد كان الملتقى كوة من ضياء فتحت لنا لنطل منها على تراثنا المغاربي والعربي المشترك وبراحا من حب لتقول لنا سطيف إنها ليست فقط قبلة التجار والمشترين كونها العاصمة الاقتصادية للجزائر الشقيق ولكنها أيضا مدينة للحضارة والتراث ومنارة ومثابة اجتمع فيها البحاث من كل مكان حاملين معهم تراثهم وهويتهم الذي أشرق في النفس غداً من أمل بأن القادم بقيم وأخلاق تراثنا وأجدادنا أجمل وأجمل.

التّـوْصِـيَـاتُ صِـيَـاغَـة عَـرَبِـيّـة بِـصَـوْتٍ لِـيـبِـيّ عَـلَـى الأرَاضِـي الجَـزَائِـرِيّـة

وسط حضور شعبي ونخبوي زاخر وزاخم قرأت الإعلامية والأستاذة الباحثة من ليبيا توصيات الملتقى التي جاء فيها: 1_ ترسيم الملتقى 2_ السعي إلى أرشفة الموروث الحكائي الشعبي الجزائري وإيجاد قاعدة بيانات إلكترونية محليا ووطنيا 3_ تقديم المزيد من الدعم لمؤسسات المجتمع المدني مثل جمعية النبراس الثقافي كي تساهم في الحفاظ على التراث الشعبي الجزائري 4_ خلق فضاءات يومية للحكاية الشعبية عبر وسائل الإعلام المسموعة والمكتوبة 5_ السعي إلى فتح ورشات تكوينية في فنون أداء الحكاية الحكواتي يؤطرها حكواتيون محترفون

الشّـاعِـرُ وَ الرّوَائِـيّ وَالْـبَـاحِـثُ وَالدّكْـتُـورُ عَـلَاوَة كُـوسَـة جَـمْـعِـيّـة النّـبْـرَاس الثّـقَـافِي

في تصريح له لصحيفة فسانيا قال : تزخر الجزائر بتنوع ثقافي كبير وموروث شعبي هائل وثريّ يعكس عمق المكونات الثقافية لهذا الشعب وكذا أصالة المجتمع الجزائري الذي ظل متمسكا بتاريخه وثقافته وموروثه الشعبي الغني انطلقت الفكرة من أن هذا الزخم وهذا الموروث الشعبي الغني يحتاج إلى ملتقيات علمية تؤطره ولقاءات متخصصة تبحث في جذوره وتمظهراته وطرق التكفل بدراسته وإعادة إحيائه والتعريف به وتصديره للآخر في زمن العولمة والانفتاح الثقافي الكوني وذلك ما يضمن صمود تراثنا الشعبي وتعد الحكاية الشعبية إحدى أهم ركائز التراث الشعبي اللامادي في الجزائر على غرار بقية الأمم الأخرى ومن هذا المنطلق كان لازما علينا التفكير في تظاهرة ثقافية بولاية سطيف تؤسس للبحث بعمق في موضوع الحكاية الشعبية وعوالمها الآسرة وذلك على المستويين الجزائري والعربي في هذه الطبعة التأسيسية وكذا فتح باب المقارنة بين الحكايات الجزائرية والعربية والعالمية أيضا فنيا إننا نهدف من وراء التأسيس لمحفل علمي بحثي وتفاعلي أيضا ممثلا في هذا الملتقى لتحقيق مكتسبات علمية وثقافية

 

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :