فاطمة الناهض

هدنة

يقول معجم المعاني ان الهدنه هي : الدعة والسكون..وتقول ويكيبيديا هي:معاهدة تهدف إلى وقف الأعمال العدائية خلال الحرب بين الأطراف المتنازعة ولكن الهدنة لا تعتبر نهاية الحرب إنما هي فقط وقف اقتتال لفترة زمنية محددة. فأي المعنيين كانت هدنة ماريو بينيدتي؟ في الحقيقة..أعتقد انها كانت مزيجا بين الإثنين..رغم ان الرجل لا يتكلم عن حرب(إلا إذا اعتبرنا الحياة نفسها حربا )بل عن رجل يقترب من التقاعد ..عاش معظم ايامه محبطا..بلا رؤية واضحه لمستقبله ولا طموح..حتى وصل الى خمسيناته بلاانجاز يذكر..وهاله ان يقترب من التقاعد دون خطة واضحه لحياته المقبلة التي ستتكون من ايام لا حصر لها من الهباء والبطاله والوقت الخاوي من الحياة! في السبعة شهور التي تفصله عن التقاعد..جاءت الهدنه. جاءت في الوقت الفائض من انتظار اللاشيء..على هيئة موظفة في نصف عمره تقريبا..وقع في هواها وبادلته الحب! هنا تحول مارتين سانتومي الأرمل الضجر المليء بالخواء والحزن..إلى شخص آخر تماما…فصار للحياة معنى.وصارت اجمل.. إنه الحب ..الذي يصنع الأعاجيب.. لكنها كما قلنا كانت هدنه..مهما بلغت مدتها…هدنه .. . . .هذه الرواية التي كتبها بينيدتيي وهو في نصف عمر البطل..لا يمكن ان تكون عنه ..وكل الاحاسيس والمشاعر التي كتبها على لسان سانتومي من بداية الرواية حتى نهايتها..كانت من الاقناع بحيث لا تملك إلا ان تحترم براعة فنه بسبب منها.. الرواية مكتوبة على شكل مذكرات لسانتومي قبل ايام الهدنة واثناءها وبعدها..بلغة بسيطة لكنها آسره..نجح صالح علماني في توصيلها للقاريء باقتدار تعودناه منه..ويجعلنا دائما في دين لهذا المترجم الجميل. لم اكتب احداث الرواية كي لا احرقها على من يرغب بقراءتها..وهي تستحق القراءة بكل تأكيد.