عثمان البوسيفي
في جيبك 2 دينار بالكاد تعود بك إلى بيتك في مواصلات متهالكة يقودها في الأغلب شباب مستهتر لا يهتم أبدا بحقك في عودة هادئة إلى سجنك الصغير الواقع في السجن الكبير . تفكيرك لا يتوقف عن كيفية جلب النقود إلى جيبك الذي بات خاويا في بلاد خاوية . الأسعار نارية طبق البيض الذي نسميه (الدحي) وصل إلى 15 دينارا وبالتأكيد خارج العاصمة أكثر مما هو هنا والسؤال يركض بسرعة كم سوف يصير ثمنه في الشتاء حين يعود الصغار إلى المدارس البائسة التي لا تملك غير الاسم فقط . حمل ثقيل ينتظر الآباء الحالمين أن تزداد قيمة مرتباتهم علهم يتمكنون من سد بعض احتياجات الصفار الذين لا يعرفون أن الدينار فقد قيمته كما هو الإنسان وهم يشاهدون الحياة المرفهة في بلدان مثل بلدانهم تملك الذهب الأسود .
الارتفاع في الأسعار لم ينل البيض فقط فقد صار كل شيء قابل للزيادة في ظل غياب تام للأجهزة الموكل إليها حماية المواطن من تلك التماسيح القذرة التي لن تترك شيئا لم تلتهمه . حلم البسطاء أن يزيد سعر برميل النفط لربما عادت الأسعار إلى وضع يمكن من خلاله أن يعيش المواطن حياة شبه آدمية في بقعة صارت فيها الحياة حيوانية .
قد يقول قائل ما جدوى الكتابة في ظل حكومة ولدت ميتة لا تملك المال وإن ملكته أضاعته في لمح البصر وشعب في حالة موت سريري هو في الحقيقية ميت وإن كان يسير على قدميه ويركب سيارات متهالكة أتت من البر الأوروبي رغم أنف القانون والمحافظة على البيئة وإن كان البعض لم يعد قادرا على الوصول إليها فحلمه كيف يسد رمقه ورمق صغاره الذين ذنبهم الوحيد أنهم ولدوا هنا وكيف يمنحهم ورقة توت تستر عوراتهم فيما الحكام الجدد يرتدون المعاطف الأوروبية .
الكتابة ممارسة حقيقية لنقل صورة صغيرة من واقع بائس لا نملك نحن أصحاب الأقلام إلا الكتابة عنه فقط فالبندقية يضع فوهتها كائن مجنون في أذني وقد يضغط على الزناد متى أراد فأنا رقم في دولة الأرقام الوطنية التي تباع على ناصية الشارع.