انتهاء داعش في ليبيا .. لعدم وجود حاضنة اجتماعية له فيها

انتهاء داعش في ليبيا .. لعدم وجود حاضنة اجتماعية له فيها

بات مايعرف بتنظيم الدولة “داعش” في ليبيا في انهيار بعد العمليات القتالية الشرسة التي تخوضها القوات المسلحة ضده في كافة أرجاء البلاد، كما أن ساحات القتال شهدت مؤخراً تراجعًا ملحوظًا لعناصر التنظيم بعد مقتل العشرات من قيادات التنظيم وفرار البعض الآخر .

ويرجح سياسيين محليين وسياسيين عالميين أن “دولة الخلافة” التي أُعلن عنها قبل سنتين على شفا الانهيار في ليبيا، على خلفية نجاحات قوات الجيش الليبي، التي أعلنت الحرب ضد هذه الدولة المزعومة وأتباعها في أنحاء ليبيا.

ويرجع السبب في انهيار الدولة الإرهابية إلى عدم وجود حاضنة اجتماعية لها في ليبيا نظراً للأفكار والمعتقدات الخاطئة للتنظيم الذي أعلن تكفير الدولة بدأ من رئاسة الدولة وجيشها وبعض نشطائها.

تراجع ملحوظ

وقال مصدر عسكري  في عملية البنيان المرصوص، التابعة للمجلس الرئاسي المقترح أن العمليات القتالية ضد تنظيم داعش في سرت، شهدت تراجع ملحوظ مؤخرا، مؤكد أن الهدوء يسود مدينة سرت منذ يومين على كافة محاور القتال تتخللها بين الحين والآخر الضربات الجوية التي ينفذها سلاح الجو على بعض مواقع التنظيم.

وفي بنغازي أيضاً، يحرز الجيش الليبي تقدم كبير  حيث أنه يحاصر عناصر التنظيم في مناطق معينة بعد تراجعه أمام القوات المسلحة وتشديد الحصار على مقاتلي التنظيم وقطع خطوط الإمدادات عنهم بديلا عن المواجهات العسكرية.

وبدأت القوات المسلحة بتنفيذ خطط محكمة لمحاصرة التنظيم وقطع خطوط الإمداد  عليه خاصة من جهة البحر، وضرب أي تحركات في البحر خاصة الجرافات التي ينقل من خلالها الأسلحة والمقاتلين من مدينة سرت وصبراتة .

وحذرت دول غربية وعربية  من خطر انتقال عناصر من تنظيم داعش الإرهابي إلى تونس أو مصر، عندما تم طردهم من المناطق التي يحتلونها في ليبيا وخاصة سرت عبر الصحراء الليبية.

احتياطات من تدفق داعش

وبعد انسحاب داعش من آخر معاقله في مدينة سرت شمالي ليبيا، وفرار أفراده إلى المناطق الجنوبية الغربية من البلاد، تصاعدت مخاوف دول جوار ليبيا، لا سيما تونس والجزائر ومصر، من تسلل مسلحي التنظيم إليها عبر الحدود.

وبات مسلحو داعش محصورين في الآونة الأخيرة في قطاع ضيق في ليبيا، عقب إلحاق الهزيمة بهم في مدن الشمال الليبي، ومن بينها بنغازي وسرت، الأمر الذي قد يدفعهم إلى تصدير هجماتهم في محاولة لتفريغ الضغط عليهم.

وقد شرعت تونس في الآونة الأخيرة في بناء جدار عازل على الحدود مع ليبيا، بتأييد ودعم أمريكي، في حين تبني الجزائر حاليا سياجا على الحدود مع ليبيا في محاولة لمنع تسلل مسلحي داعش إلى أراضيها.

هشاشة حدودية

وأمام هذه الإجراءات المشددة من قبل تونس والجزائر، تبدو الحدود الليبية مع دول مثل تشاد والنيجر، ضعيفة من الناحية الأمنية، مما قد يدفع مسلحي داعش إلى استغلال هذه الثغرة الأمنية والتسلل إلى عبر حدود هاتين الدولتين.

إلا أن ثمة مخاوف غربية من تمركز أفراد التنظيم المتشدد في المناطق الجنوبية من ليبيا، واستخدامها قاعدة لأنشطته في القارة الأفريقية، وذلك بالتنسيق مع جماعات متشددة أخرى مثل بوكو حرام في نيجيريا.

أول عملية انتحارية

وأعلن تنظيم الدولة في ليبيا عن أول عملية انتحارية له والتي قام بها شخص تونسي ضد منتسبي الجيش في بوابة برسس شرق مدينة بنغازي نفذها في الثاني والعشرين من شهر ديسمبر في العام 2013 .

وشكلت هذه العملية الانتحارية تطوراً نوعياً في الصراع الأمني بين قوات الجيش والجماعات المتشددة في ليبيا في ظل حملة اغتيالات تعرضت لها شخصيات أمنية وسياسية وقضائية ودينية في بنغازي.

ومن أبرز العمليات التي نفذها التنظيم في شرق وغرب ليبيا والتي كانت آخرها في العاصمة طرابلس والتي أعلن التنظيم عن تبنيه للعملية بالقرب من مقرات حكومية في العاصمة الليبية طرابلس والتي لم تسفر عن سقوط ضحايا.

والغريب في الأمر أن أغلب العمليات التي أعلن عنها التنظيم كانت من تنفيذ أشخاص من جنسيات مختلفة وخاصة الأشخاص الذين يحملون الجنسيات التونسية والأفريقية من السودان ونيجيريا .

ونشرت العديد من اعترافات العناصر الإرهابية في القنوات الفضائية المسلحة تثبت أنه لا وجود للتفكير الإرهابي في ليبيا ولكن القيادات التي جاءت من خارج البلاد خططت لإقحام شباب البلاد في معارك ضد الدولة لنشر الفوضى والدمار أو بشراء الذمم بالمال أو عن طريق الاستفزاز  .

تجدر الإشارة إلى أنه تم تشكيل فرع تنظيم الدولة  في 13 نوفمبر عام 2014 ظهرت فيديوهات على الإنترنت تبين مجموعة من المسلحين في مدينة درنة يبايعون زعيم داعش المدعو أبوبكر البغدادي والذي أعلن على إثرها إنشاء ثلاثة فروع في ليبيا تابعة لدولة الخلافة المزعومة وهي ولاية برقة في الشرق، وولاية فزان في الصحراء جنوبا، وولاية طرابلس في الغرب.

وبعد التحقيقات مع بعض منتسبي المليشيات الإسلامية المتطرفة والذين تم القبض عليهم من الجنسية الليبية، اعترف العديد منهم أنهم اضطروا للانضمام إلى هذه الجماعات من أجل المال، والسلطة وليس للقتل والتفجير  .

المصدر / ليبيا 24

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :