• مفتاح العلواني

إذا كنت شاعراً حقيقياً أو روائياً أو قاصاً أو أديباً حقاً.. تعيش نصوصك التي تكتبها وتمنحها نفسك.. فلن يهمك بعدها إذا نسوا اسمك في قائمةٍ ما.. أو تجاهلوك في محفل أدبي دون دعوة..أو حاولوا التقليل من شأنك بمدح أعدائك عن قصد.. أو أو وصفوك بالواعد رغم أنك تقترب من نصف قرن.. لن يضايقك أن أحدهم نشر معجماً عن شعراء بلدك ولم يذكرك.. أو أن أحدهم يصفق لك في منشور ويأكل لحمك هناك في الخاص مع جميلةٍ ما.. وسوف تواصل الكتابة كما بدأتها أول مرة.. لن تنتظر مديح المجاملين.. ولا شكر الذين يحاولون خلق الفجوات الثقافية بتملقهم.. وأيضاً لن تستفزك المعارك الضارية بين أدباء بلدك للجلوس على منصة التتويج.. ولا محاولات بعضهم أن يكون عرّاب الكل وأستاذهم الأول.إذا كنت كاتباً.. ستبحث عن العزلة.. تلك التي تصلح أن تكون مكاناً جيداً للكتابة بعيداً عن ضجيج الكذب والنفاق.. وستكتب نصك لأنك تريد أن تتنفس من خلاله فقط.. ولأن الكتابة عندك ليست حرفةً تدر المال أو الشهرة.. بقدر ما هي طبع فيك لا يمكنك الحياة من دونه.. وستحاول العيش كدرويش يحتفي بنقاء قلبه.. ولا يهم بعدها نسيانك.