تتخوف الأوساط الليبية هذه الأيام من اندلاع اشتباكات بين الجيش الوطني و حرس المنشآت النفطية بقيادة ابراهيم الجضران.
وتعززت هذه المخاوف على وقع إرسال الجيش لتعزيزات كبيرة مكونة من سيارات دفع رباعي و مدرعات و قوات مشاة متجهة نحو الجنوب ومناطق في الشرق.
ورغم ما قاله العميد مفتاح شقلوف في فيديو نشره المكتب الإعلامي للقيادة العامة للجيش الليبي، بأن هذه التعزيزات ستذهب لمناطق أوجلة و جالو و البريقة و رأس لانوف وتأتي في إطار مزيد تعزيز الأمن في هذه المناطق، إلا أن متابعين اعتبروا توجه الجيش لهذه المناطق تحسبا لهجوم متوقع من قبل حرس المنشآت النفطية، ذلك أن كل هذه المناطق تحتوي على منشآت حيوية.
ولا يستبعد مراقبون هجوما مرتقبا لحرس المنشآت النفطية على تمركزات للجيش الوطني، توقعات تزداد حدتها على وقع التصريحات المتتالية لحرس المنشآت المتوعدة باستهداف الجيش، كان آخرها قبل نحو أسبوعين بعد أن استهدف الجيش تمركزات لهم جنوب أجدابيا بعد الهجوم الذي شنته جماعة ما يعرف بسرايا الدفاع عن بنغازي.
ولئن لم يصرح الجيش بشكل مباشر بوجود علاقة أو تحالف بين آمر حرس المنشآت النفطية إبراهيم الجضران والجماعات الإرهابية، إلا أن محللين ربطوا بين الضربة التي نفذها الجيش على مواقع للحرس جنوب أجدابيا، وما قاله الناطق الرسمي باسم الجيش أحمد المسماري غداة الهجوم الذي استهدف تمركزاتهم جنوب بنغازي من قبل ما يعرف بسرايا الدفاع عن بنغازي،حيث قال إن هذه هناك قوات متواطئة مع هذه الجماعات ولم تتصدى لها أثناء هجومها على تمركزاتهم.
وكانت جماعة ما يعرف بسرايا الدفاع عن بنغازي قد شنت منتصف الشهر الماضي هجوما على تمركزات للجيش جنوب مدينة أجدابيا.
وتشكل هذا الفصيل المسلح مطلع الشهر الجاري على أنقاض الجماعات الإرهابية التي كانت تسيطر على مدينة بنغازي بعد أن طردها الجيش منها لتتمركز بمنطقة الجفرة جنوب البلاد، وتوعدت قيادات هذه المجموعة بالسيطرة على بنغازي مرة أخرى متوعدة بقتل الفريق أول خليفة حفتر.
ورغم ما تروج له هذه المجموعة لأنها لا تتبع أي تنظيم داخل ليبيا أو خارجها، إلا أنها أعلنت أن مرجعيتها دار الإفتاء في طرابلس التي يترأسها المفتي المعزول الصادق الغرياني المحسوب على الجماعة الليبية المقاتلة التي تتبنى فكر تنظيم القاعدة، و الذي لم يتوان في مرات كثيرة عن إهدار دم الفريق خليفة حفتر و منتسبي الجيش الوطني الليبي.
كما أن أعضاء بالمجلس الرئاسي الليبي المنبثق عن اتفاق الصخيرات ومن بينهم محمد العماري يدعمون هذا الفصيل المسلح، حيث سبق للأخير أن نشر بيانا عبر فيه عن استيائه بعد أن أصدر المجلس الرئاسي بيانا وصف فيه هذه المجموعات بالإرهابية مشيدا بجهود الجيش الليبي الرامية للقضاء على الإرهاب.
و بغض النظر عما إذا كان هناك تحالف بين الجضران و هذه المجموعات، إلا أن تواجدها هناك سيكون مما لا شك فيه عائقا أمام قوات الجيش في صورة ما اشتبكت مع حرس المنشآت النفطية. وفي هذا السياق قال المحلل عيسى عبدالقيوم في تصريح لبوابة إفريقيا الإخبارية إنه من المتوقع جدا أن تشهد منطقة الحقول النفطية اشتباكات بين قوات الجيش و حرس المنشآت النفطية. وتوقع عبدالقيوم نهاية الجضران خلال هذه الاشتباكات التي يبدو أن الجيش يستدرج الجضران لخوضها.
وتحول إبراهيم الجضران الذي يسيطر على أكبر حقلين نفطيين في ليبيا من حليف للجيش الليبي إلى عدو في تغير بدء أواخر العام الماضي و لم تعرف بعد أسبابه.وبعد أن كان الجضران يقاتل في فيفري ألفين وخمسة عشر ميليشيات فجر ليبيا التي كانت تحاول السيطرة على المنشآت النفطية حينها، أصبح اليوم حليفا لها و يقاتل إلى جانبها في معركة تحرير سرت، كما أعلن الجضران ولاءه للمجلس الرئاسي و تعهد في بيان أصدره الخميس بإعادة فتح الحقول النفطية المغلقة التي يسيطر عليها منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي.
وفي ظل تصاعد هذه المخاوف، أعلنت اليوم لجنة الطاقة بمجلس النواب رفضها القاطع للاتفاق الذي جرى بين مؤسستي النفط.
وسبق لعضو اللجنة عيسى العريبي أن وصف الاتفاق بالأحادي الجانب متهما مؤسسة النفط الموازية في بنغازي بعدم الرجوع لمجلس النواب قبل التوقيع على هذا الاتفاق.
وأكد العريبي في تصريحات صحفية أن مجلس النواب يسيطر على ثمانين بالمئة من النفط الليبي وبالتالي هو غير معني بهذا الاتفاق، مؤكدا أن رفضهم له يقوم بالأساس على عدم التنصيص علة أن تكون بنغازي مقرا لهذه الشركة وفقا للقوانين الليبية مطالبا بأن تكون حصة برقة أربعين بالمئة من عائدات النفط.
ويعزز هذا الصراع فرضية قيام حرب بين الجيش و حرس المنشآت النفطية، الأمر الذي بات يطرح مخاوف جدية من تقسيم البلاد.
المصدر / بوابة افريقيا