نيفين الهوني
1
كنت كلما لاقيتُك.. أطوفُ في عينيك ولا أبلغ أقصى الأماني.. تعيدني النظراتٌ الثملة شوقًا إلي ربيع العمر في وطن الخريف.. فتورقُ براعمَ الوله المنتظِر مجيئك. لأعيشهُ مرتين وربما لمرات أُخَر؟!
2
وفي صباحات الخريف الوحيدة.. ليس لي غير أن أحتفي بمجيء رسالتك بمفردي.. وأمارس معها طقوسنا اليومية دونك.. أرتب اشياءك وأولوياتك.. المواقع الرسمية وقائمة الأخبار.. العاجل وما يستحق الانتظار.. وبيانات الشجب والتنديد وغزة التي تحت الحصار.. أحضر منفضة السجائر الفارغة الا من رماد أحلامي بك في الأمس.. من غرفة النوم.. أضعها على الطاولة.. وبعض أوراقك المهمة والكتبْ.. ثم أجالس فنجان قهوتك المرة.. سائلة إياها.. أتراه سينهي يومه معي أم سيؤجلني للمساءات القادمة؟!
3
ووسط الظنون الحائرة.. نتساءل كل فجر عن أحبة تساقطوا على امتداد الخريف.. وتركونا ورائهم نلملم حطب الحنين.. لنشعل في ليالي الشتاء الطويلة.. مواقد اللقاء فنصهر فيها تواقيت الغياب.. ونحقق أحلاما أوقدنا لها شموع العمر.. لكنها أطفأتنا.. وتهاوت برداً في مدارات الغربة.
4
الذين خلدتهم في دفاتر الخريف بدمي.. سأخرجهم من مسامي.. مثل شعيرات نامية.. بعد لقاء شهري مقدس.. سأسقطهم في نهاراته العاصفة.. كأوراق فاجئها الخريف.. في الشجر المزدهر وأمضي.٠٠
5
وفي ليالي الخريف.. تنساب الكلمات من معطف القلب.. مشرعة أبواب حجراته الحزينة.. فيرتجف وتيني مهزوما.. من صقيع الانتظار.