انا وتنسيقية الأحزاب وستيفاني

انا وتنسيقية الأحزاب وستيفاني

عبدالمنعم اللموشي

…لم يكن في وارد تفكيري أن أكتب مادار في اجتماعنا الذي عقدناه مساء أمس الأول الاربعاء بمقر بعثة الامم المتحدة بجنزور، مع ستيفاني و زينينغا، لكن رد الفعل الغريب الذي أبداه رئيس تنسيقية الأحزاب ناجي بركات تجاه الكلمة التي تقدمت بها في الاجتماع ومقاطعتي ومنعي من استكمالها هو ما دفعني لأن أنشر في هذا الادراج ما دار في هذا الاجتماع…………..

بطلب من صديقي أسعد زهيو ( المرشح الرئاسي للانتخابات الرئاسية القادمة) توجهت الى مقر بعثة الامم المتحدة في منطقة جنزور بمدينة طرابلس لحضور اجتماع مع ستيفاني ويليامز مستشارة الامين العام للامم المتحدة بترتيب من تنسيقية الاحزاب التي يترأسها الدكتور ناجي بركات وتضم في عضويتها 13 حزبا وعددا من منظمات المجتمع المدني والنقابات والاتحادات والشخصيات السياسية والأكاديمية.الدخول الى مقر بعثة الامم المتحدة

– الذي يرقد متمددا في احدى القرى السياحية على شاطئ جنزور الخلاب – معقّد امنيا ويحتاج إلى تصريحات مسبقة لكي تمر بسلام عبر البوابات الالكترونية والجدران الاسمنتية والدّشُم وكاميرات المراقبة والحواجز والجنود الاجانب الذين يملأون المكان.استقبلتنا السيدة ايناس احدى موظفات الامم المتحدة وهي سودانية او اريترية لست متأكدا من جنسيتها على وجه اليقين وتبادلت معنا ( أنا وعدد من المستهدفين لحضور الاجتماع) احاديث جانبية حتى يتم تجهيز قاعة الاجتماعات وربطها بتطبيق الزووم مع الذين سيحضرون الاجتماع من بقية اعضاء التنسيقية الذين هم خارج طرابلس او خارج ليبيا وقت انعقاد هذا اللقاء.بعد تأخير دام نصف ساعة أو أكثر بدأ الاجتماع.

جلسنا الى طاولة الاجتماع في صف طويل وجلس في مقابلتنا على الطرف الاخر من الطاولة ستيفاني وايناس وزينينغا ( المنسق الحالي لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا)، واخرون من اعضاء البعثة.افتتح ناجي بركات كلمات اعضاء التنسيقية بالترحيب بستيفاني معبرا عن شعوره بالاحباط من تأجيل الانتخابات ومؤكدا على اهمية ان لايمنع الشعب من حقه في الانتخابات ثم اعطى الكلمة لمحمد سعد كي يقدم لستيفاني رؤية التنسيقية تجاه ما يحدث في ليبيا، ثم طالب بعدها بمنح الحاضرين فرصة لالقاء كلماتهم وتوجيه اسئلة لستيفاني لكي تجيب عليها…

ستيفاني التقطت الكلمة ورحبت بنا في ليبيا بلغتها العربية التي جاهدت ان لاتكون متكسرة وابدت استعدادها للاجابة على اية اسئلة مؤكدة على انها ليست رئيسة البعثة ولكنها مستشارة الامبن العام للامم المتحدة وأنها منذ وصلت لاستئناف نشاطها استمعت الى الكثيرين من الفاعليات والقيادات السياسية والعسكرية والأمنية والقانونية والشعبية وأنها تحاول المحافظة على الزخم الشعبي لانجاز الانتخابات، ثم اعطتنا الاذن للكلام.!!!

كلمات الحاضرين للاجتماع تنوعت بين اسئلة ومداخلات سأحاول سردأو تلخيص بعض ما قمت بتسجيله :حسام القماطي: برزت ظاهرة الرشاوي والمال السياسي الفاسد وكشفنا حقيقة الوثائق والشهائد العلمية المزورة لكن البعثة ظلت صامتة ازاءها .. فلماذا ؟!!

أسعد زهيو : ما موقف البعثة من المترشحين للرئاسة الذين عادوا الى وظائفهم بعد تأجيل الانتخابات ؟.

منير الساعدي : تقولون انكم مع الليبيين ولكننا نلاحظ انكم منحازين للمعرقلين فكيف يتأتى هذا ؟!

سوزان حمى : ماهي الضمانات التي ستؤكد تنفيذ الاستحقاقات في الانتخابات الليبية؟ وهل وصلتكم رسائل الاحتجاجات الشعبية الواسعة الرافضة لتعطيل الانتخابات؟

نيرمين الشريف وهي رئيسة اتحاد عمال ليبيا كما جاء في صفتها تكلمت موجهة حديثها الى ستيفاني قالت: لقد قلت لك في لقاءات سابقة بيننا انه لن تكون هناك انتخابات بلا دستور ( أومأت ستيفاني برأسها موافقة ) واستطردت نيرمين ولكنك لم تصدقيني وقتها، وهاهو ما يجري اليوم يثبت لك ان الانتخابات لن تحدث بدون دستور.. كانت تتحدث بحماس وتخبط على الطاولة بيدها وهي تؤكد على أهمية وجود دستور أو قاعدة دستورية على الأقل.تعددت في هذا الاجتماع الاسئلة والمداخلات من الحاضرين في القاعة او من الحاضرين عبر تقنية الزوم كان منها :*

هل هناك ارادة حقيقية للمجتمع الدولي ان تجرى انتخابات في ليبيا؟* ليبيا الى أين؟* كيف سيتم التعامل مع المليشيات والمرتزقة؟* ما هو مصير الدستور ؟

* أحدهم قال : تعلمون ان القرار ليس في ايدينا، يجب على المجتمع الدولي أن يتدخل.طلبت كلمة وطلب آخر كلمة لكني حظيت بالأسبقية فتكلمت قائلا:أنا لم آت هنا لكي أطرح أو أسأل أسئلة أو لأبحث عن أجوبة، ولكني اريد تقديم توضيحات وشروحات لبعض النقاط ألخصها في ما يلي :في تصوري أن الليبيين ينقسمون الى 3 أقسام أزاء وجود ستيفاني وبعثة الامم المتحدة في ليبيا وهم : قسم فرحان وسعيد بوجودكم ويركضون للاجتماع بكم ولالتقاط الصور معكم، وقسم ثاني شامت بكم في مواجهة الذين يخافون منكم. وقسم ثالث مستاء من وجودكم

– وأنا من هذا القسم – لأننا وصلنا إلى مرحلة متردية نحتاج فيها الى غرباء كي يحلوا لنا مشاكلنا.

هذا أولا، وثانيا دعيني أقول أن ليبيا الآن هي بلد محتل، محتل بالأمم المتحدة، وبمجلس الأمن، وبالقرارات الدولية، وبالفصل السابع، وبالقوات الأجنبية على أرضها، وسيادة ليبيا منتهكة، بل إنها بلا سيادة.ثالثا: ما يبدو في الظاهر أن هناك حراكا سياسيا وسلميا واجتماعات ولقاءات وخطط وخرائط طريق وحوارات الا ان الحقيقة ان الذين يحكمون في ليبيا والذين لديهم الكلمة العليا فيها هم الذين يمتلكون المال ويمتلكون السلاح.

رابعا: في عام 2011 عندما تدخل حلف شمال الاطلسي في ليبيا بالقوة العسكرية لاسقاط نظامها العتيد كانت قواته الجوية ترمي على الليبيين منشورات ورقية تحذيرية – وهنا رفعت أمام ستيفاني والحاضرين أحد تلك المنشورات- وقرأت ما جاء فيها: أنت لست نظيرا أو مكافئا لنظام الاسلحة المتفوقة والقوة الجوية لحلف شمال الاطلسي، مواصلتك في ما تعمل، سيكون سببا في موتك.

ثم أضفت ولمدة 8 أشهر ظلت قوات الناتو تدك ليبيا حتى أسقطت نظامها آنذاك، وعندما انهت مهمتها كانت فتحت على هذا الشعب أبواب الجحيم، وتركته فريسة للذئاب، وعطلت مشاريع التنمية فيه، واسقطته في قاع كل مناحي الحياة.

إن تلك القوة الرهيبة لحلف الناتو كان حريا بها أن تفعل ذلك اليوم مع هؤلاء الذين ورطوا بلادنا في عشرية مظلمة ولكنها وقفت تتفرج على الجرائم والمآسي التي ترتكب في حق الشعب الليبي.عندما تدخل الناتو بقواته الجهنمية ضد النظام السابق لم تكن هناك حروبا عسكرية في البلاد، ولم تكن هناك عصابات تهرب الوقود، ولا عصابات تتاجر بالبشر، ولا عصابات تتاجر بالاعضاء البشرية، ولم يكن هناك قتل على الهوية، ولم يكن هناك تعذيب بطرق وحشية، ولا خطف ولا ابتزاز، ولا اخفاء قسري، ولا مقابر جماعية، ولا افلات من العقاب، ولا نهب ممنهج لثروات البلاد من اموال ومعادن ثمينة، ولا اغتيالات ولا رشاوي سياسية.

في النظام السابق الذي اسقطه الناتو لم يكن هناك مهجرين ولا نازحين ولم تكن هناك مدن ليبية تم تدميرها، لكننا في هذه العشرية المرعبة رأينا كيف دمرت تاورغاء وبنغازي ودرنة وسرت وبني وليد والمشاشية وسبها وطرابلس وورشفانة، وبدرجات أقل من التدمير غريان والاصابعة وككلة وترهونة والشاطئ، وغيرها ورغم ذلك لم يتدخل الناتو بل ظل يتفرج على كل ذلك.

في تلك اللحظة تدخلت اصوات مشوشة من طرف الدكتور ناجي بركات تطالب بمقاطعتي وانهاء مداخلتي وتحتج على ارتفاع صوتي في حضرة ستيفاني وان هذا الكلام لايليق بهذا المقام ولا هذا الاجتماع، ما اضطر ادارة الجلسة ان تطلب مني التوقف وعدم اتمام مداخلتي، لكني أصريت على استكمال مابدأت، غير أني منعت من الاستمرار وطلب مني أن أقدم بقية مداخلتي بشكل مكتوب للبعثة وسوف يتم تدارسه.

بدا على ستيفاني شيئ من الانزعاج وقررت ان تنهي الاجتماع وتتوقف عن منح مزيد من الكلمات وأن تجيب على مداخلاتنا باللغة الانجليزية حيث تستطيع التعبير والاجابة بشكل افضل وأسهل على ما أثرناه من نقاط في هذا الاجتماع.بدات ستيفاني حديثها من حيث انتهيت أنا بقولها موجهة كلامها لي وللجميع اتفق معك أن ليبيا تعرضت للاحتلال من قبل عدة دول، وان كل هذه الدول التي اجتاحت ليبيا بالغزو بقت فيها، هذه هي الحقيقة،

وأضافت ان التاريخ سوف يحكم عن ما حدث في ليبيا عام 2011 بالتحديد.

ثم أجابت على سؤال أسعد زهيو بقولها: لقد كنت واضحة مع عبدالحميد الدبيبة في لقائي معه أنه اذا اراد الاستمرار في سباق الانتخابات الرئاسية عليه ان يتوقف عن ممارسة سلطته الحكومية ويتوقف عن استخدام اموال الليبيين في حملته الانتخابية، اما اذا اراد الاستمرار كرئيس للحكومة عليه ان ينسحب من سباق الرئاسة.

وعن ما انتهت اليه الاوضاع المسدودة الان قالت نحن لسنا في حاجة الى خارطة طريق جديدة، نحن لدينا خارطة طريق اتفقنا عليها في جينيف وسوف نستمر في تطبيقها، وأضافت أنا لن انتظر حتى يتم توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية في ليبيا، ولن انتظر حتى يتم اجلاء القوات الاجنبية والمرتزقة عن ليبيا ولن انتظر حتى يتم الاتفاق على دستور او قاعدة دستوريةللبلاد، وسوف نعمل بالتوازي مع كل ذلك في تنفيذ الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ليبيا.

واختتمت أنا معكم واريدكم ان تسمعوا صوتكم الى الجميع وان تصل مطالباتكم بتنظيم الانتخابات الى اقصى مدى.سألتها مشاكسا: وماذا ستفعلين للقوة القاهرة التي عطلت الانتخابات؟

نظرت الي وأخذت نفسا عميقا ونفخت أوداجها واطلقت زفيرا عميقا ولم تقدم أية اجابة.رفعت الجلسة، تناولت معطفي من علي الكرسي الجانبي وارتديته وخرجت من قاعة الاجتماع فيما كان عدد من الحضور يتحلقون حول ستيفاني يلتقطون معها اللقطات التذكارية…………………

ماذا حدث بعد ذلك مع ناجي بركات، ولماذا كان مستاءً من مداخلتي، وكيف رد أسعد زهيو عليه سأفرد له منشوري اللاحق.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :