بعيدا عن العواطف من انتصر ومن هُزم في غزة ؟

بعيدا عن العواطف من انتصر ومن هُزم في غزة ؟

  • عبدالرحمن شلقم

توقف اطلاق النار بين حماس واسرائيل بعد جولة دموية رابعة بين الطرفين . الضحايا في غزة قرابة250 ودمار واسع في المباني والبنية التحتية . وخسارة اسرائيل في البشر 12 شخصا . المعركة بين شريط ضيق يُجمع العالم على أنه اكبر معسكر للاعتقال الجماعي في العالم . يعاني من نقص حاد في الخدمات الصحية والغذاء وتبلغ نسبة البطالة به أكثر من ستين بالمئة ، وبين اكبر ترسانة عسكرية في الشرق الاوسط. يقول البعض ان حركة حماس حركة دينية اسلامية يمينية متطرفة مدعومة من ايران .

(حماس ) اسمها اختصار ، لحركة مقاومة اسلامية ، فهي لاتنكر هويتها ، وبالمقابل فحكومة بنيامين نتنياهو ، حكومة ( يهودية ) يمينية دينية متطرفة واصدرت قانون ينص على ان اسرائيل دولة لليهود فقط وكل من هو ليس يهوديا ليس مواطنا بها وان حمل هويتها الرسمية . ما علاقة حماس بايران ؟ ادعي انني من اكثر من عرف ايران وحكامها وفقهائها . زرتها خمس مرات وكنت رئيس الجانب الليبي في اللجنة الليبية الايرانية المشتركة . حماس تتخد من المسجد الأقصى شعارا لها ، ولكن فقهاء الشيعة يقولون ، ان المسجد الذي أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ليس في القدس وإنما في السماء الرابعة وأن كربلاء والنجف بالعراق اكثر قدسية من المسجد الاقصى .ايران اليوم تتحرك بدافع وجودها في مجالها الحيوي في المنطقة وتستعمل قوى معينة وكل طرف له حساباته التكتيكية والاستراتيجية .نعيد السؤال ، من ربح ومن خسر في جولة المواجهة الأخيرة . افيدور ليبرمان الصهيوني المتطرف زعيم حزب اسرائيل بيتنا قال : لقد خسر نتنياهو المعركة مع حماس التي وصلت صواريخها الى كل مدن اسرائيل ، فماذا سنفعل مع صواريخ حزب الله وايران . قانز وزير الدفاع الاسرائيلي قال : لقد خسر نتنياهو الحرب فحماس مازالت موجودة وبقوة في غزة ولم يستطع نتنياهو احتلالها وازالة حماس من الوجود . ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق

قال : نتنياهو قاتل حماس لحساباته السياسية والهروب من المحاكمة والسجن ولا حل للصراع الا باقامة الدولة الفلسطينية ، نتنياهو في مؤتمره الصحفي اليوم عاد للحديث عن وعد بلفور !! . مصر اعلنت أنها قررت دفع 500 مليون دولار لإعادة اعمار غزة . هل اتخدت مصر هذا القرار دون حسابات للقادم ؟ . وزراء خارجية عدد من الدول الاوربية ، اعلنوا عن ضرورة التعامل مع حركة حماس كقوة فاعلة على الأرض . تآكل دور السلطة الوطنية في رام الله فلسطينيا ودوليا .

تحرك فلسينيي الداخل لاول مرة في تناغم مع اخوتهم في غزة والضفة الغربية . حراك الفلسطينيين في المسجد الاقصى والشيخ جراح لم يتوقف بعد وقف اطلاق النار . حسابات النصر والهزيمة ليس لها مقياس ترمومتري زئبقي يحسب درجتها ، لكن معيار الحالة التي نقف عندها اليوم من نوع آخر .

ستبدأ جولة سياسية دولية جديدة في محاولة للاجابة على اسئلة طرحتها تطورات الايام الدامية الأخيرة وسيكون للولايات المتحدة الامريكية ومصر والاردن وروسيا دور هام فيها وسيكون لحركة حماس وجود في هذا الخضم الجديد وسيتراجع وجود حكومة رام الله . المعارك الدامية ليست مباراة كرة قدم تحسب نتائجها بما يدخل في الشباك من اهداف .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :