الحقيقة الضائعة

الحقيقة الضائعة

بقلم :: سالم البرغوثي

ﻻ احد يريد المجاهرة بالحقيقة .الحقيقة التي تجمع كل الواجهات السياسية في خانة الباحثين عن دور في ركام الدولة الفاشلة كمن يضاجع أنثى روحها معلقة بين السماء واﻻرض
ﻻ احد يريد أن يقول أن المفتي أخطأ حتى سال الدم و أن عقيلة صالح أرتكب حماقات أغلقت ابواب الحل و أن حفتر يريد التضحية بكل الليبيين على طريقة صدام حسين.وأن السراج يريد الثأر لنفسه من الذين رفضوا الحوار معه بطريقة سمجة ﻻ تليق برئيس الرئاسي و أن السويحلي يرى أن مجلس الدولة محطته اﻻخيرة للوصول إلى رئاسة الدولة.
ﻻ احد يريد أن ينال اﻻخر من رموزه .فالخطوط الحمراء أكثر من المحللين السياسيين و بوابات اﻻستقاف وأقل بقليل من مطبات الطرق العامة.
أﻻ ينبغي أن تتوقف الحرب .أﻻينبغي أن نجمع كل بياناتنا وإتفاقاتنا  السابقة والﻻحقة ونلقي بها في النار.
أﻻ ينبغي أن نستبدل طاوﻻت الحوار المبحرة خلف المتوسط بطاولة واحدة صناعة وطنية وهواجس وطنية ورؤى وطنية وإحساس وطني ونبتعد عن المشاريع ذات العناوين اﻻقليمية والدولية.
أﻻ ينبغي أن يعترف اﻻخوان المسلمون بأنهم ادخلونا في متاهة وانقلبوا على التوافق وعليهم أن يقتدوا بالنهضة في تونس وأن يدركوا أن الله رفع السماء ووضع الميزان .أﻻ تطغوا في الميزان.
أﻻ ينبغي أن يعرف السلفيون أننا لسنا كفرة وأننا سلفيون بالفطرة وأن اي مشروع حداثي لن يتعارض مع الدين وأنه ﻻيليق بنا في اﻻلفية الثالثة أن نركب البغال ونقضي حاجتنا في الخﻻء وأن المرأة كائن حي مؤثر فاعل ولها حقوق وعليها واجبات وليست جارية في مضاربنا.
أﻻ ينبغي على القبائل التي صنفناها ظلما شريفة وغير شريفة أنها ليست مشروع لتدوير الماضي بوثائق العهود والمبايعة الزائفة وأن شرفها أن تدعو للسلم اﻻهلي وتحافظ على تماسك النسيج اﻻجتماعي لبناء دولة المواطنة.
أﻻ ينبغي على المدن المنتصرة وهما والظالمة ﻻهلها والمهجرة ﻻبناء عمومتها والمحتمية بالسﻻح .أن اﻻرض تضيق بما رحبت وأن هذا السﻻح يشيخ ويتخاذل ويجبن وﻻسند شرعي له.
أﻻ ينبغي على المدن المهزومة والمظلومة والجريحة والمهجرة قصرا أن الثأر ﻻ يولد إﻻ الثأر وأن معظم النار من مستصغر الشرر وأنه ﻻبديل عن العدالة اﻻنتقالية طال الزمن أم قصر
أﻻ ينبغي أن نقيم حجم الدمار الذي خلفته الحروب وحجم الثروات التي بددناها على الجرحى واﻻطراف الصناعية والتعويضات وعلى الثكالى واﻻرامل وعلى المؤتمرات بالخارج بدل ان ننفقها على التنمية ومشاريع البناء واﻻعمار .
أﻻ ينبغي أن نلتفت لجنوبنا الضائع والمشتت والمهمش بكنوزه وثرواته وطاقته الشمسية المتروك للمشاريع الدولية تقطع اوصاله وتفتت نسيجه اﻻجتماعي والديموغرافي وتقسيمه
إن إحلال السلام في ليبيا ليس صعبا الصعوبة تكمن في العقول التي تريده على مقاسها وبوصلتها.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :