محمد أمين بن علي
إلى الأطباء شهداء المقاومة الفلسطينية
الموت.. حين يحين الموت.. تمرينُ
و كلنا. دون تمييز.. قرابينُ
سكّينُنا مذ وُلدنا فوق رقْبتنا
ما همّنا حين تدمينا السكاكينُ
نخيط جرح بلاد كلّما نزفتْ
و جرحنا ما له في الطبّ تدوينُ
كنا صغارا.. نربّي الموت في دمنا
فاستأنستهُ مع الوقت الشرايينُ
تعدّ للموت في أعصابنا كفناً
و كل يوم لنا في الروح تأبينُ
لا بأس يا موت.. حاول أن تعود غدا
خانتك في شغلك اليوم القوانينُ
الذنب ليس سوى في طين صنْعَتِنا
و كيف يفصح عن أخطائه الطين؟
لقد وُلدنا بلا خوف.. جبابرة
تفرّ منا إلى الله الشياطينُ
الموت يسكن في فنجان قهوتنا
فكيف تطرده منها الفناحينُ؟
مرضى.. نعم.. نحن.. بالموت اللذيذ.. بنا..
جدّا.. مهوسون بالدنيا.. مجانينُ
نقيم في الموت أصلا.. لا بيوت لنا
و ليس تشبهنا الا البراكينُ
تنام مليون عام غير آبهة
و تستفيق على أوجاع من هينوا
نعم نموت.. و تتلو موتنا حِمَمٌ
نعم.. نموت لكي تحيا فلسطينُ