لماذا لا يحكمنا الشباب ؟

لماذا لا يحكمنا الشباب ؟

  • سالم أبوظهير

في ظل غياب أو قصور وفشل مؤسسات الدولة، لتحقيق مطالب أفرادها وتلبية احتياجاتهم ، تبرز الحاجة الشديدة لتفعيل أداء ثلاثة أركان مهمة ، (تفاعل- تطوع – حوار) ومن خلال هذه الأركان المهمة، يمكننا نشر ثقافة المشاركة المجتمعية بين قطاع شبابنا لحثهم، (وبشكل طوعي) على ممارسة أدوارهم الاجتماعية والسياسية في مجتمعهم .

ونحن على مشارف خوض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في عموم البلاد، فالمشاركة الاجتماعية والسياسية للشباب بشكل أخص ، يمثل خطوة مهمة جداً لتوعية شبابنا بضرورة أخذ زمام المبادرة ، ودفعهم بكافة الوسائل المشروعة والمتاحة للتعبير عن أنفسهم وآرائهم بكل حرية ، عبر إنشاء تشكيلات حزبية جديدة ، أو الانضمام كأفراد ، أو عبر التواجد في منظمات المجتمع المدني المختلفة.

هذه التشكيلات الحزبية ، والمنظمات المدنية ، هي قنوات مهمة جداً يجب تشجيع شبابنا ،ودفعهم بكل الوسائل ، لينضموا إليها بما يتفق ومبادئهم السياسية والاجتماعية والأخلاقية، بما يتفق مع ثوابت مجتمعنا ،ولا يتعارض مع العرف ومع نصوص القوانين المكتوبة، التي يجب أن ننمي لدى شبابنا احترام هذه النصوص والتقيد بأحكامها.

وأفترض أن مجتمعنا شبابي خالص ، ويشكل فيه الشباب المتعلم الطموح نسبا عالية ، تفرض نفسها، وتدعونا لاحترامها والتعامل معها، ومنحها الصفوف الأولى، لتقف أمام صندوق الانتخابات كناخبين ، أو منتخبين ، تماما كما فعلنا بهم عندما أجبرناهم، ليكونوا في مقدمة الصفوف أمام صناديق الذخيرة ، وتحولوا إلى مقاتلين مهاجمين ومدافعين.

أفترض ذلك فرضاً، دون أن أملك دليلاً يثبت صحة ما افترضت، في أن عدد الشباب في بلادنا، يشكل نسبا أكبر من باقي الفئات العمرية، وأجزم أن صانعي القرار في البلاد عند رسمهم لسياسات البلاد، لايملكون إلا الجزم والافتراض في معنى كل (بحسب قدرته ) في التخمين والتقدير والتقريب ، ليقرر مايناسبنا على وجه التخمين.

وذلك كله بسبب اختفاء منظومة العد عندنا (ولسنوات طويلة) ، هذه المنظومة التي نحتاجها ، بل وفي أمس الحاجة إليها في هذه الأيام ،وبلادنا تستعد لتختار من يحكمها، فحساب عدد الناخبين والمنتخبين ومعرفة فئاتهم وشرائحهم و توجهاتهم وميولهم، وتحويلها إلى أرقام صحيحة لا تزوير ولا تدليس، ضرورة ملحة.

نحن في أمس الحاجة لشبابنا هذه الأيام، لابد أن ننمي فيهم روح المشاركة المجتمعية ، القائمة والمبنية على أسس التطوع والتفاعل والحوار، لابد أن ندفع بهم ونتواصل معهم ، ونطور لديهم ملكة الحوار والاعتراف بالرأي الآخر المختلف ، واحترام هذا الاختلاف، نحن نحتاج بشدة لقدرات شبابنا ، وشبابنا في أمس الحاجة ليثبت قدراته وجدارته فينتزعها انتزاعاً بقوة القدرة وبالحجة والدليل. لابد أن يحكمنا الشباب الواعي المتعلم، الشباب المؤمن بقدراته وإمكانياته ، الشباب الطموح الذي يتعلم من أخطائه فيتجاوزها ولا يكررها، فليس من الحكمة ولا من العقل شيء في تجاهل قدرات الشباب السياسية ، وفي عدم منحهم الفرصة السياسية الكاملة ، فهذا فيه ظلم وفيه غبن كبير .

لا..(لا وأكرر لا ) للدفع بخيرة شبابنا ليمسكوا البنادق والرشاشات ،ويكونوا وقوداً لنيران حروب مستعرة ، مات فيها من مات ، وتعوق من تعوق ، ليأتي من بلغ من العمر خريفاٌ ، ليقصي كل هذه التضحيات، فيحكمنا باسمهم ومستنداً على تضحياتهم .. ونعم أكررها آلاف المرات نعم لننقل شبابنا من مسبة نعتهم (بالمليشيات)، ولنمنحنهم الفرصة الكاملة وزيادة ليمارسوا أدوارهم المنوطة بهم في الحياة السياسية، كما فعلنا عندما دفعنا بهم لميادين القتال ومرة أخرى نعم ليحكمنا الشباب.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :