بدء الموسم الاول لصالون متون الثقافي

بدء الموسم الاول لصالون متون الثقافي

  • فسانيا :: نيفين الهوني

تحت شعار ” عالمية الأدب ..الخطاب الإنسانيّ متجاوزاً العولمة الثقافية” و بحضور متنوع  و ثري لأساتذة الجامعة  والمهتمين بالشأن الثقافي والمتذوقين لفنون الابداع  مثل د. عبد المطلوب الطبولي ..أستاذ النقد والأدب الحديث وعميد سابق لكلية الآداب ،أ .د. محمد رقص ..أستاذ علم اللغة والنطق بقسم اللغة الإنجليزية ،د. خالد الزغيبي ..أستاذ فلسفة القانون بجامعة بنغازي ،أ. زينب القنيدي ..أستاذة الأدب والنقد بجامعة بنغازي ،أ. مريم حجل .. أستاذة الأدب الحديث ، أ. حازم الفرجاني عضو هيئة تدريس بالجامعة و عضو مؤسس في منظمة بنغازي الأمل و منظمة أركنو للفنون ، م .مفتاح الجشمي رئيس قطاع الزراعة وفنان التصوير الفوتوغرافي ، أستاذة نجية قنيدي أستاذة الموسيقى وعضو مجموعة هارموني  للموسيقى ، م. خليل بن اسماعيل فنان التصوير الفوتوغرافي ، الشاعر والسيناريست توفيق قادربوه ، القاص والروائي محمد الزروق ، الشاعرة  أ. أمينة بن عامر مؤلفة كتاب ” حميدة العنيزي ” إلتئمت الجلسة الاولى لصالون متون الثقافي حيث كان موضوع الجلسة الأولى هو التقاء الحضارات واتصالها ببعضها  ..وتمكين الثقافات المختلفة من التواصل والتمازج ..عن طريق عالمية الأدب بإدارة الشاعرة غادة البشاري التي قالت لصحيفة فسانيا عن بدء الموسم الاول للصالون وعن جلسته الاولى : أردنا له أن يكون منبرا فاعلا لصفوة العلماء والأدباء ،ورواقاً خصباً لتفعيل حالة الحوار المعرفي وتطوير المشهد الثقافي في بلادنا ..وقد كان بحمدالله فقد جاءت جلسته الافتتاحية لتبهرنا بتجلي الفكرة الرائدة في رواق علميّ أثيل، و تذيع عبق الحوار الأدبي الرفيع نجوعاً وطلاوةً ،وكان عنوان الجلسة” عالمية الأدب ..الخطاب الإنسانيّ متجاوزاً العولمة الثقافية بحضور مائز ممن حرصوا على المساهمة في تشكيل مناخ معرفي ثقافي ،يعيد دور الأدب و روح المعرفة في تثقيف مجتمعنا، وإيصال رسائل الإبداع الإنسانية وقد ادرت الجلسة في شكل سؤال وجواب على النحو التالي :العالمية ..هو مصطلح أخرجه للوجود الكاتب الألماني يوهان جوته في القرن التاسع عشر ..حين ذكره في عدة مقالات له كانت تحكي عن شغفه وإعجابه بالروايات الصينية والفارسية ..

فلسفة :* لو اردنا تعريف العالمية ارتقاء أدب ما كليا او حزئيا إلى مستوى الاعتراف العالمي العام بعظمته وفائدته خارج حدود لغته وجغرافيته 

* في مقال للبروفيسور  العراقي عبد الرضا علي بروفيسور الأدب والنقد المعروف  يقول  ” إن عالمية الأدب تقتضي مقاومة العولمة الثقافية ” …ه هنا علينا ان نقف قليلا عند مصطلحي العالمية والعولمة و نتلمس المدى المحيط لكل منهما ، و إلى أي شيء يمكننا أن نعزي الخلط الذي حدث ويحدث بينهما

والسؤال موجه للدكتور خالد الزغيبي دكتور الفلسفة القانونية بجامعة بنغازي

(هناك خلط سائد بين مفهوم العولمة وووظيفتها ، ونحن نرحب بالعولمة التي هي خدمة للإنسانية، ليس في إطارها الأيدلوجي الذي يحتمل بشكل أو بآخر فكرة الهيمنة أو فرض الآخر ،لذلك ظهر فريق في العصر الحديث يحاول أن يؤسس لإفراغ هذه المقولة من إيدلوجيتها وتفعيلها على مدى المعرفة الإنسانية، وهناك تيار ثقافي يسعى إلى ذلك بقوة ، أما فكرة العالمية فهي مهمة جدا وخاصة في الأدب وعلينا أن نميز بينها وبين العولمة )

* يقول الشاعر الكبير واسيني الأعرج ( النص العالمي هو النص الذي حقق شيئا من الإتساع وأصبح جزءا من الذاكرة الإنسانية )  فهل يمكننا وضع عناصر أساسية مكونة لديمومة النص وعالميته ؟ ..أو بشكل آخر كيف يصبح الخطاب الإبداعي عاملاً فاعلاً في تشكيل المناخ الأدبي العالمي ؟

وقد كان السؤال موجه للدكتور عبد المطلوب الطبولي دكتور الأدب والنقد في جامعة بنغازي الذي اجاب

(العالمية مفهوم غامض وفضفاض إلى حد كبير ،يعتقد البعض أن الأدب مجرد أن يترجم إلى لغات أخرى يكتسب سمة العالمية وهذا وهم ، فالعالمية أعمق من ذلك بكثير .إن قوة إبداع الأدب

هي التي تكسبه المقدرة على تقديم مضامينه بطريقة مبتكرة ومميزة، وهذا ما يعطي تميزاً للنص وسمات خاصة إنسانية، تتجاوب معها البشر في كل مكان ،وهذه المحلية او الخصوصية لابد ان ترتقي إلى المستوى الإبداعي الذي يلقى رواجا لدى الإنسان بشكل عام )

* المبدأ العام لسحر التأثير النصي وتقبله عالميا يتألف من مزيج من التوتر والإدهاش و الخروج عن المألوف وتفجير الكلمة والتلاعب بمستويات الوعي …فهل هذا كافياً ليرتقي إلى مِنصة العالمية أم أن اللغة كونها أهم مقومات عالمية الأدب تعتبر الخطوة الأساسية للعالمية ..اقصد هنا عند ترجمة النص هل يجب  ان يكون المترجم على معرفة كاملة بلغة المصدر ؟ …وهل الدول التي وقعت تحت سيطرة الاستعمار وأكسبها لغته و ثقافته هي الأقرب للعالمية ؟

السؤال موجه للبروفيسور محمد رقص أستاذ علم اللغة والنطق بجامعة بنغازي وقد قال :

( لو نظرنا إلى الآداب في العالم نجدها ترتكز على مفهوم واحد و أركان أساسية واحدة كالكناية والتشبيه والاستعارات ،فهل هذا من باب الصدفة أو من باب تبادل الثقافات أم هي نتيجة أصول فطرية في التكوين الإنساني ؟

نحن نولد بسليقة واستعداد أدبي وهناك من ينميه وهناك من يتجاهله ، إذن لابد من البحث بدقة فيما نولد به، وأن لا نترجم أي جملة بمفهومها السطحي بل بالتعمق ومعرفة كيف انبثقت هذه الجملة .. حيث لا يمكننا ان نتكلم عن العمل الأدبي من الجهة الظاهرة فقط ،أو من كيفية اختلاف أديب عن الآخر  وإنما علينا ان ننظر للفطرة والقاسم المشترك بين الأدباء في العالم ..ولذلك النظرية العالمية للغة تشترك فيها كل لغات البشر ال 7500 لغة باعتبارها لهجات وليست اللغة الرسمية، لأن اللغة الرسمية تكتسب لا تولد بالفطرة )

وقد عقب الدكتور عبد المطلوب ( إن الترجمة وسيط مهم جدا في تأثير أدب أمة على أمة أخرى ،ولها تأثير كبير في رواج المنتج الأدبي والدليل على ذلك ترجمة رباعيات الشاعر الفارسي عمر الخيام إلى الإنجليزية هي التي أذاعت انتشار هذا الكاتب ،الذي لم يأبه به في الأدب الفارسي إلا بعد ترجمته ،كذلك قصص ألف ليلة وليلة لم يهتم بها إلا بعد ترجمتها إلى الفرنسية والأوربية ،وكذلك الحال في المقامات عند ترجمتها إلى الإسبانية )

وعند سؤال البروفيسور رقص عن ما إذا كانت الترجمة الصحيحة قد ترتقي بمستوى المنجز الأدبي إلى العالمية و كذلك يمكن للترجمة الخاطئة أن تجعله مهملاً على الأرفف ؟ فقال : أنا لا أؤمن بترجمة صحيحة أو ترجمة خطأ ،أؤمن فقط بالموجود وغير الموجود ، لأن الأمر هنا نسبيّ ، ما نعنقده صحيحا يمكن عند الآخر خطأ ،ولذلك الترجمة يجب أن تسبر أغوار النص بكل ما فيه )

* في جولة قام بها المستشرق الفرنسي المعاصر « شارل بيلا » في عدد من الأقطار العربية, سأله أديب صحافي : أيهما تقرأ الأدب العربى القديم أم الحديث ؟ فأجاب : بل أقرأ الأدب العربى القديم وحده, فسأله الصحافي الأديب : ولماذا لا تقرأ الأدب العربى الحديث ؟ فأجاب « بيلا » : لأنه أدب أوربي مكتوب باللغة العربية !

* هنا نستطيع ان نقول ان حركة الأدب الحديث افتقدت لقيمة الخصوصية والأصالة ..تلك التي تمنح الأدب تميزه وفرادته وتجعل منه إضافة وعنصراً مهما لتطوير الأدب العالمي  ..فهل جهل الأديب العربي بهاذين المدخلين المهمين للعالمية و محاولة تقمص الحياة الأوربية وتقليدها هو سبب جوهري في فقدانه سمة العالمية ؟

السؤال موجه لأستاذة الأدب والنقد زينب قنيدي

( لابد من ربط العالمية بعلم الأدب ، هذا العلم الذي يبحث في الأدبية ، ما الأدبية ؟ وأين تكمن الأدبية في العمل الأدبي ؟.. وما الذي يضيفه هذا النص للأدب كي نحكم عليه أنه أدبي ؟

لنعتبر الخصوصية -التي تعد قيمة الانتماء-هي الأهم للعالمية، وهناك قول قديم يقول ” أن الخصوصية أقصر طريق إلى العالمية ” فمثلا روايات نجيب محفوظ كأنك ترى فيها شوارع وأزقة القاهرة بكل تفاصيلها وملامح ساكنيها .. ثم من بعد ذلك تنطلق الإنسانية – التي هي البحث المشترك بين الشعوب – من هذه الخصوصية .

ثم أن المعاني المشتركة بين البشر هي التي ولدت الإحساس المشترك بينهم وساعدت على فهم الآخر دون حتى استخدام اللغة )

الشاعر توفيق قادروه قال :بالنسبة للعالمية فكما يقولون أن العالمية هي إغراق في المحلية ،والمحلية إغراق في الذات ، أما عن الجوائز فتعتمد على الحس الذاتي للجنة أو المحكمين وبالتالي ليس كل من تحصل على جائزة هو جيد ويستحق العالمية  ،و أكد كذلك على أن رأس المال يلعب لعبته في انتشار الأدب وذيوعه )

و دار حديث ودي في نهاية الجلسة بين الضيوف عن أهمية ترجمة الأدب الشعبي وإدراجه في الدراسة المنهجية ، باعتباره داعما مهما للمحافظة على اللغة ، وكذاك كونه عبارة عن سرد لكل ما يحدث مع الإنسان في يومه أو حتى ما يفكر به ) وقد أشاد الحضور بفكرة الصالون في التواصل المعرفي والأدبي ،وقرروا التشاور للإتفاق على عنوان جديد للجلسة القادمة في نهاية شهر 12 بإذن الله شكراً عميقاً لكل الحضور و شكر خاص لمطعم الخشمي لاحتضانه الجلسة الأولى للصالون وكرم الضيافة وشكرا أيضا للفنانين خليل بن اسماعيل ومفتاح الخشمي على هذه الالتقاطات الرائعة

والام الرائعة الشاعرة  أ. أمينة بن عامر والتي أندت على الجلسة بأبيات ماتعة من قصائدها

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :